بعد انتعاش حملة رومني.. المعركة الترجيحية تحتدم في أوهايو

أنظار الأميركيين تتجه إلى المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس اليوم

TT

كثف الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، حملتهما الانتخابية الترجيحية الحاسمة في ولاية أوهايو الليلة قبل الماضية، فيما يستعد جو بايدن وبول رايان، المتنافسان على منصب نائب الرئيس على البطاقتين الديمقراطية والجمهورية على التوالي، لخوض مناظرة تلفزيونية في كنتاكي اليوم الخميس.

واحتدمت المنافسة مع تقدم رومني في استطلاعات الرأي للمرة الأولى منذ قبوله ترشيح حزبه، مكافأة على فوزه في أول مناظرة تلفزيونية مع الرئيس أوباما. وعبر رومني عن سعادته الكبرى لانتعاش حملته واحتمال أن يعتبر الأوفر حظا بالفوز. وقال أمام حشد ضم نحو 12 ألف شخص في كوياهوغا فولز وهو الأكبر له في ولاية أوهايو: «اليوم هناك 28 يوما متبقية قبل الانتخابات. أعتقد أنه يجب أن نردد لهم: أربعة أسابيع متبقية فقط». وتابع رومني: «أعتقد أن الناس سمعوا ما لديه ليقوله» في إشارة إلى أوباما، مضيفا: «لقد آن الأوان لكي يروه يغادر البيت الأبيض ويودعونه في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل».

وأدلى رومني بهذه التصريحات فيما كان مؤيدو أوباما يرددون في تجمع في كولومبس بولاية أوهايو: «أربع سنوات إضافية» بعدما اعتلى الرئيس المنصة. وقال أوباما: «أريد أن تكونوا جاهزين للتصويت، لأنه لدينا انتخابات علينا الفوز بها».

وأمام 15 ألف شخص تجمعوا في مجمع جامعي في كولومبس، ألقى أوباما خطابا عنيفا هاجم فيه خصمه الحاكم السابق لولاية ماساتشوسيتس لأنه «وصف تعامله مع نحو نصف الشعب على أساس مبدأ الربح والخسارة» في إشارة إلى فيديو ظهر فيه رومني وهو يتحدث فيه عن «47 في المائة» من الأميركيين المؤيدين لأوباما. وقال أوباما أيضا إن «القسم الأهم في الخطة الاقتصادية للحاكم رومني يقوم على تخفيض ضرائب بقيمة خمسة مليارات دولار لصالح الأثرياء الأميركيين». وأضاف أن خصمه دعا إلى «ترك ديترويت تغرق في الإفلاس» عام 2008. يشار إلى أن ديترويت تضم كثيرا من شركات السيارات.

وبعد أن تباهى بتنفيذ وعده بسحب الجنود الأميركيين من العراق، أشار أوباما إلى أن رومني وصف هذا القرار بـ «الخطأ». وأضاف: «لا يمكن أن نطوي صفحة السياسات التي فشلت في الماضي في حال وعدنا بتكرارها». وقال أيضا: «لا يمكننا أن نعد بالعودة إلى سياسة خارجية ستغرقنا في حروب دون خطة لكيفية إنهائها» وذلك غداة خطاب لرومني خصص لهذا الملف.

ورغم التقدم الذي أحرزه رومني بعد مناظرة الأسبوع الماضي، فإن استطلاعات الرأي على الصعيد الوطني لا تعد سوى أحد جوانب السباق فيما يركز مسؤولو الحملتين على ثماني ولايات تقريبا سترجح كفة الانتخابات. وفي ما يعد مؤشرا جيدا لفريق حملة الرئيس الذي يسعى للتعويض عن الفشل في مناظرة الأسبوع الماضي، أظهر استطلاع أجرته شبكة «سي إن إن» ومعهد «او ار سي» أن نسب التأييد لأوباما لا تزال على حالها في أوهايو. ويتقدم أوباما بنسبة 51 في المائة مقابل 47 في المائة لرومني لدى ناخبي هذه الولاية التي لم يخسرها أي جمهوري وصل إلى البيت الأبيض، ويعتبرها فريق أوباما خطوة كبرى نحو الفوز بأصوات كبار المندوبين الـ270 المطلوبة للوصول إلى البيت الأبيض.

وقال كيفن مادين كبير مساعدي رومني للصحافيين إن الحملة غير متأثرة كثيرا بنتيجة الاستطلاعات رغم تصاعد الحماسة لدى الجمهوريين، الذين انتابت بعضهم مخاوف في مرحلة سابقة من أنهم يخسرون السباق. وأضاف «أعتقد أنه لا يمكن تعليق كثير من الآمال على فكرة الزخم الجديد هذا. إنه شيء مضلل. لا نزال نعتقد بأن الحملة ستكون متقاربة جدا، لكننا نرى حماسة كبرى لدى مؤيدينا ونرى أن كثيرا من الناخبين المترددين ينظرون إلى الحاكم رومني الآن بطريقة جديدة».

وفيما لا تزال الخريطة السياسية تعتبر إلى حد كبير مؤيدة لأوباما، يتجه التركيز في السباق إلى المناظرة المنتظرة اليوم بين نائب الرئيس جو بايدن ومرشح رومني لهذا المنصب بول رايان، والتي تعتبر محطة مهمة بالنسبة لآمال أوباما بتدارك تقدم رومني المفاجئ. ويتجه بايدن ورايان خلال المناظرة المرتقبة في كنتاكي لتقديم رؤيتين متناقضتين تماما لأميركا على اعتبار أنهما من جيلين مختلفين ويملكان شخصيتين وأسلوبين متباينين إلى حد كبير. وإذا كان عدد الأميركيين الذين سيتابعون هذه المناظرة أقل من عدد متابعي المناظرات الرئاسية، إلا أنها قد ترتدي أهمية استراتيجية بالنسبة لانتخابات 6 نوفمبر حيث إن الديمقراطيين يأملون في تغيير مسار الأمور بعد فشل الرئيس باراك أوباما في أول مناظرة متلفزة أمام منافسه الجمهوري ميت رومني.

وسيكون على نائب الرئيس الحالي بايدن، 69 عاما، المرشح للمنصب نفسه مجددا، مسؤولية كبرى تقضي بتعويض الفرص الضائعة التي فوتها الرئيس في مهاجمة مواقف ميت رومني ومرشحه الشاب بول رايان، 42 عاما. وسواء حول الضمان الاجتماعي أو إنقاذ قطاع السيارات، فإن المعركة بين بايدن ورايان تبدو حامية.

فمن جهة فإن بايدن المتحدر من بنسلفانيا (شرق) يعتبر مخضرما في السياسة حيث انتخب ست مرات عضوا في مجلس الشيوخ ومقربا من الطبقات الوسطى والعمالية ومدافعا عن البرامج الاجتماعية وحقوق مثليي الجنس. وهذا الرجل الجذاب الخفيف الظل، يشكل ورقة رابحة قوية للديمقراطيين لولا نزعته لارتكاب هفوات والإدلاء بتصريحات نارية يعمد حلفاؤه لاحقا إلى التخفيف من تأثيرها. فمثلا، أكد في أغسطس (آب) أن اقتراحات رومني حول المصارف تشبه «إعادة السلاسل إلى إقدام الأميركيين» في خطاب ألقاه في ولاية فرجينيا التي كانت سابقا رمزا للعبودية. أو في مطلع الشهر الحالي حين قال إن الطبقة الوسطى «طمرت في السنوات الأربع الماضية».

وفي المقابل فإن التناقض مع منافسه الجمهوري الذي يصغره بـ27 عاما واضح جدا. فرايان غير المعروف كثيرا للأميركيين، الذي يعتبر من نخبة واشنطن، انتخب نائبا في الكونغرس للمرة الأولى في سن 28 عاما في ويسكونسن (شمال) مسقط رأسه وأعيد انتخابه ست مرات منذ ذلك الحين. ورايان الرياضي الطويل القامة والكاثوليكي المتشدد الذي يهوى الرياضة معروف بأنه من أشد المدافعين عن مواقف المحافظين بالنسبة للضرائب وخفض النفقات العامة وخفض الضرائب على الأكثر ثراء. وهو رئيس لجنة الموازنة في مجلس النواب، ويعارض نظام الضمان الصحي، الذي فرضه أوباما ويعارض الإجهاض حتى في حالات الاغتصاب ويؤيد حمل السلاح وهو من هواة الصيد.