دبلوماسي غربي: السعودية صاحبة الدور الأكبر في رفض التطرف والعنف

قال لـ«الشرق الأوسط»: صانع الفيلم المسيء لا يمثل الأميركيين

TT

أكد دبلوماسي غربي أن الغضب الناتج عن الفيلم المسيء للإسلام لم يكن أمرا مفاجئا، معتبرا أن المفاجأة الأكبر تمثلت بمقتل السفير الأميركي في بنغازي «وهو ما يعتبر أمرا مبالغا به، ورد فعل غير مقبول»، مؤكدا أن السعودية كانت صاحبة الدور الأهم في التنديد بهذه الحادثة من خلال الدعوة لعدم تحول الغضب الشعبي الناتج عن هذا الفيلم إلى عنف بعد عدة مواقف لشخصيات عامة وسياسية وهو ما تبعه مواقف مماثلة من عدة دول، مشددا على أن الولايات المتحدة بشكل عام كانت داعمة لشعوب دول الربيع العربي منذ بدايته في سبيل التغيير أو الديمقراطية وهي لا تزال تدعمه.

وقال الدبلوماسي الغربي لـ«الشرق الأوسط»» لم نندهش كثيرا بعد العنف الذي نشب بسبب الفيلم ولكن العنف الأكبر الذي كان مفاجأة بالنسبة لنا هو مقتل السفير الأميركي في بنغازي وهو شيء مبالغ فيه ما نعتبره ردود فعل غير مقبولة «لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية والإعلام السعودي كان لهم دور مهم هناك وردود فعل إيجابية بالنسبة للتنديد بحادثة العنف الذي حصل وأودى بحياة السفير».

وأضاف: «برأيي أن ردود فعل السعودية الرافضة للعنف الذي تلا الفيلم المسيء كان تحول في العلاقة بين البلدين فهي قامت بأكثر من مرة بإرسال رسالة رسمية بأن اللجوء إلى العنف أو التطرف غير مقبول مؤكدا أن الولايات المتحدة والسعودية تشتركان في الاهتمام بالحصول على شرق أوسط مستقر.

وقال: إن الحكومة السعودية ساهمت بشكل كبير بالتنديد بهذا العنف وأصدرت بيانا بشجب هذا الفعل المدان الأمر الذي دفع مسؤولين آخرين في دول أخرى لإصدار بيانات شجب مماثلة، وهو ما فعلته منظمة المؤتمر الإسلامي، وكل هذا يشير على أن السعودية تتوافق في سياستها مع السياسة الأميركية لناحية شجب التطرف.

وعن الموقف الأميركي فيما إذا تكرر بث أفلام مشابهة على الإنترنت تسيء للدين الإسلامي الولايات المتحدة، قال الدبلوماسي الذي فضل عدم ذكر اسمه «الولايات المتحدة تؤمن بحرية التعبير وحرية ممارسة الديانات وحرية الشخص في التعبير عن رأيه ولكن في نفس الوقت لا تدعم أي خطاب من الممكن أن يسيء إلى ديانات أخرى».

وأضاف «نذكر بأن هناك حالات فردية حصلت تسيء لبعض المعتقدات الدينية ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تحوي الكثير من الجنسيات والثقافات والديانات وكان هناك آراء مختلفة حول من كان وراء ما حصل لكن الرسالة الوحيدة هي أن الولايات المتحدة الأميركية قامت بالتنديد بما حصل واعتبرته أمرا سلبيا جدا لأننا ندين التحريض على العنف».

واعتبر أن «هذه الفترة كانت فترة عاطفية وحساسة جدا حتى في الولايات المتحدة لأنهم شاهدوا ما حصل بالسفير الأميركي في بنغازي وكان هذا أمرا مؤلما». مضيفا: «نحن لا نريد أن يحصل سوء فهم لدى المسلمين كما أننا كذلك لا نريد لسوء الفهم أن يسيطر على الأميركيين أيضا» موضحا أن «ما حصل هو أن شخصا واحدا قام بهذا العمل وهو لا يمثل الشعب الأميركي في نفس الوقت يمكن أن يكون هناك شخص واحد يؤدي إلى تفسيرات أكبر من ذلك فمن المهم أن تكون العلاقة قوية بين الولايات المتحدة والدول التي لها نفس الرسالة».

وزاد الدبلوماسي «أعتقد أنه من المهم أن يكون هناك تبادل ثقافات وأن يكون هناك حكومات مثل السعودية لديها سياسة الابتعاث لطلابها لتكون وجهة نظر الأميركيين مفهومة أكثر بالنسبة لهم فكلما كان عدد الطلاب أكثر كان هناك تبادل وفهم أكثر للأفكار وكان فهم الشخص الأميركي أكثر بالمقابل».

وشدد الدبلوماسي الغربي أن الولايات المتحدة بشكل عام كانت داعمة لشعوب دول الربيع العربي منذ بدايته في سبيل التغيير أو الديمقراطية مؤكدا «نحن ما زلنا ندعم الربيع العربي» وشدد الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة بشكل عام كانت داعمة لشعوب دول الربيع العربي منذ بدايته في سبيل التغيير أو الديمقراطية مؤكدا «نحن ما زلنا ندعم الربيع العربي»، لافتا إلى أن الأشخاص الذين هاجموا السفارات وتحديدا في بنغازي «نعتبرهم أقلية أما الأكثرية فهم مجموعة الأفراد والأشخاص الذين يريدون حياة أفضل لذلك نحن ندعم هؤلاء الأشخاص خاصة من الناحية الاقتصادية لبلدان الربيع العربي مثل تونس وليبيا».