هادي: الجيش اليمني لا يخشى «القاعدة» وانتصارنا عليها أعاد هيبة الدولة وثقة الشعب

بريطانيا تمنح صنعاء 56 مليون دولار على المدى الطويل تستهدف تحسين التغذية

الرئيس اليمني عبد ربه هادي
TT

قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن الجيش في بلاده لا يخشى العمليات الانتحارية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، والتي استهدفت قيادات عسكرية كبيرة خلال الشهور الماضية، فيما أعلن الفريق الفني المكلف بإعادة هيكلة وزارة الدفاع والقوات المسلحة اليمنية عن الأسس الخاصة بالتصورات الخاصة بالهيكلة، والتي تهدف إلى إلغاء الانقسام الحاصل في الجيش بعد اندلاع الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح. فيما قدمت بريطانيا مبلغ 56 مليون دولار مساعدات إنسانية للبلاد.

وأوضح هادي في حفل تأبيني تكريما لشهداء البلاد والقوات المسلحة والأمن، أن معركة «السيوف الذهبية»، التي انتصر الجيش اليمني فيها على الجماعات الإرهابية في أبين وشبوة ولحج والبيضاء وحضرموت، فرضت هيبة الدولة، وقال هادي: «أهمية الانتصار الكبير على الإرهاب لا تكمن فقط في إفشال المخططات الإرهابية العدوانية على سيادتنا الوطنية، وإنما أيضا في فرض هيبة الدولة وفي استعادة القوات المسلحة لمكانتها، وثقة جماهير الشعب بها، باعتبارها صانعة الانتصارات الوطنية الكبرى، والقادرة على حماية مسيرة التغيير التي انطلقت عجلتها قوية صوب اليمن الجديد، الذي ينشده شعبنا اليمني المكافح»، مؤكدا: «إن أبطال القوات المسلحة لا يزالون يطاردون فلول (القاعدة)، المندحرة في كل شبر من وطننا اليمني، غير عابئين ولا متهيبين من غدرهم ومكرهم الجبان، الذي ما برحوا يوجهونه في صورة عمليات انتحارية وحشية أو أعمال تفخيخ واغتيالات همجية للنيل من حياة قادة وضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين الآمنين».

ووجه هادي بإطلاق اسم الشهيد اللواء الركن سالم قطن على معسكر اللواء الحادي والثلاثين مدرع المتموضع في منطقة بئر أحمد، وإطلاق اسم الشهيد العميد الركن عمر سالم بارشيد على المكتبة المركزية بالأكاديمية العسكرية العليا، وهما من القيادات العسكرية التي قتلت في عمليات انتحارية لتنظيم القاعدة.

في موضوع آخر أكد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد ضرورة إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية على أسس حديثة ومتطورة ووفقا لعقيدة عسكرية علمية صحيحة، مشيرا في اجتماع للفريق الفني المكلف بإعادة هيكلة وزارة الدفاع والقوات المسلحة أمس، إلى أن طبيعة مكون ومهام المؤسسة العسكرية والأمنية ونظامها وعقيدتها تفرض عليها مواكبة التحديث والتطوير وفقا لمتطلبات العصر وعلى قاعدة النوعية والجودة قبل الكم.

وبحسب الفريق الفني فإن هيكلة الجيش ترتكز على ثلاثة اتجاهات رئيسية، هي: اتجاهات السياسة الدفاعية والأمنية، ومبادئ العقيدة القتالية والسياسية والأمنية، والحجم الأمثل للقوات المسلحة، وناقش الفريق الفني، بحضور الوفد العسكري الأميركي برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون العمليات الخاصة مايكل شيهان، والفريق الفني المساعد برئاسة نائب مدير دائرة التخطيط والاستراتيجيات والسياسة في المنطقة الوسطى العميد رالف جروفر، والبعثة العسكرية الأردنية برئاسة رئيس هيئة القوة البشرية بالجيش الأردني اللواء محمد فرغل، وبعثة الاتحاد الأوروبي برئاسة نائب رئيس البعثة جان ماري صفا، واقع حال القوات المسلحة اليمنية وأهم الصعوبات والإشكالات والاختلالات في هيكلها والتحديات المتعددة التي تواجهها والتي تتطلب معالجتها بهدف إعداد قوات مسلحة نوعية احترافية قادرة على الإيفاء بالتزاماتها وأداء مهامها العسكرية بقدرة وكفاءة عالية.

إلى ذلك أعلن وزير التنمية والتعاون الدولي البريطاني ألان دنكان ليل أول من أمس عن حزمة دعم جديدة لليمن مقدمة من المملكة المتحدة بمبلغ 35 مليون جنيه إسترليني (56 مليون دولار) على المدى الطويل، تستهدف برنامج مساعدة تحسين التغذية لنحو مليون و650 ألف امرأة وطفل في اليمن.

وحث وزير التنمية البريطاني في مؤتمر صحافي عقده بصنعاء وحضره وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، وكذلك ممثل اليونيسيف في اليمن جيرت كالبيلير، الدول المانحة على اتخاذ خطوات طويلة الأمد لمعالجة سوء التغذية في اليمن قبل أن «تصبح بمثابة حكم بالإعدام لعشرات الآلاف». وقال وزير التنمية البريطاني: «هناك أكثر من عشرة ملايين شخص في اليمن يواجهون خطر نقص الغذاء في مناطق كثيرة من البلاد، ما يعني أن واحدا من كل ثلاثة أطفال يعاني من سوء التغذية الذي يهدد الحياة بشكل حاد». وأضاف: «لقد التزمت المملكة المتحدة بتقديم الدعم الجاد والهام لليمن خلال السنوات الثلاث المقبلة، ونتيجة ذلك ستقوم منظمة اليونيسيف بالعمل مع الحكومة اليمنية للتخطيط على المدى الطويل لإيجاد حلول للأزمة الراهنة التي من شأنها أن تعالج الأسباب الجذرية لسوء التغذية، بدلا من معالجة الأعراض فقط». وأكد الوزير البريطاني أن الوقت حان «للاستثمار في المستقبل واستهداف الأطفال الذي سيعملون على إعادة بناء واستقرار البلد في السنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة».

من جانبه قال وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني محمد السعدي: «إن الحكومة اليمنية تدرك تماما أن هناك سوء تغذية في البلاد، وأن اليمن بحاجة ماسة لدعم التغذية المقدم من المملكة المتحدة لتجاوز أزمة سوء تغذية الأطفال». وأضاف أن «اليمن يعاني من أزمات اقتصادية نتاج أزمات سياسية (..) هناك نتائج للفقر أدت إلى سوء التغذية». وقدر برنامج الأغذية العالمي في سبتمبر (أيلول) أن نصف سكان اليمن، أي أكثر من عشرة ملايين شخص، يعانون الجوع ويحتاجون لمساعدات غذائية. والتقى وزير التنمية والتعاون الدولي البريطاني ألان دنكان خلال زيارته الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

إلى ذلك طالبت مسيرة حاشدة لشباب ساحة التغيير بصنعاء، بسرعة إقالة أقارب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، من الجيش والأمن، على رأسهم نجل صالح العميد أحمد، الذي يقود الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، إضافة إلى نجل شقيق صالح العميد يحيى، الذي يقود أركان حرب قوات الأمن المركزي، ورفعت المسيرة التي طافت بشوارع وسط العاصمة صنعاء، شعارات تطالب بإسقاط الحصانة التي حصل عليها صالح بموجب المبادرة الخليجية، واسترداد الأموال المنهوبة لخزينة الدولة، واستكمال أهداف الثورة الشعبية, وطالب المتظاهرون بمحاكمة كل المتورطين في قتل شباب الثورة، والإفراج عن المعتقلين، وتقديم الرعاية للجرحى الذين سقطوا في مختلف الفعاليات الثورية.