أكراد سوريا يشكلون لواءين للدفاع عن مناطقهم

اتهامات ضد بارزاني بالهيمنة على مناطقهم في سوريا

TT

كشف قيادي كردي سوري عن انضمام 90 شابا وشابة كردية يوم الجمعة الماضي إلى قوات الحماية الشعبية التي تقوم بحماية الوضع الأمني في المناطق الكردية، مشيرا إلى أن «قيادة هذه القوات تخطط حاليا لتأسيس قوة دفاعية شعبية مؤلفة من 15 ألف عنصر، ستكون مهمتها حماية الوضع الداخلي بعد سقوط النظام الحالي»، ومؤكدا أن «لواءين عسكريين قد تم تشكيلهما في كل من مدينتي عفرين والقامشلي».

وكانت التقارير الصحافية قد أشارت في وقت سابق إلى قيام رئيس الإقليم مسعود بارزاني بتدريب عشرة آلاف عنصر من الشباب السوري اللاجئين إلى إقليم كردستان من أجل تهيئتهم لدخول الأراضي الكردية بسوريا بعد سقوط النظام الحالي، وذلك لحماية تلك المناطق والدفاع عنها بوجه أي تهديدات قد تنشأ في ذلك الوقت.

ولكن القيادي الكردي السوري، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قلل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من شأن هذا الموضوع، مؤكدا أن «العدد مبالغ به كثيرا، فحسب علمنا أن العدد لا يتجاوز 600 - 650 عنصرا تم تدريبهم على استخدام الأسلحة الخفيفة كالرشاشات والدوشكات.. وحاولت قيادة الإقليم إدخالهم إلى هناك قبل شهرين، ولكن المحاولة فشلت بسبب الموقف الرافض من معظم الأحزاب والقوى الكردية الناشطة بالداخل، وبذلك يبدو أن العمل بهذا الاتجاه قد توقف حاليا».

وأشار المصدر إلى أن «الزعيم الكردي مسعود بارزاني يريد من خلال تدريب وإرسال هؤلاء الشباب - وأكثرهم من الأحزاب السورية الموالية له - أن يجعل له موطئ قدم داخل المناطق الكردية بسوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام الحالي، ولكن معظم الأحزاب والقوى الكردية رفضت هذه الوصاية بما فيها أحزاب المجلس الوطني الكردي السوري التي أبدت اعتراضها على هذا الموضوع لعدم مشاورتها بالأساس، ولأن مثل هذا الموضوع من شأنه أن يكرر نفس السيناريو الذي جرى في إقليم كردستان؛ من خلال حدوث مصادمات مسلحة بين الأكراد أنفسهم، فلجان الحماية الشعبية التي تقوم بفرض الأمن وحمايته بالمناطق الكردية رفضت ذلك بإصرار خوفا من وقوع احتكاكات أو صدامات غير مبررة بين المسلحين، خاصة أن أكثرية هؤلاء المسلحين الذين كان يفترض إرسالهم هم من الموالين لرئيس الإقليم وقدمت لهم إغراءات مادية كبيرة لفرض سيطرتهم على الأرض داخل المناطق الكردية بسوريا».

وكشف المصدر أن الهيئة التنسيقية العليا الكردية ستجتمع بعد يومين مع قيادة اللجان الشعبية بالداخل في مدينة القامشلي للتباحث حول الوضع الميداني وإعادة تنظيم تلك القوات ووضعها تحت وصاية الهيئة الكردية العليا، خاصة أن حجم تلك القوات بدأ يتسع بإعلان المئات من شباب مختلف الأحزاب الكردية بالداخل عن رغبتهم في الانضمام إلى صفوف قوات الحماية الشعبية، والتي تحاول قيادتها أن يكون ولاؤهم للوطن وليس للأحزاب.

موضحا أنه «تم حتى الآن تشكيل لواءين عسكريين في كل من عفرين والقامشلي، وبعد الاجتماع المذكور والاتفاق على المبادئ الأساسية لقيادة القوات ووضعها تحت تصرف الهيئة الكردية العليا نتوقع أن يكون هناك إقبال كبير للانضمام إلى صفوف تلك الوحدات، عندها ستتمكن قيادة تلك القوات من تأسيس ألوية أخرى لنشرها في بقية المناطق الكردية بالداخل، وبذلك ستقطع الطريق على محاولات بعض الأطراف التي تأتي من خارج كردستان سوريا لفرض هيمنتها وسيطرتها على الأرض».