«جبهة النصرة» تتبنى استهداف المخابرات الجوية في حرستا.. و«الجيش الحر» يهاجم حواجز بدمشق

أسر 40 جنديا نظاميا في إدلب.. وناشطون ينفون لـ «الشرق الأوسط» اقتحام حي الخالدية في حمص

TT

تبنّت «جبهة النصرة» الإسلامية عملية التفجير الذي استهدف ليل الاثنين - الثلاثاء الفرع الرئيسي للمخابرات الجوية في مدينة حرستا بريف دمشق، فيما لم تذكر وسائل الإعلام السورية أي شيء عن هجوم حرستا حتى مساء أمس. وفي حين خلّف الانفجار، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عشرات القتلى، بينما مصير المعتقلين في المركز لا يزال مجهولا، واصلت قوات الأمن السورية استهدافها عددا من المدن والبلدات السورية، ما أوقع أكثر من مائة قتيل في حصيلة أولية، على وقع اشتباكات عنيفة تحديدا في دمشق، بعدما هاجم مقاتلون من «الجيش السوري الحر» حواجز تابعة للجيش النظامي في الأحياء الجنوبية للعاصمة.

ولم تشر وسائل الإعلام السوري الرسمي إلى الحدث، إلا أن ناشطين بثوا مقطع فيديو صور عن بعد يظهر آليات ورافعات تقوم أمس بنقل السيارات المحترقة من موقع الانفجار في حرستا. كما سبق وبث فيديو يصور لحظة حصول الانفجار وإضاءته لسماء المنطقة مساء الاثنين.

وسمع سكان العاصمة صوت انفجار هائل اهتزت له كل أحياء العاصمة، وفي الأحياء القريبة تحطم زجاج معظم المباني القديمة، كما تحطم زجاج السيارات في المناطق القريبة بنحو 5 كلم عن موقع التفجير، وتبع الانفجار دوي عدة انفجارات وإطلاق كثيف للنار في حين هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.

وقالت «جبهة النصرة»، التي سبق وتبنّت عمليات تفجير عدة استهدفت مراكز أمنية نظامية بارزة، إن «المسؤولين العاملين بالمجمع كان لهم دور رئيسي في الحملة التي تشنها الحكومة على الثوار»، مؤكدة أنه «تم اتخاذ القرار بضرب فرع المخابرات الجوية وهو فرع سيئ السمعة إلى درجة مزرية وقلعة من الطغيان والمظالم التي لا يعلمها غير الله تعالى». ويقود المخابرات الجوية اللواء جميل حسن وتتشكل أساسا من أفراد الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح البيان أن الانفجار الأول الضخم نجم عن سيارة محملة بـ9 أطنان من المتفجرات هزت مدينة دمشق وريفها، والانفجار الثاني تم عبر سيارة إسعاف دخلت إلى الفرع وهي محملة بطن من المتفجرات، وانفجرت بالداخل تبعها هجوم بقذائف الهاون على المجمع لإيقاع أكبر عدد من القتلى في صفوف قوات الأمن الموجودة في الفرع.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد عن مقتل «عشرات الأشخاص في الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف فرع المخابرات الجوية»، وأشار إلى أن «مصير مئات السجناء المعتقلين في أقبية الفرع لا يزال مجهولا». وبحسب المرصد، فإن انفجارين «استهدفا ليل الاثنين (الرحبة 411)، وهي مركز صيانة للآليات العسكرية وفرع الاستخبارات الجوية الواقع على أطراف مدينة دمشق ومداخل مدينة حرستا»، تلتهما «اشتباكات استمرت حتى الساعة الأولى بعد منتصف الليل». ويقول ناشطون سوريون إن فرع حرستا يعد من أكبر مراكز اعتقال الناشطين في ريف دمشق، واعتقل فيه مئات المعارضين السوريين فيه من دون توجيه اتهامات لهم وتعرضوا فيه للتعذيب.

وقال ناشط من حي القابون لـ«الشرق الأوسط»: «هناك أكثر من مائة معتقل من أبناء حي القابون، بالإضافة إلى مئات آخرين من دمشق وريفها موجودين في فرع المخابرات الجوية»، وأضاف أن أهالي القابون غير راضين عن أسلوب التفجيرات الذي تنتهجه «جبهة النصرة» ويحملونها «المسؤولية الكاملة عن سلامتهم، على الرغم من الإجرام الذي يمثله فرع المخابرات الجوية».

وقامت السلطات بتطويق المنطقة وقطع كل الطرق المؤدية إليها، كما أغلقت كل الطرق المحيطة بحي العباسيين حيث يقع مقر آخر للمخابرات الجوية بجوار استاد العباسيين والذي يعد مركزا لتجمع قوات الأمن والشبيحة منذ بداية الثورة، وسبق وتعرض لأكثر من هجوم من قبل الجيش الحر.

وفي حين استهدف قصف عنيف أمس أحياء مدينة حرستا بشكل عشوائي، هاجم عناصر من «الجيش الحر» حواجز نظامية في أحياء دمشق الجنوبية، ودمروا خمس دبابات نظامية في الحاجز الموجود على أتوستراد درعا، فيما كشفت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» عن «العثور على 25 جثة محروقة لمواطنين مجهولي الهوية بين داريا والقدم» في ريف دمشق. كما استهدف قصف عنيف بلدة جديدة عرطوز وجرح أكثر من 10 أشخاص نتيجة قصف بطيران الميغ استهدف مدينة حزرما.

وفي معضمية الشام، دارت اشتباكات بين مناصرين لنظام الأسد ومعارضيه من أهالي القرداحة القاطنين في المدينة، بحسب لجان التنسيق، التي أفادت عن «حملة دهم واعتقالات في دير العصافير طالت حتى الأطفال الذين استخدمهم جيش النظام كدروع بشرية».

أما في حمص، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي وعناصر من «السوري الحر» في شارع القاهرة، فيما قتل سبعة أشخاص على الأقل، بينهم أربعة من عائلة واحدة، إثر قصف عنيف بالدبابات والمدفعية والطيران الحربي على مدينة الرستن والقرى المحيطة بها.

في موازاة ذلك، أفاد التلفزيون السوري الرسمي أن القوات السورية «اقتحمت» أمس حي الخالدية، أحد أبرز معاقل «الجيش الحر».. مشيرا إلى أن هذه القوات دمرت «أوكارا للإرهابيين تحوي على عبوات وذخائر وقضت على من كان فيها». لكن المرصد السوري تحدث عن «تقدم للقوات النظامية في حي الخالدية من دون أن تتمكن من الوصول إلى وسط الحي».

وفي سياق متصل، نفى المتحدّث باسم لجان التنسيق المحلية في حمص أبو خالد الحمصي لـ«الشرق الأوسط» أن تكون القوات النظامية «قد اقتحمت حي الخالدية»، مؤكدا أن «عناصر الجيش الحر يتصدون ببسالة ويحولون دون تقدمه أكثر من عدة أمتار على أحد مداخل الحي».

وأوضح أبو خالد أن «القوات النظامية شنت منذ صباح أول من أمس عملية شرسة جدا استهدفت خلالها مداخل حي الخالدية براجمات الصواريخ، ما سمح لعناصرها بالتقدّم نحو شوارع عدة، ثم ما لبثت أن انسحبت بفضل تصدي مقاتلي الجيش الحر»، مشددا على «أنها حاليا لا تسيطر إلا على أربعة أبنية من جهة شارع القاهرة، الفاصل بين حيي الخالدية والبياضة».

وفي إدلب، تمكن «الجيش السوري الحر» من بسط سيطرته على مدينة معرة النعمان وبلدة بداما الواقعة على الحدود السورية التركية بعد معارك دامت قرابة عام ونصف. وقالت «لجان التنسيق» إن «الجيش الحر» تمكن من «تحرير حاجز عرابي الواقع على الطريق الدولي وهو الحاجز الأخير في المدينة، على وقع قصف طائرات حربية سورية للمدينة ومعارك عنيفة على الأرض». كما سيطر على ثلاثة حواجز عسكرية قرب معسكر وادي الضيف بمعرة النعمان، إضافة إلى السيطرة على المركز الثقافي حيث أعدم الجيش النظامي ثلاثين شخصا قبل انسحابه منه أول من أمس. وأكدت لجان التنسيق أن «الجيش الحر» تمكن من «أسر أكثر من 40 عنصرا نظاميا، إضافة إلى عدد من الضباط وتلامذة صفوف الضباط، كما غنم عددا من الأسلحة». وفي جسر الشغور، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي و«الجيش الحر»، خلال محاولة الأخير تحرير قري اليعقوبية.

أما في حلب، فقد قصف الطيران المروحي حي السكري، فيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «قوات الأمن نفذت عمليات نوعية تمكنت خلالها من القضاء على عشرات الإرهابيين وتدمير سياراتهم وإلقاء القبض على آخرين». وأفادت أن «وحدات من الجيش السوري دمرت في حلب مشفى ميدانيا و6 سيارات كان يستخدمها الإرهابيون لنقل الأسلحة والذخيرة ومقرا للإرهابيين في داخله عدد من متزعمي المجموعات الإرهابية بالقرب من مشفيي دار الشفاء والشعار عند دوار الشعار». ونقل مراسل «سانا» عن مصدر بالمحافظة قوله: «إن الأسلحة المصادرة شملت بنادق آلية إسرائيلية الصنع وعددا من العبوات الناسفة».

وفي حماه، نفذت قوات الأمن السورية انتشارا بأعداد كبيره في حيي الحميدية والمناخ وسط عمليات دهم واقتحام للمحال التجارية. وذكر المرصد السوري أن «حملة دهم واعتقالات عشوائية قامت بها القوات النظامية في المنطقة الصناعية في حماه، ترافقت مع إطلاق نار عشوائي من قبل القوات النظامية على المنطقة».

أما في درعا، فقد وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين من «الجيش الحر» عند الحاجز الموجود على أتوستراد درعا، وتمكن الجيش الحر من تدمير 5 دبابات. وفي دير الزور، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن عناصر من «الجيش الحر» منعوا جيش النظام من اقتحام المدينة من الجهة الشرقية وكبدوه خسائر، فيما طال قصف عنيف بقذائف المدفعية حي الشيخ ياسين. بينما تعرضت مدينة الموحسن لقصف بالمدفعية الثقيلة مع الساعات الأولى من فجر أمس، فيما قصف الجيش النظامي بالطيران الحربي مبنى المحكمة المحرر قرب ساحة الحرية في مدينة البوكمال.