اليمن: الكشف عن تفاصيل لخلايا تجسس تضم إيرانيين وسوريين ويمنيين

خطف 8 أشخاص بينهم عرب في الجنوب.. واحتجاجات في معسكر للحرس الجمهوري

TT

كشفت مصادر يمنية، أمس، عن معلومات جديدة وهامة بشأن خلايا التجسس الإيرانية التي جرى اكتشافها في اليمن مؤخرا، وقالت مصادر يمنية إن تلك الخلايا تضم إيرانيين وسوريين ويمنيين، في وقت أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن بدء حصر القوات المسلحة في إطار إعادة هيكلتها.

وذكرت المصادر اليمنية أن خلايا التجسس الإيرانية ألقي القبض عليها في صنعاء وعدن وعدد من المحافظات اليمنية، وذلك في سياق حالة التوتر التي تسود العلاقات اليمنية – الإيرانية في الآونة الأخيرة جراء إعلان الأجهزة الأمنية اليمنية لهذه المعلومات التي تمس أمن اليمن القومي، وأفاد موقع وزارة الدفاع اليمنية نقلا عن «مصدر مطلع» أن «خلايا التجسس الإيرانية المضبوطة في اليمن تضم عناصر إيرانية وسورية ويمنية، وتم القبض عليهم خلال الفترة الماضية في العاصمة صنعاء وعدن ومحافظات أخرى». وأضاف: «الإيرانيون المقبوض عليهم كانوا قد دخلوا اليمن على أساس أنهم مستثمرون وحصلوا على ترخيص من الجهات المختصة بإنشاء مصنع، وبدأوا بنقل آلاته وأدواته إلى ميناء عدن وعند تفتيش إحدى الحاويات تبين أن المعدات التي فيها لم تكن لأغراض مدنية متعلقة بالمصنع وإنما لأغراض عسكرية عدائية تستهدف أمن واستقرار اليمن، حيث يمكن إعادة تجميعها لعمل صواريخ وأسلحة متنوعة، فقامت أجهزة الأمن على أثر ذلك بالقبض على الإيرانيين والبدء بالتحقيق معهم».

وفي السياق ذاته، اعتبر محللون سياسيون يمنيون أن التدخلات الإيرانية في شؤون اليمن وتغلغها لم تعد خفية في ظل محاولات إيران المستمرة، وقال الدكتور عبد الله الفقيه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إن «الواضح أن إيران تستغل الضعف الكبير الذي تعانيه الدولة اليمنية خلال هذه المرحلة وخصوصا حالة انقسام قوات الجيش والأمن اليمنية والأوضاع الاقتصادية السيئة لأبناء الشعب اليمني والخلافات الداخلية وفي مقدمتها التمرد الحوثي في شمال اليمن والحراك الانفصالي في جنوبه وأنشطة جماعة (القاعدة) لخلق منطقة نفوذ في هذا الجزء المهم من العالم».

وأضاف الدكتور الفقيه أن إيران «تهدف من أنشطتها التوسعية داخل اليمن أولا وقبل كل شيء زيادة قوتها الإقليمية واستباق أي خسائر يمكن أن تلحق بها نتيجة لثورات الربيع العربي سواء في دول مثل سوريا ولبنان أو في غيرهما، كما تهدف، أيضا، إلى تحسين قدرتها الاستراتيجية على الرد في أي مواجهة محتملة مع الغرب بسبب برنامجها النووي وبحيث يمكن لها أن تسيطر أو تعطل خطوط الملاحة الدولية وخصوصا في خليج عدن وعند مضيق باب المندب».

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قال الأسبوع الماضي خلال محاضرة ألقاها في الولايات المتحدة إن إيران تدعم تيارا متشددا مسلحا مطالبا بالانفصال في الحراك الجنوبي. كما قال هادي في الولايات المتحدة بحسب الموقع إنه «تم الكشف عن خمس شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران وتم إحالتها سابقا إلى القضاء» و«مؤخرا تم الكشف عن شبكة سادسة». وإيران اتهمت أيضا من قبل صنعاء في السابق بدعم التمرد الحوثي الشيعي في شمال البلاد.

في موضوع آخر، قالت مصادر قبلية يمنية إن مسلحين من قبائل الصبيحة في محافظة لحج اختطفوا، أمس، 4 مواطنين سوريين وعددا من اليمنيين، وذلك للضغط على السلطات اليمنية للإفراج عن معتقلين، ولم تكشف المصادر عن طبيعة عمل المواطنين السوريين أو الوجهة التي جرى أخذهم إليها، وقال أحد الوجهاء القبليين، ويدعى وهيب المنصوب، لوكالة الصحافة الفرنسية إن مطالب الخاطفين تتمثل بإطلاق سراح القيادي في الحراك الجنوبي بجاش الأغبري ومسؤول محلي في عدن يدعى ياسر العزيبي وآخرين فضلا عن مطالبة السلطات بتسليم الجنود الذين قتلوا اثنين من أبناء القبيلة مساء الجمعة عند مدخل مدينة عدن. ويأتي هذا الحادث بعد يوم واحد على إفراج قبائل «آل باكازم» في محافظة أبين عن سائق تركي بعد احتجازه لعدة أشهر في الجبال الوعرة في المنطقة.

على صعيد آخر، قالت مصادر يمنية متطابقة إن عددا من معسكرات الجيش التابعة للحرس الجمهوري تشهد اضطرابات واحتجاجات من قبل ضباط وجنود في عدد من المناطق العسكرية ضد قائد الحرس والقوات الخاصة، نجل الرئيس السابق، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، وإن تلك الاحتجاجات تطالب بإعادة هيكلة الجيش، هذا في وقت أشارت مصادر يمنية إلى أن وزارة الدفاع بدأت في حصر القوات المسلحة على طريق إعادة الهيكلة في ضوء المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، وتشمل هذه الاحتجاجات مطالبات بتسوية أوضاع مالية وإدارية كما يحدث من إضراب في «معسكر طارق» بمحافظة تعز.

إلى ذلك خطف مسلحون قبليون أمس 8 أشخاص بينهم سوريون وسعوديون على الطريق الساحلي الذي يربط بين محافظتي لحج وعدن الجنوبيتين، بحسب ما أفادت مصادر قبلية في المنطقة وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد المنصوب أنه تواصل مع الخاطفين الذين أكدوا له ذلك. من جانبه قال مدير أمن محافظة لحج عبد الحكيم شائف لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المعلومات الأولية المتوفرة هي أن مسلحين قبليين خطفوا أربعة سوريين وآخرين يمنيين على خلفية قضية جنائية»، دون أن يؤكد وجود سعوديين بين المختطفين. وقال: «نحن تأكدنا أن صحة المختطفين جيدة وأن هناك مساعي لإطلاق سراحهم خلال الساعات المقبلة».

وأضاف: «لم نتأكد بعد من صحة الأخبار عن وجود اثنين من السعوديين لدى الخاطفين». وكانت السلطات الأمنية في عدن اعتقلت مساء الجمعة القيادي المحلي في الحراك الجنوبي بجاش الأغبري ومسؤولا محليا يدعى ياسر العزيبي عند نقطة تفتيش بتهمة حيازة السلاح. وتكثر عمليات الخطف في اليمن إلا أن غالبيتها تنتهي دون إراقة دماء.