فرص هنية في خلافة مشعل تتعزز بعد انسحاب العاروري

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن فرص إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة لخلافة خالد مشعل في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس قد زادت، في أعقاب إعلان صالح العاروري، عضو المكتب السياسي للحركة عدم طرح نفسه مرشحا. وقالت مصادر مطلعة إن مشعل كان ينوي الوقوف بقوة خلف ترشيح العاروري المقرب منه، الذي يحظى في الوقت ذاته باحترام كبير في أوساط قواعد الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشارت المصادر إلى أن انسحاب العاروري من السباق الانتخابي يعني عمليا حصر التنافس بين هنية ونائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق. وأوضحت أنه على الرغم من أن الكثير من القيادات الحمساوية ترى ضرورة جعل رئاسة المكتب السياسي من نصيب قيادات الخارج، إلا أن فرص أبو مرزوق في خلافة مشعل قد تراجعت قليلا، وذلك بسبب الخلاف بينه وبين مشعل.

وحسب هذه المصادر فإن مشعل على الرغم من إعلانه عدم الترشح لولاية خامسة، يحظى بثقل كبير داخل مجلس الشورى العام للحركة، مما يمكنه من التأثير على تحديد هوية الرئيس المقبل للمكتب السياسي. واستطردت هذه المصادر قائلة إنه على الرغم من التوتر بين مشعل وقيادات حماس في غزة، فإن التقارب بين مشعل وهنية أكبر منه مع أبو مرزوق.

لكن هذه المصادر تعتقد وجود عوائق في طريق اختيار هنية، أهمها حقيقة أنه لن يكون بوسعه التخلي عن موقعه كرئيس للوزراء، إذ إنه من ناحية دستورية وقانونية ليس بالإمكان أن يتنحى هنية ويترشح أحد آخر بدلا عنه لهذا المنصب. وقالت هذه المصادر إنه على الرغم من التعديلات التي أدخلها فإن هنية قد أدخل تعديلا كبيرا على حكومته تم بموجبه تعيين زياد الظاظا نائبا لرئيس الوزراء بصلاحيات كبيرة. وقالت المصادر إنه سيكون من الصعوبة بمكان على هنية أن يعمل رئيسا للحكومة المقالة في غزة، ولو شكليا، وفي الوقت نفسه يشغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة.

أضف إلى ذلك أن هناك تخوفا لدى بعض القيادات الحمساوية، حسب المصادر، من أن تتأثر قدرة حماس على التحرك الدبلوماسي والسياسي في حال لم يتم اختيار شخصية من قيادات الخارج لرئاسة المكتب السياسي، فثمة مخاوف من أن تحد حركته بسبب إغلاق معبر رفح لهذا السبب أو ذلك، وهذا شيء محتمل. ولا تستبعد هذه القيادات أن يتعرض أي رئيس للمكتب السياسي للداخل لعملية اغتيال إسرائيلية، شأنه في ذلك شأن كل قيادات الحركة، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، التي انتهت حياتها بعمليات اغتيال إسرائيلية في مقدمتهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وزعيمها الروحي، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي زعيم الحركة من بعده، وغيرهما الكثير.