الجزائر وموريتانيا تدعوان إلى الحوار لمكافحة الإرهاب في المنطقة

الأمن الجزائري يعتقل 4 مسلحين عند حدوده مع مالي

TT

أعلن الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل في نواكشوط أن بلاده وموريتانيا متفقتان على «أهمية الحوار» من أجل إيجاد حل للأزمة المالية.

وصرح مساهل عقب محادثات أجراها مساء أول من أمس مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أن «البلدين متفقان حول أهمية الحوار من أجل إيجاد حلول سياسية مناسبة لأزمة مالي في إطار احترام وحدة وسيادة ذلك البلد». وأضاف: «نحن مع مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل الوسائل ومع الحوار في آن واحد من أجل إيجاد حلول لمشاكل شمال مالي» الذي تحتله حركات إسلامية مسلحة بقيادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ ستة أشهر. وقال الوزير الجزائري الذي بدأ من نواكشوط جولة ستقوده إلى باماكو ونيامي «هناك تطابق كامل في وجهات النظر» حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعتبر الجزائر مع النيجر ومالي وموريتانيا من دول «الميدان» التي تسعى من خلال هيئة أركان عسكرية واستخباراتية مشتركة إلى ضمان الأمن في منطقة الساحل.

من جانبه قال وزير الخارجية الموريتاني حمدي ولد حمادي إن بلاده «تدعم الحوار السياسي بين مختلف الأطراف، بين الحكومة المركزية والحركات التي تدعم مطالب الأقليات الإثنية في شمال مالي». وأضاف قائلا: «في المقابل نرفض قطعا وبشكل كامل المجموعات الإرهابية والجريمة المنظمة بكل أشكالها».

وشارك في اللقاء بين ولد عبد العزيز ومساهل مسؤولون عسكريون كبار من البلدين بمن فيهم قائد أركان الجيش الموريتاني ومسؤول الأمن الخارجي الجزائري.

ويبدو أن مبدأ إرسال قوة عسكرية دولية إلى مالي لدحر الإسلاميين المسلحين الذين يحتلون ثلثي أراضيها ويهددون المنطقة بأسرها، أمر مفروغ منه لكن العراقيل المرتبطة بتشكيل تلك القوة وقدراتها وتمويلها ما زالت قائمة.

وأعربت كل من الجزائر، التي تملك أقوى جيش في المنطقة، وموريتانيا التي شنت في 2010 و2011 غارات على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أنهما لن ترسلا جنودا إلى مالي.

من جهة أخرى اعتقل الأمن الجزائري أربعة مسلحين ينتمون لحركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا على الحدود مع مالي عندما كانوا يحاولون التسلل إلى الجزائر ضمن مجموعة من النازحين الفارين من تردي الأوضاع الأمنية بشمال مالي.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، أمس، عن مصادر أمنية عليمة القول إن القوات المتخصصة في مكافحة الإرهاب، وعن طريق جهاز الاستشعار المستقدم من روسيا، تمكنت أول من أمس من إفشال محاولة تسلل أربعة مسلحين من بينهم ثلاثة نيجريين ومسلح آخر يحمل جنسية جزائرية.

وأضاف المصدر أن القوات الأمنية تمكنت من ضبط حزام ناسف كان بحوزة أحد المسلحين بالإضافة إلى 3 قطع أسلحة صغيرة الحجم.

ويواصل الجيش الجزائري حملات التمشيط الواسعة على مستوى الكثير من المناطق الحدودية والتي يشتبه أن تكون من أبرز المعاقل للجماعات المسلحة.

وكانت قوة من الجيش الجزائري قد اعتقلت مساء الجمعة الماضية ثلاثة مسلحين بالمنطقة التي تتوسط بني عمران وعمال جنوب ولاية بومراداس التي تقع على مسافة 50 كيلومترا شرق العاصمة الجزائر.