تضارب المعلومات حول تفجيرات قيادة الشرطة في العاصمة

حالة تأهب واستنفار عام واشتباكات في الأحياء الجنوبية

آثار انفجار قرب مركز شرطة دمشق أول من أمس تبدو على عدد من السيارات (أ.ف.ب)
TT

وسط حالة تأهب أمني كبير يخيم على معظم أحياء وشوارع العاصمة المقطعة الأوصال، لم تتضح بعد ملابسات ونتائج التفجيرات التي سمع أصواتها سكان العاصمة دمشق الساعة السابعة من مساء أول من أمس الأحد، حيث قالت السلطات السورية إن «انفجارا واحدا وقع في مرأب مبنى قيادة الشرطة بشارع خالد بن الوليد في منطقة الفحامة بدمشق، نتيجة زرع عبوة ناسفة في سيارة بالمرأب، وأسفر الانفجار عن استشهاد أحد عناصر الشرطة».

وقال مصدر بوزارة الداخلية لوكالة (سانا) إن «الانفجار وقع في سيارة متوقفة بمرأب مبنى قيادة الشرطة وأدى إلى استشهاد أحد العناصر وإصابات طفيفة، إضافة لأضرار مادية بالمبنى والسيارات المتوقفة في المكان». لكن شاهد عيان في شارع خالد ابن الوليد أكد أنه رأى أكثر «من 16 سيارة إسعاف توجهت إلى موقع الانفجار في قيادة الشرطة»، لافتا إلى أن «دوي ثلاثة انفجارات متزامنة سمع هناك، أعقبها إطلاق نار كثيف وحملة اعتقالات عشوائية في الشارع شنته قوات الأمن التي انتشرت بكثافة في منطقة الفحامة وقامت بإغلاق كل الطرق المؤدية إليها».

من جانب آخر ذكر ناشطون أن مشفى المجتهد الحكومي القريب من موقع الانفجار استقبل نحو سبع عشرة جثة لعناصر من الشبيحة قضوا في التفجير، بينها جثث متفحمة، وكل الجثث كانت باللباس المدني والعتاد الحربي الكامل.. وفي معلومات غير مؤكدة، ذكرت مصادر أن «عدد القتلى من الشبيحة في العملية - التي لم تتبنَها أي جهة - تجاوز الستين قتيلا، لا سيما أن التفجير جرى داخل المبنى، حيث كان يوجد عدد كبير من الشبيحة».

وتبع دوي صوت الانفجار الأول وتصاعد سحب الدخان في المنطقة دوي انفجارين آخرين لقنابل صوتية في محيط مبنى الأمن الجنائي في منطقة باب المصلى القريبة من قيادة الشرطة، كما سمع بعدها صوت إطلاق مدفعي من جبل قاسيون باتجاه أحياء دمشق الجنوبية (القدم والتضامن والعسالي)، حيث كانت تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش النظامي والجيش الحر استمر لعد ساعات من ليل الأحد - الاثنين.

وقالت مصادر في الجيش الحر إن نحو سبع قذائف مدفعية سقطت بالقرب من شارع الشهداء في حي التضامن، وإن الاشتباكات في حي القدم أسفرت عن تدمير ثلاث دبابات لقوات النظام وقتل عدد الجنود، وتبع ذلك رد بالقصف المدفعي على الحي.

وطوال يوم أمس الاثنين سمع في أحياء العاصمة الشرقية أصوات تفجيرات من حيي برزة والقابون، وقال ناشطون إن قوات النظام تقوم بتفخيخ المباني التي تريد هدمها، وتعجز عن ذلك الجرافات، وذلك بغية شق وتوسيع الطرقات في المناطق العشوائية الثائرة على النظام، مؤكدين تشرد عشرات العائلات في تلك المناطق لا سيما في الشارع المؤدي إلى مشفى تشرين في حي برزة. كما تم هدم مبنى من أربع طبقات في منطقة زملكا بالقصف المدفعي المركز من قبل قوات النظام.

بالتزامن مع ذلك استمرت حملة المداهمات والاعتقالات لليوم الثاني على التوالي في حي المهاجرين، وشملت الحملة يوم أمس منطقة العفيف وحمام المقدم والجبة والشركسية، القريبة من القصر الجمهوري. وقال ناشطون إن قوات النظام قامت بتفتيش دقيق للمنازل، وبعض المجموعات قامت بسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه من مصاغ وحلي وتحف ومال.. وتعد هذه الحملة الثانية من حيث الشدة في هذه المنطقة خلال أقل من شهر.