مصادر يمنية: ضبط معدات إيرانية ذات طبيعة عسكرية في ميناء الحديدة

كانت في طريقها إلى ورش إعادة تجميع في مناطق يسيطر عليها الحوثيون

TT

أكدت مصادر يمنية متطابقة أنه تم يوم السبت الماضي توقيف سفينة شحن محملة بمعدات قادمة من إيران، حين اشتبهت السلطات في وجود معدات قابلة للاستخدام العسكري على متن السفينة التي تم ضبطها في ميناء الحديدة شمال غربي البلاد، بهدف نقلها إلى ورش إعادة تجميع الصواريخ في مناطق جبلية يسيطر عليها الحوثيون في محافظة صعدة شمال البلاد.

وذكرت المصادر السياسية والأمنية المتطابقة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن، مع اشتراط حجب الأسماء، أن «السفينة كانت قد توجهت إلى ميناء الحديدة شمال غربي البلاد، حيث تم توقيفها ومن ثم تفتيشها والعثور على معدات ذات طبيعة عسكرية». وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول وجهة هذه المعدات، ذكرت المصادر أن «الهدف من القطع المضبوطة التي عثر عليها في حاوية بميناء الحديدة يوم السبت الماضي، هو نقل هذه القطع إلى ورش لتجميع صواريخ قصيرة المدى، وتطويرها في مناطق جبلية يسيطر عليها الحوثيون بمحافظة صعدة القريبة من ميناء الحديدة حيث تم ضبط الحاوية». وأكدت المصادر أن «الحوثيين يقومون بتطوير بعض الصواريخ قصيرة المدى ليزيدوا من مدياتها بمساعدة خبراء وفنيي تصنيع حربي من حزب الله اللبناني»، حسب المصادر اليمنية، التي ذكرت أن «خبراء حزب الله اللبناني قاموا، خلال الفترة الماضية، بمساعدة الحوثيين على إعادة تجميع بعض الصواريخ في ورش التجميع التي تعمل في مناطق جبلية، وأن هؤلاء الخبراء قد دربوا بعض اليمنيين على عمليات إعادة التجميع». وحول الهدف من عمليات إعادة تجميع هذه الصواريخ في اليمن، قالت المصادر: «من المحتمل أن تكون إيران قد شعرت بقرب ضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية، وتريد تخزين هذه الصواريخ بالقرب من الشواطئ اليمنية ليتم بها مهاجمة خطوط الطاقة الدولية في البحرين؛ الأحمر وبحر العرب».

وكانت مصادر أمنية يمنية قد كشفت في وقت سابق، أن إيران كانت تسعى لاستغلال الأراضي اليمنية كـ«محطة» لتصنيع صواريخ وأسلحة متنوعة، بحسب تحقيقات مع مجموعة من عناصر ست «شبكات تجسسية»، تعمل لحساب طهران، ألقت السلطات اليمنية القبض عليهم مؤخرا.

وأكد مصدر أمني رفيع، في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، أن إيران خططت لإقامة مصنع أسلحة سرا في اليمن. وذكر المصدر أنه تم العثور على معدات يمكن إعادة تجميعها لصناعة صواريخ وأسلحة متنوعة، ضمن أدوات للمصنع الذي تم التصريح بإقامته من قبل السلطات اليمنية، في وقت سابق من العام الحالي، بهدف الاستثمار. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أعلن خلال زيارته إلى الولايات المتحدة مؤخرا، أن إيران تدعم بعض التيارات السياسية والمسلحة، وتجنيد شبكات تجسسية في بلاده، كما اتهمها بمحاولة إجهاض التسوية السياسية، وفقا للمبادرة الخليجية، التي تنظر إليها طهران باعتبارها «مؤامرة سعودية - أميركية». وذكر الرئيس اليمني، في محاضرة له بمركز (ودرو ويلسون الدولي) بواشنطن، خلال زيارته للولايات المتحدة الشهر الماضي، لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه تم الكشف عن ست شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران، التي اتهمها أيضا بدعم الحراك المسلح في جنوب اليمن. وجاءت تصريحات هادي في أعقاب إعلان السلطات اليمنية عن اعتقال خلية تجسس إيرانية، في يوليو (تموز) الماضي، قالت إنها كانت تعمل منذ سنوات في البلاد، وتقوم بمهام التجسس، ليس في اليمن فحسب، بل في دول أخرى واقعة في منطقة القرن الأفريقي. إلا أن طهران سارعت بالرد على اتهامات الرئيس اليمني، واعتبرت أن تصريحات المسؤولين اليمنيين في هذا السياق، تأتي بهدف «الحصول على مساعدات مادية وسياسية من الغرب».