هوغو.. شخصية تتمتع بحيوية مفرطة أضعفته العلاجات الطبية

دعم قادة مثيرين للجدل مثل القذافي وأحمدي نجاد وبشار الأسد

TT

يتطلع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي فرض نفسه رجلا قويا في فنزويلا منذ انتخابه لأول مرة في 1998، إلى ولاية جديدة على الرغم من أنه أثار جدلا في بلاده وخارجها بمشروعه الاشتراكي «للقرن الحادي والعشرين» وحيويته المفرطة. وقد فاز هذا المظلي السابق الذي أضعفته العلاجات الطبية إثر إصابته بسرطان سنة 2011، بكل الانتخابات التي خاضها على الرغم من اتهام معارضيه إياه «بالميل إلى التسلط». وقد ترشح لولاية رئاسية ثالثة مؤكدا أنه يستطيع الاستمرار في ممارسة الحكم حتى 2019 في بلد يملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، ليقيم فيه «اشتراكية القرن الحادي والعشرين».

وبإمكان شافيز الخطيب الذي لا يكل على غرار الكوبي فيدل كاسترو الذي يقتدي به، أن يخطب في الناس ساعات طويلة مرتديا ثيابا حمراء وقبعة حمراء، وزيا عسكريا أو ثيابا غربية (لكن بربطة عنق حمراء). وقد بدا عليه الضعف قليلا خلال الأشهر الأخيرة وفقد شعره وازداد وزنه إثر خضوعه لعمليتين جراحيتين في 2011 و2012 في كوبا لمعالجته من سرطان في الحوض قال إنه «تعافى منه تماما».

ولد شافيز في 1954 لأبوين معلمين بولاية باريناس (جنوب غرب). وهو أب لأربعة أبناء يدين بالكاثوليكية. وقد طلق زوجتين. بدأ شافيز منذ 1982 يعد مشروعه الاشتراكي المستوحى من سيمون بوليفار الشخصية الرمز في الكفاح من أجل استقلال البلاد من الإسبان.

وفي 1992 نفذ اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو شافيز انقلابا فاشلا على الرئيس كارلوس أندريس بيريز الذي ألقى به في السجن سنتين، الأمر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة. وبعد ست سنوات قاد تحالف أحزاب يسارية إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية بـ56 في المائة من الأصوات.

وبنى هوغو شافيز الذي يقود أكبر دولة مصدرة للنفط في أميركا الجنوبية، شعبيته على عدة برامج اجتماعية في الصحة والتربية حتى أصبح الناس الأكثر فقرا يشعرون بامتنان لا حدود له ويكررون أنه أعاد لهم «كرامتهم» على الرغم من تضخم كبير. في المقابل يأخذ عليه منتقدوه أنه يفرط في استغلال وسائل الدولة في خدمة قضية واحدة هي البقاء في الحكم. وقد طور شافيز الذي لا يرحم خصومه ويتمتع بحضور كبير ويمكنه أن يمزج في خطاب واحد أغنيات شاعرية وشتائم وإبداء معرفة ثقافية واسعة، أسلوبا في الحكم غير تقليدي يستند فيه إلى حدسه وما تعلمه من تدريبه العسكري.

وهو لا ينام إلا قليلا ولا يأخذ عطلة ما دفعه إلى الاعتراف بأنه ارتكب «خطأ أساسيا» بإهمال صحته طيلة سنوات. وتعتبر المؤرخة مرغاريتا لوبث مايا التي كانت حليفته وأصبحت معارضة أن «شافيز مزيج متناقض من الميل إلى اليسار والنزعة العسكرية ويحب امتلاك السلطة. وأحد أكبر دوافعه هو البقاء في الحكم بلا قيود». وبعد محاولة الانقلاب التي تعرض إليها في 2002، قرر الرئيس أن العالم ينقسم إلى فئتين: أصدقاء وخصوم واصفا معارضيه بأنهم «خونة» و«بلا وطن». لكن ينظر إليه خارج حدود بلاده على أنه نموذج «وممول» لعدة زعماء يساريين في أميركا اللاتينية.

وهو من أشد أنصار وحدة أميركا اللاتينية. وقد أقام هيئات للتكامل الإقليمي وتحالفات استراتيجية مع روسيا والصين وإيران، ودعم قادة مثيرين للجدل مثل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد. وفي الوقت نفسه عرف كيف يكون براغماتيا بعدم تعليق إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة على الرغم من انتقاداته اللاذعة «للإمبريالية الأميركية».