بايدن يركز على القضايا الاجتماعية للهجوم على ريان في مناظرتهما

أوباما يحطم الرقم القياسي ويجمع 181 مليون دولار لحملته

TT

بعد أن صار واضحا أن الرئيس باراك أوباما خسر المناظرة التلفزيونية في الأسبوع الماضي أمام المرشح الجمهوري ميت رومني، قالت مصادر إخبارية أميركية إن الحزب الديمقراطي يخطط للهجوم يوم الخميس في المناظرة بين نائب الرئيس جوزيف بايدن، والمرشح الجمهوري لنائب الرئيس بول ريان، وإن بايدن سيركز على البرامج الاجتماعية للحزب الجمهوري، بعد أن كان النقاش بين أوباما ورومني عن البرامج الاقتصادية.

وبينما أوضحت استفتاءات سابقة أن أوباما يتمتع بتأييد أكثر وسط النساء، والعمال، وكبار السن الذين يخافون من برامج الحزب الجمهوري بتخفيض الإنفاق الحكومي على المساعدات الاجتماعية، نفر رومني كثيرا من هؤلاء، ومن غيرهم، عندما تحدث، في جلسة مغلقة مع أثرياء يؤيدونه، عن أن نصف الأميركيين تقريبا كسالى ويفضلون الاعتماد على الحكومة.

وتتوقع المصادر أن يركز أوباما، بعد بايدن يوم الخميس، أيضا على المسائل الاجتماعية، مثل الضمان الاجتماعي، والضمان الصحي، ومدارس حضانة الأطفال، ومساعدة العجزة، وتوفير مساكن للفقراء، و«فود ستامبز» (طوابع الطعام)، خاصة لأن هذه البرامج ظلت، لأكثر من نصف قرن، على رأس المطالب الليبرالية. بالإضافة إلى «قضايا تقدمية» جديدة، مثل الإجهاض، وتنظيم الحمل، والزواج بين المثليين الجنسيين. لهذا يكرر الديمقراطيون أن فوز رومني في الانتخابات الرئاسية سيشكل «تقهقرا إلى الوراء» في هذه المواضيع.

خاصة أن رومني يدعو إلى مواجهة قرار المحكمة العليا بحق المرأة في الإجهاض في عام 1973، وأن ريان متطرف أكثر من رومني في هذا الموضوع. يعارض ريان الإجهاض في جميع الحالات، بينما يوافق رومني على بعض الاستثناءات في حالات الاغتصاب، أو سفاح القربى، أو تهديد صحة الأم.

وكان أوباما حذر من خطط رومني في هذه المواضيع، ومن «ترك مجموعة من الرجال في واشنطن تقرر، بدلا عن النساء، في مسائل تتعلق بصحتهن».

وحسب استفتاء نشرته في الأسبوع الماضي جامعة كوينبياك (ولاية كونيتيكت) فإن نسبة 56 في المائة من الناخبات تؤيد الرئيس أوباما، مقابل نسبة 38 في المائة يؤيدن رومني. وتشكل النساء نسبة 53 في المائة من الناخبين الأميركيين. وأسهم تأييدهن الكبير لأوباما في فوزه في عام 2008، وكان أوباما، في مايو (أيار) الماضي، أول رئيس أميركي يدعم حق المثليين الجنسيين في الزواج، غير أنه قال إنه عبر عن موقفه «بصفته الشخصية»؛ ليتجنب مجازفة سياسية ربما ستجعل انتخابه أكثر صعوبة في بعض الولايات المحافظة، لكنه يبدو متفقا مع اتجاه الرأي العام الأميركي، حيث أشارت استفتاءات إلى تحول في موقف الرأي العام بتأييد الزواج بين أشخاص من الجنس نفسه.

في الجانب الآخر، يتشدد رومني في أن الزواج يجب أن يكون فقط «بين رجل وامرأة».

كذلك يتعمد أوباما الحذر بشأن مواضيع أخرى يهتم بها الجناح اليساري (التقدمي) في الحزب الديمقراطي، مثل ضبط انتشار الأسلحة، وإلغاء عقوبة الإعدام، والسماح ببيع وشراء مخدر الماريغوانا علنا.

وعلى الرغم من تكرار حوادث القتل بالمسدسات والبنادق، خاصة الأوتوماتيكية، كما حصل في الصيف في صالة سينما في ولاية كولورادو، فإن أوباما اكتفى بتصريحات عامة حول ضرورة مكافحة العنف. وقال إنه يدعم حق الأميركي في أن يملك ويحمل السلاح. وبهذا يريد أن يكون منسجما مع غالبية الرأي العام الأميركي. أما رومني فقد ظل يتلقى دعما مستمرا وقويا من «إن آر إيه» (لوبي الأسلحة في واشنطن، وهو من أهم جماعة الضغط النافذة في الولايات المتحدة).

وقالت كريستينا غرير، المتخصصة في الانتخابات في جامعة فوردهام في نيويورك، لوكالة الصحافة الفرنسية: «الناخبون الذين يسعى المرشحان لإقناعهم في الوقت الراهن هم إما وسطيون أو مترددون. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الاقتصاد هو الموضوع» الذي سيحسم قرار هؤلاء. لكن، أوضح استفتاء جامعة كوينيباك أن أغلبية النساء يهتممن اهتماما كبيرا بالمواضيع النسائية والاجتماعية، بالإضافة إلى الموضوع الاقتصادي.

إلى ذلك، أعلن فريق أوباما السبت أنه جمع تبرعات تبلغ 181 مليون دولار خلال سبتمبر (أيلول)، وهو رقم قياسي في 2012، وخبر سار آخر بعد الإعلان عن تراجع معدل البطالة، في أسبوع تميز بأدائه الرديء خلال أول مناظرة مع منافسه الجمهوري ميت رومني.

ومبلغ الـ181 مليون دولار يمثل رقما قياسيا في حملة 2012، لكن فريق أوباما حقق نتيجة أفضل في سبتمبر 2008؛ إذ جمع آنذاك 193 مليون دولار.

وكان فريق أوباما جمع خلال شهر أغسطس (آب) أموالا أكثر من ميت رومني، لكن هذه النتيجة تأتي بعد عدة أشهر تجاوز خلالها الفريق الجمهوري، إلى حد كبير، الديمقراطيين في جمع التبرعات، الأمر الضروري في حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقبل شهر بالتحديد من استحقاق السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) ستسمح هذه الملايين لفريق أوباما بإغراق شاشات التلفزة بالإعلانات الدعائية، لكن منافسه الذي لم يعلن بعد قيمة المبلغ الذي جمعه، قد يعتمد على رقم أكبر للجان الدعم المستقلة الممولة من شركات ومانحين أثرياء بإمكانهم الإنفاق دون حساب (سوبرباك).