هدوء حذر على الحدود التركية ـ السورية.. مع مزيد من التعزيزات

أردوغان: الأسد يسعى لكسر رقم والده القياسي في قتل شعبه.. راسموسن: الناتو مستعد للدفاع عن تركيا

رئيس الأركان التركي نجدت أوزيل أثناء زيارته الحدودية التفقدية أمس (رويترز)
TT

عقب 6 أيام من التصعيد الذي شهدته الحدود والعلاقات التركية السورية، شهد أمس هدوءا حذرا وإن استمر التوتر قائما. وبينما قام رئيس أركان الجيش بتفقد المناطق الحدودية التركية، التي شهدت مزيدا من التعزيزات وبخاصة أنظمة الدفاع الجوي، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أحزابا معارضة قائلا إنها تدعم نظام الرئيس السوري، مشيرا إلى أن بشار الأسد «يسعى لكسر رقم والده القياسي في قتل أبناء شعبه». في الوقت الذي قال فيه أندرياس فوغ راسموسن أمين حلف شمال الأطلسي إن الناتو لديه الخطط الضرورية للدفاع عن تركيا إذا لزم الأمر، داعيا طرفي الأزمة إلى «تفادي مزيد من التصعيد».. وأشارت وكالة أنباء الأناضول التركية إلى أن الجنرال نجدت أوزيل رئيس أركان الجيش التركي تفقد أمس على متن طائرة هليكوبتر القوات المتمركزة على الحدود السورية، التي شهدت حوادث مسلحة مؤخرا بين البلدين. موضحة أن أوزيل زار برفقة ضباط رفيعين في الجيش محافظة هاتاي (جنوب)، كما أكدت أن أوزيل سيزور مواقع أخرى على الحدود لتفقد القوات التركية التي تم تعزيزها بسبب الحرب الدائرة في سوريا.

من جهة أخرى، قالت وكالة أسوشييتد برس إن أنقرة أرسلت طائرات مقاتلة إضافية لتعزيز قاعدة جوية جنوب شرقي البلاد. ونقلت وكالة «دوجان» التركية عن مصادر عسكرية - لم تسمها - أنه تم نشر ما لا يقل عن 25 مقاتلة «إف 16» في قاعدة ديار بكر الجوية منذ مساء الاثنين. وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده جاهزة لجميع الاحتمالات مع سوريا بعد القصف المتبادل في الأيام الأخيرة بين الجانبين. وقال أردوغان أمام البرلمان التركي: «صبرنا كثيرا على الانتهاكات السورية على الحدود، ولكن عندما قتل مواطنون رأينا وجوب التدخل»، وشدد «جاهزون لكل الاحتمالات.. وسنضرب من يضربنا»، وأضاف: «سنستخدم كل الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أرضنا وشعبنا إلى أن نستنفد كل الخيارات السياسية». وأكد أردوغان أن القصف التركي تركز على الأهداف العسكرية السورية، وأضاف أن «جنود نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد قصفوا أراضينا بالمدافع ونحن نرد عليهم بالمثل». وقال أردوغان إن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد «قتل 30 ألفا وابنه يسعى لكسر رقمه القياسي». كما أشار إلى أن «تركيا فقدت خمسة من أبنائها جراء القصف السوري لأراضيها، الأمر الذي لن يبقيها مكتوفة الأيدي تجاه ذلك»، متابعا أن «الشعب السوري أمانة أجدادنا في أعناقنا»، متعهدا بمواصلة دعم هذا الشعب «ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين». كما شن أردوغان هجوما قويا على «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة بسبب موقفه من المذكرة البرلمانية التي أجازت للحكومة التدخل عسكريا في سوريا إذا اقتضت الضرورة. وقال أردوغان: «إذا كانت كرامتكم تقبل هذا فعزة نفسنا لا تقبل»، وأضاف: «من لا يقف موقفا وطنيا في أزمتنا هذه ويقوم بدعم النظام السوري عليه أن يرحل عنا».

من جهته، قال أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، للصحافيين قبل اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف في بروكسل: «لدينا كل الخطط اللازمة لحماية تركيا والدفاع عنها إذا لزم الأمر». كما دعا راسموسن تركيا وسوريا إلى «تفادي التصعيد» وإظهار «اعتدال»، مرحبا بـ«اعتدال أنقرة» التي «يحق لها الدفاع عن نفسها في إطار القانون الدولي». وذكر أيضا بموقف «الناتو» المؤيد لبعث الأسرة الدولية «رسالة حازمة وموحدة» إلى نظام بشار الأسد لإيجاد «حل سياسي» للأزمة.