قيادات كردية عراقية وسورية تنفي المشاركة باجتماع تركي ـ إسرائيلي

قيل إنه لتحديد مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد

TT

استهجنت قيادات كردية عراقية وسورية التقارير التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام الدولية نقلا عن موقع «خبر 24»، الذي سرب ما يعتقد بأنها وثيقة سرية تتحدث عن حصول اتفاق تركي - إسرائيلي، مع قيادات حزبي الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، وعدد من القيادات الكردية السورية، لوضع ترتيبات لمرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتحديدا في المناطق الكردية بسوريا، التي تحاول تركيا إيجاد موطئ قدم لها هناك بعد تعاظم نفوذ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، وسيطرة مسلحيه على الوضع الأمني في المناطق الكردية.

وأشار الموقع الخبري يوم 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى أن «اجتماعا عقد في أربيل بتاريخ 2/ 9/ 2012 بين ممثلي بعض الأحزاب الكردية السورية ونائب وزير الخارجية التركي والسفير الأميركي لدى الأردن، وممثل عن السفارة الإسرائيلية في ألمانيا، وممثل عن الموساد الإسرائيلي، ونائب أمين عام الاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي، ومسرور بارزاني نجل الزعيم الكردي مسعود بارزاني، تحت عنوان (بناء الثقة لمرحلة ما بعد الأسد في سوريا)».

وتم خلال الاجتماع الاتفاق على عدة أمور، منها عدم ممانعة تركيا لبناء فيدرالية كردية في سوريا، وتقديم الدعم المادي والعسكري اللازم لذلك، وعدم ممانعتها أيضا بإدخال كتائب من البيشمركة إلى المناطق الكردية لحمايتها حتى يتم إيجاد بديل من أكراد سوريا. واستعداد الجانب التركي لصرف مبلغ مالي غير محدد من الخزينة التركية للمعارضة الكردية، بالإضافة إلى الدعم العسكري، شريطة أن يتم بناء قاعدة عسكرية ومطار عسكري جنوب مدينة المالكية، ومطار آخر في جنديرس التابعة لمنطقة عفرين، وقاعدة عسكرية أخرى جنوب غربي عين العرب.

وتنص الاتفاقية أيضا على «تكثيف الجهود لفضح ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، باعتبار أن المؤسسات والهيئات التي يؤسسها الحزب المذكور غير شرعية ولا تمثل الكرد في سوريا. والإبقاء على الهيئة الكردية العليا نظرا لتمكنها من لجم وتقليص تحركات وتصرفات ما يسمى بمجلس شعب غرب كردستان التابع لحزب العمال الكردستاني».

وأشار الموقع إلى أن «الاجتماع قد توقف لمدة 6 ساعات بطلب من الوفد الكردي لمشاورة قياداتهم في الداخل السوري والعراقي، بعدها استؤنف الاجتماع بحضور كل من رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، والدكتور برهم صالح، حيث أبدى المشاركون من الأكراد موافقتهم على النقاط المطروحة في الاجتماع». وأورد التقرير أسماء قيادات كردية سوريا حضرت ذلك الاجتماع ووافقت على النقاط المطروحة.

وفي اتصال من بروكسل، أكد القيادي الكردي السوري عبد الباقي يوسف، عضو اللجنة السياسية لحزب اليكيتي الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه استغرب ورود اسمه ضمن الحاضرين بذلك الاجتماع، مؤكدا: «أنا لم أشارك في أي اجتماع كهذا، وأؤكد أن هذا الخبر والوثيقة التي يحكي عنها التقرير لا أساس لهما من الصحة مطلقا، وأن الخبر هو محض افتراء، يبدو أن جهات لها ارتباطات مع النظام السوري قد نسجت ونشرت هذه الدعاية الرخيصة لغايات معروفة، قد يكون منها إحداث عدم الثقة بين الفصائل الجادة من المعارضة السورية التي تعمل لإسقاط نظام القتل والفساد في سوريا».

كما أكد مصدر داخل الاتحاد الوطني، مقرب من نائب الأمين العام برهم صالح، لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الخبر عار عن الصحة تماما، فلم يشارك صالح في مثل هذا الاجتماع لأنه أساسا لم يعقد في أربيل ولا بأي منطقة بكردستان العراق، ولا حتى في الخارج، ويبدو أن هناك جهات تحاول توريط قيادة كردستان بمثل هذه الأحداث، في حين أن قيادة الإقليم سبق وأن أكدت مرارا موقفها الواضح من التطورات الإقليمية وهو عدم التدخل في شأن أي دولة مجاورة، مع احترام إرادة شعوبها بالتغيير والتطلع نحو الديمقراطية والتحرر من الحكومات الاستبدادية».