دول الخليج تبحث قضية التشويش على قنواتها الرسمية والخاصة

وزير الإعلام الكويتي لـ «الشرق الأوسط»: الإعلام التقليدي لن يواكب الجديد لغياب القانون

وزراء الإعلام في دول الخليج يدركون الحاجة لتطوير الإعلام الرسمي لمواجهة الإعلام الجديد (تصوير: خالد الخميس)
TT

كشف الشيخ محمد بن عبد الله المبارك الصباح وزير الإعلام الكويتي لـ«الشرق الأوسط» عن بحث أزمة التشويش على القنوات الخليجية على مستويات رفيعة، من أجل استصدار قرارات لوقف هذا العمل الذي طال دول مجلس التعاون الحكومية والخاصة، واصفا تلك الأعمال بغير الأخلاقية أو المهنية، وتتجاوز القانون، معتبرا هذه القضية سيادية.

وأشار الوزير الكويتي إلى أن اجتماع وزراء الإعلام الخليجي الذي انعقد في الرياض، أمس، ناقش أهمية المحافظة على الملكية الفكرية العائدة للمؤسسات العامة للارتقاء بمستوى الإنتاج، الأمر الذي يستوجب الاحترام من قبل المتعاملين في الإعلام، للارتقاء برسالتهم، إضافة إلى أنه تناول الشؤون الإعلامية بشكل عام؛ سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو الإعلام الحديث، وأولى أهمية لكيفية مواكبة المؤسسات العامة للتطور السريع والمذهل في الإعلام الجديد، مؤكدا أن الإعلام التقليدي في قطاعاته المرئية والمسموعة والمطبوعة متفاوت المستوى، لكنه ما زال منافسا للإعلام الجديد، حيث تتميز القنوات الدينية الرسمية بمحتوى يفوق برامج القنوات الخاصة، إلا أن البرامج الرياضية على سبيل المثال في الإعلام الخاص تتميز عن برامج التلفزيون الحكومي، مستبعدا أن تواكب القنوات الرسمية الخليجية السقف المفتوح للإعلام الجديد، لعدم وجود أي تنظيم قانوني حتى الآن في هذا المجال، آملا في الوقت ذاته أن تتوصل الاجتماعات الخليجية المشتركة على مستوى الوزراء والوكلاء لصياغة مفاهيم مشتركة تمكن من التعامل مع هذا الوضع.

وقال الصباح إن وزراء الإعلام الخليجيين تطرقوا لأهمية وجود ميثاق شرف إعلامي مشترك بين دول المجلس، حيث من المتوقع أن وزراء الإعلام الخليجيين تطرقوا لأهمية وجود ميثاق شرف إعلامي مشترك بين دول المجلس، حيث من المتوقع الاستفادة من الأمانة العامة لتشكيل العمل الإعلامي المشترك بشكل مهني ينعكس على شرف هذه الرسالة.

وحول عزوف المواطن الخليجي عن متابعة الإعلام التقليدي، بسبب خضوعه المستمر للرقيب، قال الصباح إن لكل دولة قانونا خاصا بها، ويجب لكل من يصبو لأن يكون في مصاف الدول المتقدمة أن يضع احترام القانون على رأس أولوياته، وبغض النظر عن التفاوت بين تلك القوانين لا بد من الالتزام بتعاليم الدين الحنيف والسنة النبوية، واحترام التراث والعادات والتقاليد التي تحكم العلاقات الاجتماعية بين مواطني الخليج، بعيدا عن مفهوم الحرية والنقد.

من جهته، قال عبد العزيز بن محيي الدين خوجه، وزير الثقافة والإعلام في السعودية، إن الاجتماع العشرين لوزراء الإعلام الخليجي انعقد في ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية تستدعي اليقظة والدقة في معالجة الأحداث الجارية دون تأجيج أو مبالغات في التغطيات الإعلامية التي لا تخدم الأهداف المشتركة.

وذكر خوجه في كلمته، أمس، أمام الاجتماع، أن الإعلام بوسائله المختلفة ووسائطه المتعددة الجديدة أصبح هو المؤثر الفاعل في حياة الكثيرين بما يتناقلونه من مواد، مما يستدعي من الوسائل الإعلامية العمل بشفافية ونزاهة لدى معالجة القضايا المحلية والإقليمية والدولية ومواكبة المستجدات والحرص على فرز الغث من السمين، تحقيقا لأهداف المسؤولية الاجتماعية.

إلى ذلك، قال خالد الغساني الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية بأمانة مجلس التعاون الخليجي إن جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج قد تعاظم دوره، مع ما يشهده البث الفضائي من تنام في العدد والنوعية، حيث بلغ عدد القنوات الفضائية العربية، وفق أحدث الدراسات، أكثر من 600 قناة عاملة، نصيب القطاع الحكومي منها لا يتجاوز 25 في المائة، الأمر الذي يتطلب التنسيق بين القنوات الحكومية والخاصة لخدمة تكامل الرسالة الإعلامية لهذه الوسيلة التي ما زالت تحظى بمتابعة عالية من كل أفراد المجتمع، مشددا على أهمية التعامل بإيجابية مع الانفتاح الإعلامي والتطور الاتصالي المتلاحق وتوفير المنتج الإعلامي الملتزم والمشوق القادر على المنافسة.

وقدمت الأمانة الخليجية مقترحا عمليا لإنتاج برامج وثائقية تعنى باستكشاف المخزون الثقافي لدول المجلس، بحيث يتم إنتاجها جماعيا بهدف زيادة اللحمة وتنمية السياحة البينية.