إيران تهدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات بسبب النزاع على الجزر

خبير أميركي يتوقع ضربة ضد مواقع نووية إيرانية.. ونجاد لا يستبعدها

TT

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن إيران حذرت الإمارات أمس من أنها ستفكر في قطع العلاقات الدبلوماسية معها إن هي واصلت المطالبة بالسيادة على الجزر الثلاث في الخليج محل النزاع بين البلدين.

وتقع جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى محل النزاع قرب ممرات ملاحية مهمة عند مصب مضيق هرمز الاستراتيجي، وطالب شاه إيران الراحل بالسيادة عليها عام 1971.

وقالت إيران إن سيادتها على الجزر الثلاث ليست محل تفاوض، وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست أمس أن إيران ستفكر في خفض مستوى علاقاتها بالإمارات أو حتى قطعها إن هي استمرت في المطالبة بالسيادة على الجزر.

ونقلت وكالة الأنباء البرلمانية الإيرانية عن مهمان باراست قوله: «إذا وصلت الادعاءات المناهضة لإيران والتي لا أساس لها من الصحة، إلى نقطة تحتم فيها المصالح الوطنية خفض العلاقات السياسية أو قطعها، فستتخذ هذه الخطوة بعد التشاور، واستنادا إلى تحليل الخبراء». وأضاف: أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة على الدفاع عن سلامة أراضيها»، حسب «رويترز».

وكان وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قال الشهر الماضي إن «احتلال إيران للجزر الثلاث يتعارض مع القانون الدولي».

ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الوزير قوله أثناء وجوده في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: إنه «يتمنى أن تتعامل الحكومة الإيرانية مع هذه القضية بطريقة إيجابية وعادلة».

وفي غضون ذلك صرح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه «لا يمكن تجاهل احتمال وقوع هجوم ضد بلاده، ولكن الرد سيكون ساحقا وباعثا على الندم للمعتدي».

وأضاف في مقابلة مع قناة «جام جم» الفضائية: أن «الإيرانيين لم ولن يكونوا البادئين بأي حرب».. وقال أحمدي نجاد: «الكيان الصهيوني (إسرائيل) لن يستمر حيا دون الاحتلال والقتل والإرهاب.. لهذا السبب يسعى هذا الكيان وراء المغامرة للحيلولة دون انهياره»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس (إرنا).

وحول التهديدات الإسرائيلية ضد إيران، قال أحمدي نجاد: «عقلاء العالم كلهم يعلمون أن القيام بمثل هذا الإجراء من قبل الكيان الصهيوني هو بمثابة انتحاره الحتمي».

ومن جهته أشار خبير العلاقات الدولية الأميركية ديفيد روثكوبف إلى أن الولايات المتحدة تقترب من الاتفاق مع إسرائيل على شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية. وقال روثكوبف الذي عمل مساعدا للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون في مقال بمجلة «فورين بوليسي» إن «العملية العسكرية التي وصفها بالجراحية لن تستغرق سوى بضعة ساعات وقد تمتد إلى يوم أو يومين إذا واجهت مصاعب». وقال في مقالة: «الوصول إلى المنشآت إيرانية المخبأة تحت الأرض مثل مصنع التخصيب في منشأة فوردو سيتطلب ضرب قذيفة تصنع خرقا للمخبأ على نطاق واسع ولا يوجد طائرة إسرائيلية قادرة على القيام بذلك ولذا يجب إشراك الولايات المتحدة في هذه المهمة، سواء القيام بها بمفردها أو بالتنسيق مع الإسرائيليين وغيرهم».

وأكد الخبير الأميركي أن الطائرات (خاصة الطائرات من دون طيار) هي التي ستقوم بتنفيذ الهجوم. وأضاف: روثكوبف الذي تربطه علاقات جيدة مع مسؤولين كبار بالإدارة الأميركية أن «العملية العسكرية لن تحقق فقط انتكاسة كبيرة للمشروع النووي الإيراني وإنما ستخدم مصالح الولايات المتحدة في منطقة الخليج والشرق الأوسط، من خلال إنقاذ العراق وسوريا ولبنان من الخطر الإيراني والنفوذ الشيعي».

وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن أصحاب هذا التوجه في الإدارة الأميركية يجدون أن الضربة العسكرية سوف تكون مقبولة سياسيا في الولايات المتحدة؛ لأنها ستكون ضربة محكمة ولن تستغرق وقتا طويلا، كما أنها ستحقق مكاسب سياسية داخلية للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال سباق الانتخابات الرئاسية. بينما رأى بعض المحللين أن آراء ديفيد روثكوبف المنشورة قد تكون «بالون اختبار» أطلقه البيت الأبيض في محالة لمعرفة الآفاق وردود الأفعال السياسية على القيام بمثل هذه الخطوة.

كما أكد التقرير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة سترصدان أي محاولة إيرانية خلال الأشهر المقبلة للانتقال إلى مرحلة صنع القنبلة النووية وستحتفظ الولايات المتحدة وحلفاؤها بحق الرد بقوة على أي قرار إيراني بالانتقال إلى التصنيع. وتتعرض الولايات المتحدة لضغوط من جانب إسرائيل لتحديد مهلة لتدخل عسكري وتحديد ما الخطوط الحمراء التي ينبغي معرفتها عند القيام بضربة عسكرية. وتفضل إدارة الرئيس أوباما في الوقت الحالي اعتماد سياسة تشديد العقوبات لإرغام إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات إلا أنها تؤكد وجود جميع الخيارات على الطاولة.