الشرطة الفرنسية تبحث عن مشتبه بهم آخرين إثر تفكيك خلية أصولية

الرئيس هولاند: مسلمو فرنسا هم أيضا ضحايا التطرف

TT

تبحث الشرطة الفرنسية عن مشتبه بهم آخرين بعد اعتقالها 12 شخصا ما زالوا في السجن على ذمة التحقيق في مداهمة استهدفت السبت خلية أصولية متطرفة يشتبه في ارتكابها اعتداء والتخطيط لاعتداءات أخرى معادية للسامية، كما أفادت مصادر قضائية أمس.

وأمس أعلن مصدر قضائي توقيف مشتبه به إضافي مساء أول من أمس في تورسي قرب باريس ليبلغ عدد الموقوفين 12. وفي رد على سؤال إذاعة «آر تي إل» قال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس «بلا شك» ستتم اعتقالات أخرى. وقد قتل الزعيم المفترض لتلك المجموعة جيريمي لوي - سيدني الذي اعتنق الإسلام، بعدما أطلق الرصاص من مسدس ماغنوم 357 عيار 8 ملم على عناصر الشرطة الذين دهموا شقته في ستراسبورغ (شرق) لاعتقاله.

وقد عثر على بصمة حمضه الريبي النووي على حلقة قنبلة يدوية ألقيت في التاسع من سبتمبر (أيلول) على متجر يهودي في سارسيل قرب باريس، حيث تقيم جالية يهودية كبيرة. ويسعى المحققون إلى التعرف على المخططات التي كانت تعدها تلك المجموعة التي كان الكثير من عناصرها يعيشون في كان (جنوب شرق) بينما كان لوي – سيديني يعيش بين كوت دازور وستراسبورغ ومنطقة باريس مسقط رأسه.

وعثر خلال عمليات التفتيش خصوصا على 27 ألف يورو نقدا وذخيرة ومنشورات إسلامية وأجهزة كومبيوتر ووثائق تشير إلى ارتباطات إرهابية ولائحة بأسماء جمعيات ومنظمات يهودية في ضواحي باريس، وأربع وصيات بما فيها واحدة للوي - سيدني، تدل على رغبة أصحابها في «الاستشهاد». ويلفت مسار هؤلاء الشبان الانتباه حيث إن معظمهم ولدوا في الثمانينيات والتسعينيات في فرنسا والكثير منهم اعتنق الإسلام، وعلى غرار لوي - سيدني الذي حكم عليه بالسجن سنتين في ، 2008 أدين بعضهم في قضايا حق عام قبل أن يتحول إلى التطرف. ولدى تطرقه أثناء حديثه مع «آر تي إل» إلى «الإرهاب الداخلي»، شدد مانويل فالس خصوصا على أن الموقوفين فرنسيون، ناسبا تطرفهم إلى دعوة إسلامية حصلت في السجن أو عبر الإنترنت والبرامج التي تبث عبر الأقمار الصناعية في العالمين العربي والإسلامي.

واعتبر الوزير أن في فرنسا هناك «العشرات وربما المئات من الأشخاص القادرين على أن يتنظموا» على غرار ما فعلت مجموعة كان، «لكنهم أشخاص متنقلون يشعرون بأنهم مراقبون ولا يستخدمون هواتفهم النقالة إلا قليلا». وشدد المحققون في نهاية الأسبوع على تصميم هؤلاء العناصر في الخلية المفككة.

وقبض على رجل في تورسي بمنطقة سين - إي - مارن فجر السبت لدى خروجه من المصلى وهو يحمل مسدسا جاهزا للاستعمال. وقال مصدر قريب من الملف إن عناصر التحقيق الأولى تدل على أن الرجل الذي اعتبر «خطيرا» كان «بوضوح في وضع جهادي» وعثر على وثائق في منزله تدل على «شعور قوي معاد للسامية». وبعد ستة أشهر من الاعتداءات التي ارتكبها محمد مراح في جنوب غربي فرنسا (سبعة قتلى بينهم أربعة يهود) تثير هذه القضية قلقا شديدا في أوساط الجالية اليهودية التي قارن أحد زعمائها ريشار بسكييه التطرف الإسلامي بالنازية. وقرر الرئيس فرنسوا هولاند أول من أمس تشديد الإجراءات الأمنية في الأماكن التي تتردد عليها الجالية اليهودية، مجددا التأكيد على «تعبئة الدولة تماما لمكافحة كل المخاطر الإرهابية».

من جهته، قال رئيس وزراء الفرنسي جان مارك ايرولت: «إنها عملية خطيرة جدا وواسعة أطلقت منذ أسابيع». يذكر أن العملية شملت مدينة كان بجنوب البلاد، حيث كان يعيش عدد من الأشخاص الذين يعتقد أنهم أعضاء في الخلية الإرهابية، ومن بينهم جيريمي لوي سيدني.

إلى ذلك أكد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الأحد تضامنه الأخوي مع الطائفة اليهودية بعد تفكيك خلية إسلاميين متطرفين استهدفوا، على ما يبدو، جمعيات يهودية وأعرب عن قلقه من «الخلط» بين الإسلام والتطرف. واتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي استقبل الأحد ممثلي الطائفة اليهودية، أيضا برئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موساوي ليؤكد له أنه: «لا يمكن الخلط بين مرتكبي الأعمال الإجرامية ومجمل الجالية الإسلامية في بلادنا».

وقال هولاند إن «مسلمي فرنسا لا يجب أن يعانوا من التطرف الأصولي، إنهم أيضا ضحاياه».

من جانبه قال موساوي إن المجلس «يؤكد للجالية اليهودية دعمه وتضامنه الأخوي في وجه كل الاعتداءات التي تستهدف أفرادها ومؤسساتها».

وطرحت الحكومة مشروع قانون من شأنه أن يسمح بملاحقة الفرنسيين الذين يرتكبون أعمالا إرهابية في الخارج أو ينتقلون إلى هناك للتدرب على الجهاد.