إعلانات ضد «الجهاد» في محطات مترو نيويورك.. بقرار قضائي

منظمات دينية وخيرية في نيويورك وحدت صفوفها لحملة مضادة لها

TT

بينما رفض قاضٍ اتحادي في واشنطن العاصمة طلب جمعيات دينية وخيرية منع إعلانات سلبية عن «الجهاد» في قطارات مترو (تحت الأرض) في واشنطن، وحدت منظمات دينية وخيرية في نيويورك صفوفها لحملة مضادة للإعلانات التي كان قاضٍ في نيويورك سمح بها في الأسبوع الماضي.

في نيويورك، أطلقت مجموعات يهودية ومسيحية ومسلمة وغيرها إعلانات مضادة لمواجهة الإعلانات التي انتشرت مؤخرا في محطات مترو نيويورك، وتدعو إلى إلحاق الهزيمة بما سمته «الجهاد». وقالت المجموعات إنها تهدف إلى مواجهة «خطاب الكراهية ضد المسلمين». وتدعو الإعلانات للتسامح، ولدعم المجتمعات الإسلامية المحلية. وتنشر شعارات مثل: «ساعد على وقف التعصب الأعمى ضد جيراننا المسلمين» و«ادعم السلام بالأقوال والأعمال».

وتأتي هذه الحملة لتواجه إعلانات «اهزموا الجهاد» التي انتشرت في عشر محطات للمترو من بين 400 محطة في نيويورك، والتي تنشر شعارات، بينها: «في أي حرب بين المتحضرين والهمجيين عليكم توفير الدعم للمتحضرين. ادعموا إسرائيل واهزموا الجهاد».

وكانت إدارة النقل في نيويورك رفضت، في البداية، نشر هذه الإعلانات التي تنشرها منظمة جديدة اسمها «مبادرة الدفاع عن حرية أميركا». لكن اضطرت إدارة النقل إلى تغيير قرارها بعد حصول أصحاب الحملة على قرار قضائي يجيز عرض الإعلانات باعتبارها تندرج ضمن «حرية التعبير».

ومن بين المعارضين للإعلانات، الحاخام جيل جاكوبس، عضو جمعية «حاخامات من أجل حقوق الإنسان»، والذي قال: «نريد أن نوضح أننا كحاخامات، وكتيار رئيسي في المجتمع اليهودي، نعارض هذه الحملات. نحن، في الواقع، نقدر الشراكة مع جيراننا من المسلمين ومع الجمعيات الإسلامية».

وهناك، مع الحاخامات، جمعية «سويورنرز» المسيحية المؤيدة للمساواة الاجتماعية. وجمعية «النساء الميثوديات الموحدات» المسيحية.

في الجانب الآخر دافعت باميلا غيلر، المديرة التنفيذية لـ«مبادرة الدفاع عن حرية أميركا» عن حملة «اهزموا الجهاد». ورفضت الانتقادات التي تعتبرها «مثيرة للكراهية». وقالت: «الإعلانات لا تحمل خطاب كراهية، بل خطاب حب، خطاب حب للحياة». وردت على منتقديها وقالت: «إنهم يعانون من قصر نظر هائل على المستوى الأخلاقي، إنهم يخلطون بين مواجهة الكراهية والكراهية الحقيقية».

وكان قاضي محكمة اتحادية في واشنطن، روزماري، حكم لصالح المنظمة وضد «واماتا» (إدارة مواصلات منطقة واشنطن) التي كانت أعلنت خشيتها من أعمال عنف يمكن أن تبدأ، على ضوء الضجة الأخيرة حول الفيلم المسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وكان محامي الإدارة قال للقاضي: «الركاب في المترو جمهور أسير». ودعا إلى «فترة تهدئة قبل وضع الإعلانات»، إن لم يكن منع الإعلانات. لكن، قال روبرت مويس، من كبار المحامين في مركز قانون حرية أميركا، إن التأخير أو المنع يشكلان «انتهاكا للتعديل الأول في الدستور (عن حرية الرأي)». وقال إن أي تأخير زمني «سوف يتسبب في ضرر لا يمكن علاجه». وأضاف: «ليست لدينا قيود تقيد خطاب الكراهية في الولايات المتحدة. قالت المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) إن أكثر الكلام الذي يجب ضمان حريته هو الكلام استفزازي، الكلام الذي يخلق الاضطرابات».

وكانت باميلا غيلار، التي تقود حملة الملصقات، أسست الجمعية، وأيضا أسست موقع «باميلا غيلار» العدائي للإسلام والمسلمين في الإنترنت. وهي من قائدات الحملة ضد بناء مسجد في «غراوند زيرو» (مكان مركز التجارة العالمي الذي دمره هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001). وظلت تنشر بيانات تدعو فيها الناس للتظاهر ضد بناء المسجد. ومما قالت: «نتظاهر تأييدا للذين فقدوا أقرباءهم وأحباءهم في ذلك اليوم. ليست هذه مظاهرة سياسية. هذه مظاهرة حقوق الإنسان. حقوق الذين تأثروا بالهجوم الإرهابي».

وتتعاون غيلار مع متطرفين، مثل الأميركي أندرو برايبارت، والهولندي غيرت ويلدارز، عضو البرلمان الهولندي الذي يقود حملة ضد الإسلام والمسلمين هناك، منها منع تدريس القرآن، وفرض غرامات على المسلمات اللائي يضعن الحجاب.

وأيضا تحالفت مع القس تيري جونز، صاحب كنيسة «دوف» (حمامة) في غينزفيل (ولاية فلوريدا) الذي كان أعلن، قبل سنتين، أنه سيحرق نسخا من المصحف الشريف يوم ذكرى الهجوم. لكنه غير رأيه بعد أن تدخل الرئيس باراك أوباما.

=