رومني يتقدم لأول مرة.. والمحك المناظرتان المتبقيتان

المرشح الجمهوري يهاجم سياسة أوباما الخارجية لكن دون تقديم «تفاصيل» رؤيته البديلة

مندوبون يضعون أصواتاً افتراضية لأوباما ورومني على هامش أعمال مؤتمر حزب المحافظين البريطاني، المنعقد بمدينة برمنغهام أمس (رويترز)
TT

كشف استطلاع للرأي تقدم المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية ميت رومني، لأول مرة على منافسه الرئيس باراك أوباما، وذلك قبل نحو أربعة أسابيع من الاستحقاق الرئاسي. وجاء هذا التقدم للمرشح الجمهوري بعد الأداء القوي الذي أظهره خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعته مع الرئيس أوباما الأسبوع الماضي، إلا أن محللين يشددون على ضرورة التريث وترقب أداء المتسابقين خلال المناظرتين المتبقيتين.

وأوضح مركز «بيو» لاستطلاعات الرأي، الليلة قبل الماضية، حصول رومني على 49 في المائة من أصوات الناخبين المحتملين مقابل 45 في المائة لأوباما. وشمل استطلاع مركز «بيو» 1511 شخصا بالغا من بينهم 1201 ناخب محتمل وأجري في الفترة ما بين الرابع والسابع من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وقال فيه المشاركون بمعدل ثلاثة إلى واحد تقريبا إن رومني تغلب على أوباما في المناظرة الأولى التي جرت الأربعاء الماضي. وقال مركز «بيو» في بيان، إنه «بات ينظر إلى رومني على أنه مرشح صاحب أفكار جديدة وأنه أكثر قدرة من أوباما على تحسين وضع الوظائف وخفض العجز في الميزانية».

وتعد هذه أول مرة يتقدم فيها المرشح الجمهوري على منافسه الديمقراطي في استطلاع رأي كبير على المستوى الوطني. وكان آخر استطلاع للرأي أجراه المركز خلال الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر (أيلول) الماضي أظهر تقدم أوباما بنسبة 51 في المائة مقابل 42 في المائة لرومني. وخلصت استطلاعات أخرى للرأي، أيضا، إلى أن رومني حصل على دفعة بعد مناظرة الأسبوع الماضي، وهي الأولى من بين ثلاث مناظرات رئاسية، إلا أن غالبية الاستطلاعات أظهرت احتفاظ أوباما بالصدارة. فعلى سبيل المثال خلص استطلاع لوكالة «رويترز» «ايبسوس» نشرت نتائجه الأحد، أن 47 في المائة من الناخبين المحتملين قالوا إنهم سيصوتون لأوباما بينما قال 45 في المائة إنهم سيعطون أصواتهم لرومني إذا أجريت الانتخابات الأميركية الآن.

وجاءت نتائج استطلاع «بيو» قبل أن ينتقل محور حملة الانتخابات إلى مناظرة تجري يوم غد الخميس بين جو بايدن نائب الرئيس الديمقراطي والمرشح الجمهوري المنافس على منصب نائب الرئيس بول رايان عضو الكونغرس عن ولاية ويسكونسن. ويفترض أن يتضح المشهد أكثر بعد إجراء المرشحين الرئاسيين، أوباما ورومني، المناظرتين التلفزيونيتين المتبقيتين، يومي 16 و22 من الشهر الحالي.

وبينما بدأت حظوظ رومني الرئاسية تتعزز، فإنه أراد تكثيف مهاجمة خصمه في موضوع السياسة الخارجية، وسعى لتصويره كممثل ضعيف للقوة الأميركية، لكن دون أن يقدم كثيرا من التفاصيل حول كيفية تعامله مع الأزمات العالمية بشكل مختلف.

في كلمته التي ألقاها أول من أمس في معهد عسكري بفرجينيا، عاد رومني إلى مبدأ «السلام من خلال القوة» الذي تبناه الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان الذي كان رمزا بارزا للحزب الجمهوري وأدلى رومني بأكثر تصريحاته إسهابا عن السياسة الخارجية خلال حملته الانتخابية، لكنه ركز معظمها على العالم الإسلامي. ولم يتطرق رومني تقريبا لروسيا التي وصفها قبل شهور بأنها أكبر خصم سياسي للولايات المتحدة أو للصين التي هدد بأن يعتبرها متلاعبة بقيمة عملتها إذا انتخب رئيسا للولايات المتحدة. كما لم يتطرق كثيرا أو لم يقل شيئا على الإطلاق عن أميركا اللاتينية وكوريا الشمالية وباكستان، البلد النووي الذي يشهد حالة من عدم الاستقرار.

ومن خلال تطرقه إلى الخطوط العامة أشار رومني إلى أنه يعتزم مجادلة أوباما خلال الأسابيع الأربعة المتبقية وخلال مناظرتين تلفزيونيتين في مسائل عامة تتعلق بالزعامة أكثر من التفاصيل الدقيقة المتعلقة بسياسة الأمن القومي. وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وعد رومني بتضييق الخناق على البرنامج النووي الإيراني وتعزيز الوجود البحري الأميركي في المنطقة وبناء المزيد من السفن وتعيين مسؤول واحد يشرف على المساعدات الأميركية بشكل يحفظ القيم والمصالح الأميركية.

واتهم رومني أوباما بالوقوف على الهامش في الوقت الذي يتسع فيه نطاق الحرب الأهلية في سوريا ووعد بالتعاون مع شركاء وحلفاء للولايات المتحدة للمساعدة على تسليح عناصر في المعارضة السورية «يشاركوننا قيمنا».

لكنه لم يقدم تفاصيل ملموسة كيف أن سياسته ستختلف عن سياسة إدارة أوباما التي تعمل على قصر المساعدات الأميركية على تقديم المساعدة غير القتالية إلى المعارضة السورية. ووعد رومني بإعادة إلزام الولايات المتحدة بتحالفها مع إسرائيل معلنا أن أوباما سمح بحدوث توترات خطيرة في هذه العلاقة.

لكنه قال أيضا إن إدارته في حالة فوزه بالرئاسة ستسعى إلى مواصلة تحقيق هدف «دولة فلسطينية ديمقراطية تتمتع بالرخاء في سلام وأمن جنبا إلى جنب دولة إسرائيل اليهودية» وهو الهدف الذي حاول أوباما وأسلافه تحقيقه دون جدوى. ومرة أخرى لم يذكر رومني تفاصيل عن كيفية إعادة الجانبين إلى مائدة المفاوضات.

وواضح أن الهدف من الخطاب الذي ألقاه رومني في فرجينيا يتمثل في إظهار استعداده لتقوية ظهر الولايات المتحدة في مواجهة التحديات العالمية الجديدة.

وتحدث رومني عن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي الشهر الماضي وأسفر عن مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا إلى جانب ثلاثة أميركيين آخرين وعن موجة من الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة في أنحاء المنطقة باعتبارهما دليلا على أن أسلوب أوباما في التعامل مع آثار انتفاضات «الربيع العربي» فاشل. وقال، «لقد أحرق (المحتجون) علمنا. الكثير من مواطنينا وصلتهم تهديدات وأجبروا على الخروج من منازلهم في الخارج بسبب تفجيرات دنيئة.. وهتافات (الموت لأميركا). رفعت هذه الحشود الرايات السوداء للمتطرفين الإسلاميين على السفارات الأميركية في ذكرى هجمات 11 سبتمبر».