تقارير أميركية: طهران يمكنها إنتاج يورانيوم لصنع سلاح نووي خلال شهرين إلى 4 أشهر

إيران تشكو تصاعدا في الهجمات الإلكترونية على منشآتها النفطية

صورة أرشيفية لمدخل مقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران (أ.ب)
TT

كشفت مؤسسة بحثية أميركية عن أن طهران يمكنها إنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع سلاح برأس نووي في غضون شهرين إلى 4 أشهر إلا أنها ما زالت تواجه «تحديات هندسية» حقيقية، وتعطيلات زمنية، قبل أن تتمكن من ذلك.. جاء هذا، بينما شكت طهران من تصاعد الهجمات الإلكترونية على منشآتها النفطية، مؤكدة تمكن خبرائها في شركة نفطية من إحباط هجوم واسع عبر الإنترنت «خططت له إسرائيل».

وقال معهد العلوم والأمن الدولي، المعروف اختصارا باسم «إيزيس»، الذي يقدم تقاريره عادة للكونغرس الأميركي وغيره من أفرع الإدارة الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، إن طهران يمكنها إنتاج ما يكفي من اليورانيوم لصنع سلاح برأس نووي في غضون شهرين إلى 4 أشهر، لكن تقرير المعهد أضاف أن الجمهورية الإسلامية ستحتاج «شهورا كثيرة إضافية»، لصنع نموذج قنبلة للاختبار تحت الأرض ووقت أطول بكثير لصنع رأس نووي يمكن تثبيته على صاروخ.

وفي غضون ذلك، أعلنت إيران أمس عن تمكن خبرائها في شركة نفطية من إحباط هجوم واسع عبر الإنترنت واتهمت إسرائيل بالتخطيط له لاستهداف المنشآت النفطية الإيرانية. وعززت إيران، خامس أكبر مصدر للنفط في العالم، أمن الإنترنت منذ أن أصيبت أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم في عام 2010 بفيروس أجهزة الكومبيوتر «ستوكس نت» الذي تعتقد طهران أنه من صنع إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال محمد رضا جولشاني رئيس تكنولوجيا المعلومات بشركة النفط البحري الإيرانية لوكالة «مهر» للأنباء إن هجوم الإنترنت استهدف شبكات معلومات المنصات البحرية. وأوضح: «هذا الهجوم خطط له النظام الذي يحتل القدس (إسرائيل) وبضع دول أخرى»، مضيفا أن خبراء إيرانيين تمكنوا من صد الهجمات. وتابع: «في الوقت الراهن تشغيل التليفونات على المنصات وفي مناطق عمليات النفط والغاز الإيرانية في الخليج الفارسي يجري بشكل طبيعي ولا توجد مشكلات». وتابع قائلا: «سيتم رفع المستوى الأمني لشبكة الاتصالات والإنترنت للمنشآت النفطية بشكل ملموس، من خلال إنجاز بعض التغييرات التقنية واستخدام شبكات الأقمار الصناعية في بعض المناطق».

ويمتنع المسؤولون الإسرائيليون باستمرار عن التعليق على مزاعم بشأن أي نشاط سري. وتهدد إسرائيل بالقيام بعمل عسكري ضد المنشآت النووية بالجمهورية الإسلامية إذا لم تقنع العقوبات على قطاعي المصارف والنفط طهران بوقف برنامجها النووي المثير للجدل.

وتشتبه القوى الغربية في أن إيران تحاول تطوير وسائل إنتاج أسلحة نووية. وتقول طهران إنها تخصب اليورانيوم لاستخدامه في الأغراض المدنية فقط. وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤول إيراني إن مهاجمي الإنترنت استهدفوا البنية الأساسية وشركات الاتصالات الإيرانية، مما أسفر عن تعطيل الإنترنت في أنحاء البلاد.

وفي الشهر الماضي، قال قائد في الحرس الثوري الإيراني إن إيران مستعدة للدفاع عن نفسها في حالة وقوع «حرب على الإنترنت»، واعتبرها أكثر خطرا من المواجهة المادية. وفي أبريل (نيسان) الماضي قالت السلطات إنه تم رصد فيروس كومبيوتر داخل نظم السيطرة في جزيرة خرج التي تتعامل مع الغالبية العظمى من صادرات النفط الخام الإيرانية، لكن المجمع ظل يعمل.

وتعكف طهران على تطوير نظام إنترنت وطني تقول إنه سيؤدي إلى تحسين أمن الإنترنت، لكن كثيرا من الإيرانيين يقولون إن الخطة هي أحدث وسيلة للسيطرة على دخولهم على الشبكة التي تخضع بالفعل لرقابة بالغة.

وأفادت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية بأن «الهجمات السايبرية تصاعدت خلال الأشهر الماضية على شبكات الاتصالات والإنترنت وكبرى شركات النفط والغاز في الشرق الأوسط». وكان مسؤولون أميركيون اتهموا طهران بشن سلسلة من الهجمات الإلكترونية ضد عدد من المصارف والشركات الأميركية الكبرى، في حركة انتقامية واضحة ردا على ما تفرضه الدول الغربية عليها من عقوبات اقتصادية بغية عرقلة تقدمها في برنامجها النووي. وحسب هؤلاء المسؤولين، فإن الهجمات الإيرانية استهدفت المواقع الإلكترونية لمصرف «جي بي مورغان تشيز» و«بنك أوف أميركا».