البابا يتحدث بالعربية لطمأنة مسيحيي الشرق

TT

لأول مرة في تاريخ الفاتيكان، توجه البابا بنديكتوس السادس عشر لآلاف المسيحيين المتجمهرين في ساحة القديس بطرس، كما لكل متابعيه عبر وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم، باللغة العربية، حين قال إنه يصلي من أجل جميع الشعوب التي تتحدث بالعربية ودعا الله لمباركتها.

وتصب هذه الخطوة، وبحسب مسؤولين بالفاتيكان، في إطار مساعي البابا للتواصل، بدرجة أكبر، مع المسيحيين والمسلمين في الشرق الأوسط، واعتبروا أن التحدث بالعربية خلال اللقاءات الأسبوعية العامة، التي تذاع على الهواء مباشرة في تلفزيونات وإذاعات العالم، من شأنه أن يبعث برسالة طمأنة للمسيحيين، في منطقة بها كثير من الأماكن المسيحية المقدسة، لافتين إلى أن مخاطبة البابا المسلمين، بشكل مباشر، قد يحسن العلاقات التي يشوبها التوتر أحيانا.

وتلا قس ملخص العظة الأسبوعية للبابا باللغة العربية للمرة الأولى، لتنضم إلى الملخصات الأخرى بالفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية والبرتغالية والسلوفاكية والتشيكية والبولندية والمجرية والروسية، خلال اللقاء الذي حضره الآلاف في ساحة القديس بطرس. وقال الفاتيكان إن العربية أضيفت لإظهار اهتمام البابا بمسيحيي الشرق الأوسط، وليذكر كلا من المسلمين والمسيحيين بالعمل من أجل السلام في المنطقة. وذكر الفاتيكان أن البابا أراد أن يواصل، ومن خلال هذه اللفتة، روح زيارته للبنان الشهر الماضي، التي ناشد خلالها كلا من المسلمين والمسيحيين العمل من أجل إنهاء الصراع في سوريا والسلام في المنطقة.

وتحدث أمين سر اللجنة الأسقفية، الأب يوصف مونس، لوسائل الإعلام في لبنان، عن فخر لبناني كبير، باعتبار أن قرار إضافة اللغة العربية للغات الأخرى التي يتحدث بها البابا كان سببه المباشر زيارته الأخيرة للبنان، التي تأكد له فيها أهمية الحضور المسيحي في الشرق والعالم العربي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «العربية لم تكن يوما لغة الإسلام أو المسيحية.. هي، وباختصار، لغة منطقتنا التي تحدث بها المسيحيون الأوائل، ولعل رؤية البابا للنساء المحجبات ينتظرنه على طريق المطار ويشاركنه في لقاء الشبيبة وفي القداس الإلهي - أثرت فيه لدرجة كبيرة، انعكست أخيرا بقرار تحدث الفاتيكان بالعربية». ورفض الأب مونس الحديث عن تخوف لدى المسيحيين في الشرق من المرحلة الحالية والمقبلة، مذكرا بأن «المسيحيين لطالما اضطهدوا عبر القرون ولكنهم لم يستسلموا»، وأضاف: «الإسلام لا يقتل.. الإرهاب والتكفير هو من يقتل». ويساور الفاتيكان القلق من هجرة مسيحيي الشرق الأوسط، الذين يغادر كثير منهم بلادهم خوفا على سلامتهم الشخصية. ويشكل المسيحيون الآن 5% فقط من سكان المنطقة، مما يعني انخفاضا كبيرا بعدما كانت النسبة تقارب الـ20% قبل قرن من الزمان.