«التحريض الفكري» على طاولة الاجتماع الوزاري القادم لدول مجلس التعاون

وزراء الثقافة الخليجيون يقرون المشاركة في احتفال المدينة المنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية

TT

أكد مصدر خليجي رفيع إحالة موضوع التحريض الفكري، الممارس على مختلف وسائل الإعلام، إلى جهة متخصصة، لتعرض على وزراء الإعلام الخليجيين. وقال لـ«الشرق الأوسط» الشيخ محمد المبارك الصباح، وزير الإعلام الكويتي: «أحلنا الموضوع لجهة متخصصة، وسيعرض علينا في أقرب وقت ممكن، لنرفع التوصيات للاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي القادم». وجاءت تصريحات الوزير ردا على تساؤلات «الشرق الأوسط» حول الحلول الفكرية والثقافية التي تواجه هذا النوع من التحريض. بينما صرح الدكتور ناصر الحجيلان، وكيل وزارة الثقافة والإعلام السعودية لشؤون الثقافة، بالقول: «نهتم في المجلس بالمعطيات والمنجزات التي تمثل خير سلام ووئام بين شعوب العالم، والمنتج الثقافي خير مقرب بين الشعوب في العالم، ولهذا فنحن نقدم الأيام الثقافية والمنجزات الثقافية وتقديمها للتعريف بالإنسان الخليجي وما توصل إليه الخليجيون من معرفة وفكر وثقافة».

وكان الشيخ الصباح أكد لـ«الشرق الأوسط»، يوم أول من أمس، بحث اجتماع وزراء الإعلام قضية التشويش الذي تتعرض له القنوات الفضائية الخليجية، لاستصدار قرارات لوقف الأعمال التي وصفها بـ«غير الأخلاقية».

يأتي ذلك عقب انعقاد الاجتماع الـ18 لوزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية برئاسة الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام السعودي، في فندق الريتز كارلتون بالعاصمة السعودية الرياض. وأوصى الوزراء بتفعيل عدد من النشاطات الثقافية المشتركة التي وردت في محضر الاجتماع، ومنها الموافقة على اقتراح وزير الثقافة والإعلام السعودي بمشاركة دول المجلس في احتفالية المدينة المنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2013. وبحسب البيان الختامي، «أوصى الوزراء بالاستفادة من التجربة السعودية في مجال الربط الإلكتروني بين المؤسسات الثقافية والمكتبات الوطنية بدول المجلس، وإنشاء قاعدة بيانات لها وللعاملين في الشأن الثقافي بعد إكمالها، ورفعها إلى الأمانة العامة لتعميمها على الدول الأعضاء». وفي ما يتعلق بالنشاطات الثقافية الخليجية، أوصى الوزراء بأن تلتزم كل دولة تقديم تقرير مفصل وشامل عن كل نشاط تم تنفيذه خلال عامي 2011 و2012. مع الموافقة على مقترح الإمارات باستضافة دورة التأهيل والتدريب خلال شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2013، تليها دولة الكويت عام 2014م.

وقال الدكتور الحجيلان: «إن غالبية القرارات التي اتخذها الوزراء تصب في مصلحة الثقافة بدول المجلس، لافتا إلى مناقشة برامج وأفكار ترمي إلى تقوية العلاقة بين المبدعين والفنانين والمثقفين داخل المجلس والانفتاح على الدول الأخرى، بحيث يتم نشر ثقافة الخليج إلى الخارج، وإلى مجموعة دول كتركيا ودول الآسيان والاتحاد الأوروبي». وأضاف: «اجتمع وزراء الثقافة بدول المجلس، بعد إقرار وكلاء الوزارات في اجتماع سابق جملة توصيات مدرجة على جدول الاجتماع».

من ناحيته، أشار الدكتور خوجه إلى أن الثقافة في الخليج العربي، ترتكز على في أساسها على مصدري الإسلام والتراث العربي، اللذين «تشكلت منهما معالم الثقافة والتراث الإنساني لإنسان هذه المنطقة من العالم، كما تألفت منهما قيم تؤمن بالتسامح والانفتاح على الآخر، حيث كانت الثقافة أصلا أصيلا في سلوك إنسان هذه الأرض، وجدت معالمه واضحة في أسواق العرب التي تناثرت في مختلف مناطق الجزيرة العربية».

وأضاف خوجه، في كلمة ألقاها أثناء انعقاد الاجتماع: «رغم التحولات التي مست المنطقة حين استحالت إلى دول تحظى بمكانة محترمة في المنظومة السياسية الإقليمية والدولية، أصبحت الثقافة مظهرا متميزا في مجتمعاتنا، وبات ابن الصحراء والبحر والجبل والواحة يسأل أسئلة مختلفة في الأدب والفكر، وأضحت المنطقة صانعة لخطابات أدبية وثقافية تعمل في خريطة الثقافة العربية في اتساعها في المكان والزمان، دون أن ينسى مثقف هذه المنطقة من دنيا العرب نخلة تعمر وجدانه، ورملة تدغدغ وجهه، وموجة تثير أشجانه».

وكرم الوزراء نحو 18 مبدعا ومبدعة في مختلف المجالات الثقافية، وذلك في حفل أقيم على هامش الاجتماع، إذ تم تكريم الفنان الموسيقي خالد ناصر، والشاعرة شيخة الجابري، والفنان التشكيلي محمد القصاب من الإمارات، والناقد الدكتور إبراهيم غلوم، والفنان الموسيقي محمد جمال، والكاتب والمؤلف محمد الخزاعي من مملكة البحرين، والشاعرة الدكتورة أشجان هندي، والكاتب والمترجم الدكتور حمزة المزيني، والفنان التشكيلي النحات علي الطخيس من السعودية، ومن سلطنة عمان كرم الوزراء الناقد الدكتور محمد المعشني، والفنانة مريم الزدجالية، والناقد والكاتب هلال العامري، ومن قطر تم تكريم الكاتب الشاعر علي الفياض، والشاعر الناقد علي المناعي، والأكاديمية الناقدة كلثم الكواري، ومن الكويت كرم الكاتب والمؤلف عبد العزيز السريع، والفنان عبد الوهاب العوضي، والأكاديمي الناقد الدكتور مرسل العجمي.