نصب بطاريات «صواريخ باتريوت» فوق جبل الكرمل قرب حيفا

تصعيد واتهامات متبادلة بين إسرائيل وغزة

TT

في ظل التصعيد العسكري في قطاع غزة بين إسرائيل والتنظيمات المسلحة في قطاع غزة من جهة، وبعد يومين من قيام سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط طائرة من دون طيار دخلت الأجواء الإسرائيلية من البحر المتوسط، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس، عن نشر بطاريات صواريخ من طراز «باتريوت» الأميركية على قمة جبل الكرمل قرب حيفا، مهمتها حماية المنشآت الحيوية في خليج حيفا واعتراض الطائرات والصواريخ طويلة المدى التي قد توجه إلى إسرائيل.

ومع أن مصادر الجيش لم تعترف بوجود علاقة بين اعتراض الطائرة المذكورة أو التوتر في قطاع غزة، وبين نشر بطارية صواريخ «باتريوت»، وقالت مصادر عسكرية إن هذا هو إجراء عادي يتم من حين لآخر في عدة مواقع مختلفة، إلا أن خبراء عسكريين يؤكدون أن هذه الخطوة ذات مغزى جديد. وأن الجيش الإسرائيلي يتحسب من أن تكون «جهات عدائية تخطط لتوجيه ضربة استباقية لإسرائيل، من أجل خدمة أهداف إيرانية».

وقاال رون بن يشاي، محلل الشؤون العسكرية في موقع الإنترنت التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن أوساطا في الجيش لا تستبعد أن تفعل إيران أذرعها السورية أو اللبنانية (حزب الله) أو الفلسطينية (التنظيمات المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما) أو كلها مجتمعة لتوجيه ضربة لإسرائيل، تستبق فيها ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية في إيران. ولذلك تجري احتياطات ملائمة لصد هجمات كهذه.

يذكر أن بطاريات «باتريوت» تعترض طائرات من مسافة 160 كيلومترا، والصواريخ من مسافة 60 كيلومترا. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن تقديرات الجيش تشير إلى أن الطائرة التي تم اعتراضها جنوب جبال الخليل انطلقت من لبنان من قبل حزب الله، وربما عن طريق جهات إيرانية، بحسب المصادر ذاتها. وكان الناطق بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير غندلمان، قد اعترض على ما نشرته «الشرق الأوسط» أمس، من أن الجيش الإسرائيلي ارتبك في التعامل مع الطائرة وأسقطها بعد دخولها في الأجواء الإسرائيلية بعشرين دقيقة، وقال إن «طائرات سلاح الجو الإسرائيلي اكتشفت الطائرة من دون طيار في وقت مبكر جدا ولكنها لم تسقطها خوفا من أن تقع على منطقة مأهولة. وأسقطتها باختيارها في منطقة خالية من السكان.

من جهة ثانية، شهدت المناطق الجنوبية الإسرائيلية وقطاع غزة الفلسطيني، اشتباكات مسلحة بالغارات والصواريخ طيلة الليلة الماضية. وفي إطارها نفذت إسرائيل غارات دامية على مدن القطاع، مما أدى لسقوط عشرة قتلى وعشرات الجرحى، وأطلق الفلسطينيون 55 صاروخا بدائيا وقذائف هاون باتجاه البلدات الإسرائيلية. وحسب مصادر إسرائيلية رسمية، فإن القصف الصاروخي لم يوقع ضحايا في إسرائيل، لكنه تسبب في أضرار مادية.

وقد ادعت إسرائيل أن غاراتها على القطاع بدأت لكي تصفي خلية مسلحة كانت قد انطلقت لتنفيذ هجمة صاروخية. وأن غاراتها جاءت في إطار الدفاع عن النفس. لكن التنظيمات الفلسطينية اعتبرت الغارات عدوانا إسرائيليا تقليديا هدفه الاستفزاز الاحتلالي.