النظام السوري يقول ان قواته تستعد لهجوم «نهائي» على حمص

العقيد الكردي لـ «الشرق الأوسط»: ادعاءات للتغطية على خسائر الجيش النظامي في إدلب

TT

أفادت صحيفة «الوطن» السورية، في عددها الصادر أمس، بأن حمص «قد تعلن خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، محافظة آمنة بعد تقدم نوعي للجيش على المحاور كافة في المدينة وريفها»، فيما نفى ناشطون ميدانيون لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه المزاعم، مؤكدين أن «الجيش النظامي لم يحرز أي تقدم خلال الأيام الأخيرة على الرغم من القصف العنيف ومحاولته اختراق المدينة عبر حيي الخالدية وباب هود تحديدا».

وفي حين ذكرت صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا، أن القوات النظامية قضت «في كمين لها على عدد كبير من الإرهابيين حاولوا الهروب من منطقة الخالدية إلى منطقتي جورة الشياح والغوطة (...) مستخدمين مجارير الصرف الصحي»، أشارت صحيفة «الثورة» الحكومية إلى «تطهير» شارع الخندق في حي باب هود في مدينة حمص، والقضاء على عدد من الإرهابيين «من جنسيات مختلفة».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أشار أمس إلى «قصف مكثف على الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون في مدينة حمص، المحاصرة منذ أشهر من قبل القوات النظامية». وقال إن «القصف تجدد على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة من القوات النظامية السورية، التي تحاول اقتحام هذه الأحياء المحاصرة وفرض سيطرتها عليها».

وفي حين نفى أبو خالد، أحد الناشطين الميدانيين في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، ما وصفه بـ«ادعاءات» الصحف السورية لناحية اقتحام أحياء في المدينة، أكد أن «عناصر الجيش الحر يتصدون ببسالة للقوات النظامية التي تحاول اختراق بعض الأحياء الضعيفة، كما هو الحال في باب هود»، مشيرا إلى أن «القوات النظامية لم تحرز أي تقدم داخل حي الخالدية، ولا تزال رابضة عند مدخله». وقال إن «أكثر من 800 عائلة لا تزال محاصرة داخل أحياء حمص القديمة، وتعاني أوضاعا إنسانية صعبة».

في موازاة ذلك، نفى نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون القوات الأسدية قد سيطرت على أحياء حمص»، وأشار «إلى أنها تتقدم في أحياء وتتراجع في أخرى»، مؤكدا أن «ادعاءات الصحف هي للتغطية على الخسارة التي مني بها الجيش النظامي في مناطق عدة في إدلب بعد انسحابه من أكثر من 15 قرية حدودية».

ووصف الكردي «الحديث عن اقتحام حي الخالدية بأنه مشابه للحديث عن اقتحام حي صلاح الدين في حلب»، وشدد على أن «القوات الأسدية لا تتمكن أكثر من اقتحام مدخل الحي ثم الانسحاب منه على الرغم من حجم الدمار الذي تلحقه»، جازما بأن «الجيش النظامي لا يجرؤ على المبيت ولو لليلة واحدة داخل أي حي في حمص أو سواها من المدن الثائرة».

وفي التطورات الميدانية أمس، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن «قصفا عنيفا بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ طال مدينة الرستن»، في موازاة «العثور على ست جثث داخل كتيبة الصواريخ في قرية الغنطو في تلبيسة».

وأفاد المرصد السوري بـ«تعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة إثر محاولة القوات النظامية اقتحام الحي»، لافتا إلى «مقتل 4 من عناصر القوات النظامية». كما تعرضت بلدة جوسية بريف حمص لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على القرية وقرى أخرى بريف حمص خارجة عن سيطرة النظام».