مصر تشرع في التوصل لتهدئة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل

رئيس أركان جيش الاحتلال يهدد بحملة عسكرية واسعة على غزة

TT

في وقت هدد فيه الجيش الإسرائيلي بشن حملة برية عسكرية شاملة على قطاع غزة، شرعت مصر في جهود للتوصل لتهدئة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية. وقال نافذ عزام، القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»: «إن هناك اتصالات مكثفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والقيادة المصرية والجانب الإسرائيلي لبحث إمكانية التوصل إلى تهدئة ميدانية مع الجيش الإسرائيلي». وفي تصريحات صحافية، أوضح عزام أن «التزام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بالتهدئة مشروط بالتزام الجيش الإسرائيلي بها»، ومشددا على أن الفلسطينيين يدافعون عن أنفسهم، في حين تواصل إسرائيل اختراق التهدئة بشكل دائم.

من ناحيته، حذر عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، من أن المقاومة الفلسطينية ستوسع ردها على التصعيد العسكري الإسرائيلي في حال واصل الجيش هجماته واستهدف المواطنين الفلسطينيين. واعتبر الزهار، في تصريحات متلفزة، أن رد المقاومة على الغارات الإسرائيلية دلل على «جهوزيتها للتصدي، والرد على أي عدوان لجيش الاحتلال يستهدف المواطنين الفلسطينيين». وامتدح الزهار درجة التنسيق بين فصائل المقاومة في الرد على «جرائم» الاحتلال وممارساته.

وكانت كل من «كتائب عز الدين القسام» - الجناح العسكري لحركة حماس، و«سرايا القدس» - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين» - الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، قد هددوا بتصعيد ردهم العسكري في حال واصلت إسرائيل هجماتها على الفلسطينيين.

يذكر أن فلسطينيا قتل، في حين أصيب العشرات، في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية يوم الأحد الماضي والليلة قبل الماضية. وأعلنت كل من كتائب القسام وسرايا القدس، تدشين غرفة عمليات مشتركة لتنسيق الرد على العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي استهدف جنوب قطاع غزة. وأوضح الزهار أن «ردود المقاومة تستند إلى تخطيط مسبق»، مشيرا إلى أن «هناك دراسة وطنية مخططة للرد على عدوان جيش الاحتلال»، مستدركا بأن المقاومة الموجودة في أرض الميدان هي من يقرر وقت الرد. واتهم الزهار إسرائيل بمحاولة تصدير أزماتها الداخلية للخارج عبر شن الهجمات على قطاع غزة، مؤكدا أن إسرائيل تعيش «أزمة واضحة». وشدد الزهار على التزام حركته الدفاع عن الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي. من ناحية ثانية، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس أن تقديرات الجيش الإسرائيلي ترى وجوب تنفيذ عملية واسعة النطاق في قطاع غزة مماثلة لعملية «الرصاص المصبوب»، التي شنتها على القطاع أواخر عام 2008. لاستعادة قوة الردع في المنطقة، بعد قصف المقاومة أمس لأهداف إسرائيلية بعد ثلاثة أسابيع من الهدوء. وأكدت الصحيفة أن كبار قادة الجيش يتفقون مع رئيس هيئة الأركان الجنرال، بيني غانتس، على أن «عملية ضد غزة أصبح لا مفر منها».

إلى ذلك قال رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة «يديعوت أحرنوت»، إن الجيش الإسرائيلي ينطلق من افتراض مفاده أنه في أي تصعيد عسكري على القطاع يتوجب عدم استفزاز الرئيس المصري محمد مرسي، الذي قد يرد بإعادة فتح اتفاقية «كامب ديفيد». وفي تقرير نشره على موقع الصحيفة، زعم بن يشاي أن جماعة الإخوان المسلمين مارست ضغوطا كبيرة على حركة حماس لوقف عملياتها ضد إسرائيل، على اعتبار أن الرئيس المصري لا يريد أن يظهر في مظهر الذي يمكنه القبول بأن تقوم إسرائيل بمهاجمة غزة، وفي الوقت ذاته يخشى من تبعات رد فعله على أي هجوم إسرائيلي، لا سيما على صعيد العلاقات مع الإدارة الأميركية.