مقاتلات تركيا تجبر طائرة ركاب سورية على الهبوط في أنقرة

كلينتون تعرب عن قلقها.. ولافروف: على دمشق وأنقرة إنشاء خط اتصال مباشر

TT

هدد قائد الجيش التركي الجنرال نجدت أوزيل سوريا أمس «برد أقوى» إذا ما استمرت في إطلاق النار على الأراضي التركية، في الوقت الذي شدد فيه وزير الغابات والشؤون المائية التركي على أن بلاده «لن تستخدم ورقة المياه للضغط على سوريا، مهما كانت الأسباب».. فيما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دمشق وأنقرة إلى إنشاء «خط اتصال مباشر» في محاولة لحل التوتر الحدودي، بينما أبدت نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون قلقها من تطورات الأوضاع.

إلى ذلك، نقلت مصادر إخبارية، مساء أمس، أن المقاتلات التركية أرغمت طائرة ركاب سورية على الهبوط في مطار «أسينبوا» بالعاصمة التركية أنقرة. وبحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، فإن هذا الإجراء تم للاشتباه في أن الطائرة السورية، التي كانت قادمة من موسكو في طريقها إلى العاصمة السورية دمشق، محملة بالأسلحة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن شبكة «سي إن إن» التركية، أن السلطات التركية تلقت معلومات استخباراتية تفيد بوجود أسلحة في مخزن الحقائب داخل الطائرة، لذا قامت الطائرات الحربية التركية بإجبارها على الهبوط بمطار أنقرة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية التركية، في اتصال لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطات التركية طالبت الطائرة بالهبوط، وأن التحقيقات ما زالت جارية. كما أضاف المتحدث أن تركيا حظرت على طائراتها المدنية المرور بالأجواء السورية، نظرا لـ«خطورة الأوضاع الفائقة» هناك.

من جانبه، قال الجنرال أوزيل خلال جولة على قرية أكجاكالي (جنوب شرقي تركيا) حيث قتل خمسة مدنيين مطلع الشهر بقصف سوري، ردت عليه المدفعية التركية: «رددنا (على إطلاق النار السوري).. إذا ما استمروا فسنرد بشكل أقوى»، مؤكدا أن الردود التركية سببت «خسائر مهمة» في سوريا، من دون أن يضيف أي تفاصيل، كما نقل التلفزيون التركي.

من جهتها، أشارت وكالة رويترز إلى أن شاهد عيان قال: إن عدة قذائف مورتر سقطت خارج بلدة عزمارين الحدودية في ساعة مبكرة من صباح أمس، كما أمكن سماع دوي إطلاق رصاص كثيف من على الجانب التركي. وفي إسطنبول، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن هدف تركيا هو تأمين السلام والاستقرار في المنطقة، وليس التدخل في السياسة الداخلية لسوريا. وأضاف: «لقد حذرنا الأسد.. ذكرناه بالإصلاحات التي يتعين عليه إجراؤها. وللأسف نظام الأسد لم يف بوعوده للعالم ولشعبه»، وتابع: «لا ينبغي لأحد، وليس بوسع أحد، أن يتوقع أن نظل صامتين في مواجهة القمع العنيف لحقوق الشعب المشروعة». كما أوضح أردوغان، في كلمته الافتتاحية في اجتماع الدورة الـ28 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري، بمنظمة التعاون الإسلامي «كومسيك»، أن «تركيا لم تفتعل الأزمة السورية، وإنما جاءت نتيجة أخطاء، وإصرار نظام الأسد على عدم تلبية المطالب الديمقراطية للشعب السوري». وتابع: «قدمنا معلومات موسعة للجامعة العربية والمجتمع الدولي بتطورات الوضع، وقمنا بالرد على سوريا لأضعاف القصف من عندهم، وموقف تركيا السياسي الذي اتبعته في مصر وتونس، هو نفس الموقف المتبع في سوريا، دون أي تغيير على عكس ما تدعي به بعض الأطراف».

وبالتزامن، شدد ويسل أر أوغلو، وزير الغابات والشؤون المائية، على «أهمية تقسيم مياه نهري الفرات ودجلة، بشكل عادل بين تركيا وسوريا والعراق»، مؤكدا أن «بلاده لن تستخدم ورقة المياه للضغط على سوريا، مهما كانت الأسباب». وحسب بيان صادر عن وزارة الغابات والشؤون المائية أمس نقلته وكالة الأناضول، قال أر أوغلو إنه «لا مشكلة لدى تركيا أبدا مع الشعب السوري، وإن تركيا لا تستخدم ولن تستخدم المياه كورقة ضغط على سوريا، مهما تدهورت العلاقات بين البلدين».

وفي غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية تركية إن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أعربت لنظيرها التركي أحمد داود أوغلو، في محادثة هاتفية مساء أول من أمس، عن قلق بلادها إزاء الحوادث على الحدود التركية السورية. وأن بلادها تدعم الخطوات التي تم اتخاذها بشأن الحوادث الأخيرة في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن اتخاذها في المستقبل، حسبما ذكرت «الأناضول».

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة الحوار المشترك بين تركيا وسوريا للتوصل إلى تسوية الأوضاع فيما بينهما، وأهمية إنشاء خط اتصال مباشر لتصفية كل ما يظهر من مشاكل وخلافات. وقال: إن «الجانب السوري مهتم بإعادة الاتصال مع تركيا، فيما تعرب موسكو عن أملها في أن تكون أنقرة أيضا مستعدة للتواصل مع دمشق»، موضحا: «نحن مهتمون بأن يكون هناك قناة تواصل». وأشار لافروف، في تصريحاته لصحافيين في أعقاب لقائه مع أعضاء مجلس الاتحاد، إلى استعداد روسيا للمشاركة في اجتماع مجموعة العمل الخاصة بسوريا في أي وقت، شريطة الاستعداد الجيد لهذا الاجتماع. وأضاف ضرورة تعهد كل أعضاء المجموعة بالتأثير على طرفي النزاع في الأزمة السورية.

واستطرد لافروف ليقول إن بلاده تعلق الكثير من الآمال على مهمة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، وما سوف يطرحه من أفكار تستند إلى بنود بيان جنيف، الذي كانت مجموعة العمل توصلت إليها في يونيو (حزيران) الماضي. وأضاف أن موسكو قامت بدعوته لزيارتها وتنتظر اقتراحات تحديده لموعد تلبية الزيارة.