رئيس الجامعة الأميركية في بيروت: متأكدون أننا سنبقى في المنطقة لـ150 سنة أخرى

البروفسور بيتر دورمان: نعمل على خطة لحملة ضخمة لإنجاز مجموعة من أهم المشاريع في تاريخ الجامعة على الإطلاق

رئيس الجامعة الأميركية في بيروت بيتر دورمان
TT

قال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، البروفسور بيتر دورمان، لـ«الشرق الأوسط» إنهم بدأوا هذا العام العمل على وضع خطة لحملة ضخمة ترمي لإدخال تغييرات كبيرة على الجامعة، وإن تحقيق ما يطمحون إليه سيستغرق نحو 7 سنوات، موضحا أن هذه الخطة يتزامن العمل عليها مع اقتراب موعد الاحتفال بمرور 150 عاما من تأسيس الجامعة الأميركية في بيروت والذي كان سنة 1866، وأن الاحتفال سيكون سنة 2016.

وقال البروفسور دورمان، إن «الحملة نسعى من خلالها لجمع تبرعات لعدة أغراض أهمها توسيع المركز الطبي، والذي يعتبر مهما جدا لأنه أسس بعد سنة واحدة من تأسيس الجامعة والذي يعتبر أساسيا بالنسبة لنا، وقد اكتشفنا أن مركزنا الطبي يحتاج إلى تحديثات عدة، وأحدث بناية فيه أسست منذ 4 سنوات، خاصة أننا نرى في المقابل أن المراكز الطبية في المنطقة تتطور بشكل كبير، وأن عدة حكومات في المنطقة مهتمة بتمويل هذه المراكز وتجهيزها بأحدث التقنيات، ولكي نتمكن من مواكبة هذه التطورات ونقدم لطلابنا التجهيزات الحديثة والمحافظة على التميز الذي عودنا طلابنا عليه ونريد القيام بإصلاحات ضخمة، وقد بدأنا ذلك بالعمل على بنايتين وسنبدأ بالثالثة»، مضيفا أنه «من أكثر المشاريع طموحا ومن أهم المشاريع التي تعمل عليها الجامعة على الإطلاق».

وأضاف «لدينا مشاريع أخرى ستشمل مختلف الكليات، وخاصة بتطوير مجالات الأبحاث، وخاصة العلوم الإنسانية وفي الطب والتي تميزنا بأننا الجامعة الرائدة فيها في المنطقة».

وقال إنهم بدأوا العمل على هذا المشروع منذ نحو سنة والنصف السنة، و«ما نعمل على إيجاده الآن هو من أين سنتمكن من توفير هذه التبرعات، وتقاليد الجامعات عادة هي طرح المشروع والتباحث حوله، وبالنسبة لنا نحاول تحديد مصادر تبرعاتنا وعندما نتمكن من توفير 50 في المائة من تكلفة المشروع سنعلن عن انطلاق الحملة رسميا».

وحول تأثير ما يقع من أحداث في المنطقة على حملتهم، قال دورمان: «ليس بوسعنا غير أن ننتظر ونرى ما سيحدث في المنطقة، وقد سألت نفس السؤال عند تسلم منصبي كرئيس للجامعة الأميركية في بيروت سنة 2008 وعندها كانت بداية الأزمة الاقتصادية، وسألت: كيف يمكن وضع خطة استراتيجية والعالم يمر بقلب الأزمة المالية، وقد وجدت جوابا مقنعا جدا وقتها، فقيل لي إن لبنان كان بمنأى عن الأزمة وحتى في أصعب مراحلها وعند الحرب في لبنان في 1866 لم يمنع هذا من بناء الجامعة الأميركية هناك». وأضاف «الجامعة الأميركية في بيروت مؤسسة تخطط دائما للمستقبل، وكل من يثق في لبنان يجب أن يثق بجامعتنا لأنها تعتبر الجامعة الرائدة في المنطقة»، مضيفا «نحن متأكدون أننا سنبقى في المنطقة لـ150 سنة أخرى».

وحول الوضع في سوريا، والكلام عن أن مجموعة كبيرة من العائلات الثرية السورية انتقلت للاستقرار في بيروت، ومدى استفادة الجامعة الأميركية في بيروت من الطلبة السوريين، قال دورمان: «لدينا طبعا عدد من الطلبة السوريين، فالكثير من العائلات انتقلت الآن من سوريا للبنان، وليس لدينا رقم نهائي حتى الآن، فما زلنا في بداية العام الدراسي، لكن يمكن القول إن العدد بين 80 و100 طالب سوري، وهذا لا يعتبر عددا هائلا، وأعتقد أن الإقبال الأكبر هو على المعاهد الثانوية خاصة أو المدارس، أما العائلات الثرية فغالبا ما يحبذون إلحاق أبنائهم في جامعات بالخارج، سواء في أوروبا أو أميركا».

كما لفت رئيس الجامعة إلى أنه مع الأحداث المتسارعة في العالم العربي ووصول الحركات الإسلامية للحكم، وظهور الحركات السلفية بقوة بين صفوف الشباب خاصة، هناك عدة أشياء مهمة، منبها لضرورة الانتباه إلى الأسباب الرئيسية التي دفعت أساسا لهذه الثورات.

وأوضح دورمان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن هذه الأسباب تتمثل في «البحث عن الانفتاح والحرية وأن يسمع الناس أصواتهم سياسيا، وأن تكون حكوماتهم شرعية، ومن أجل التحرر من حكومات الفساد، والحصول على فرص متكافئة، والحصول على حقوقهم من بلدهم، وعلى نظام اجتماعي يرفع الجميع ودون تمييز نحو الأفضل».

وعند سؤاله عن تصريحات سابقة كان أدلى بها في مقابلة مع «الشرق الأوسط» السنة الماضية، والتي عبر فيها عن إيمانه بـ«ذكاء الشباب العربي، وتطلعه للانفتاح» وأن هذا ما سيحققه لهم الربيع، ومقارنة أقواله بما نراه الآن من انتماءات كبيرة من الشباب العربي للتيارات الإسلامية، وتوجههم نحو الحركات السلفية المتطرفة التي تستقطب أعدادا هائلة منهم، قال البروفسور الأميركي: «ما رأيناه هو أن الأحزاب التي كانت موجودة على الساحة ومنظمة هي ذات انتماءات إسلامية، وذلك لأنهم تأسسوا منذ وقت ونظموا أنفسهم لفترة ما، ورغم أنه تم إبعادهم من تحت المظلة السياسية، لكنهم كانوا موجودين كجماعات، ووجدوا أنفسهم في مصر أو في تونس كلاعبين أساسيين، منخرطين في السياسة وهذا معقول ومنطقي».

وفي ذات الإطار ذكر دورمان بالأحداث التي شهدها العالم الإسلامي والاحتجاجات حول الفيلم المسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، والذي وصفه بـ«السخيف» وأن «الشيء اللافت في الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للرسول، صلى الله عليه وسلم، أن الجماعات الإسلامية التي أسست أحزابا سياسية لها وجدت فرصة في هذه الاحتجاجات لدفع برنامجهم الذي يريدونه باستغلال أحداث يقوم بها أشخاص لهم عداء مع المسلمين».

وحول تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والرئيس أوباما اللذين أكدا أنه لا علاقة للحكومة الأميركية بالفيلم، والذي كان بمثابة الاعتذار، والتي لم يتفهم العالم الإسلامي الذي أبدى كراهية شديدة لأميركا من خلال أعمال العنف وحرق الأعلام الأميركية، قال دورمان، إن «العامل الأساسي للحرية في أميركا وفي الغرب عموما هي حرية التعبير، وحرية التعبير التي قد تحدث اختلاطا في المفاهيم، لأن حرية التعبير ليست مطلقة، وهناك أشياء يجب تجريمها، مثلا خطابات الكراهية تجاه بعض الجماعات».