معارك دامية في ريف إدلب وحلب ومداهمات في أحياء دمشق

اشتباكات جنوب العاصمة ومقتل مراسل قناة «الإخبارية» في دير الزور

TT

أوقعت القوات النظامية السورية أكثر من 130 قتيلا بحسب لجان التنسيق المحلية يوم أمس، في مجمل أنحاء سوريا جراء حملتها العسكرية التي تركزت يوم أمس في ريف إدلب وحلب، إلى جانب حملة مداهمات في أحياء من دمشق.

وفيما تحدثت اللجان عن سقوط ما يزيد على 63 قتيلا في قصف بالطيران الحربي على باب جنين في مدينة حلب، تحرك الجيش النظامي السوري لتعزيز مواقعه قرب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب التي تخضع لسيطرة الثوار. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن مروحيات ترافق تعزيزات عسكرية ضخمة انتقلت من حماه إلى معرة النعمان. وكان المرصد ذكر أن القوات النظامية انسحبت أول من أمس من كل الحواجز داخل معرة النعمان باستثناء حاجز واحد عند مدخلها، بعد معارك استمرت 48 ساعة. وقصفت طائرات حربية سوريا معرة النعمان، بينما أكد الثوار أنهم سيطروا على ثلاثة حواجز عسكرية قرب معسكر وادي الضيف بالمنطقة، كما تمكنوا من السيطرة على المركز الثقافي.

وذكرت «شبكة شام» الإخبارية أن كثيرا من عناصر «الجيش الحر» وقوات النظام أصيبوا في الاشتباكات التي تدور في كل من معرة النعمان، حيث تحاول قوات النظام اقتحامها، ودركوش واليعقوبية في إدلب، ومورك في حماه، وناحية ربيعة في اللاذقية، مشيرةً إلى أن قوات النظام تشن حملة دهم واعتقالات في قطنا، في ريف دمشق، وحي الرمل الجنوبي في اللاذقية.

وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء القصف المدفعي والصاروخي على كل من جسر الشغور والناجية وبلدة حيش في ريف إدلب، والغارية الشرقية، في ريف درعا. فيما أورت شبكة «شام» وقوع اشتباكات عنيفة في بلدات دركوش واليعقوبية والشغور بريف جسر الشغور بريف إدلب، وكذلك في مدينة خان شيخون مع رتل لقوات جيش النظام كان متوجها لمدينة معرة النعمان.

وفي دمشق أفاد ناشطون عن وقوع «انفجار سيارة مفخخة أمام إحدى الحواجز في حي الميدان بالقرب من أمن الدولة في دمشق»، مشيرين إلى أن «قوات الأمن تشن حملة دهم واعتقالات في منطقة التضامن في دمشق». إلى جانب ما ذكرته «شام» من وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد في حي القابون.

كما ذكر ناشطون آخرون أنه تم تكبيد جيش النظام خسائر فادحة مساء أول من أمس (الثلاثاء) على يد الجيش الحر تمثلت في تدمير خمس دبابات على الأوتوستراد الدولي بالقرب من حي القدم جنوب دمشق، مع سقوط العشرات بين قتيل وجريح في صفوف جيش النظام. كما هاجم الجيش الحر حاجز جيش النظام المتمركز عند مفرق الدحاديل في حي القدم، ودمر دبابة وسقط قتلى وجرحى في صفوف جيش النظام. كما استهدف الجيش الحر حافلة مليئة بعناصر أمن وشبيحة النظام في منطقة الزبلطاني وتم تدمير الحافلة كاملة، حسب الناشطين.

وفي ريف دمشق، أفاد محمد السعيد، عضو مجلس قيادة الثورة عن وقوع 3 مجازر، لافتا إلى أن المجزرة الأولى وقعت في داريا حيث سقط 17 قتيلا وجدوا في بئر للمياه، ولم تتمكن قوات الدفاع المدني من انتشال إلا 2 من الجثث وجدت مكبلة الأيدي وعليها آثار تعذيب. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أما المجزرة الثانية فهي التي اكتشفت أول من أمس في دير العصافير في الغوطة الشرقية وذهب ضحيتها 30 قتيلا»، موضحا أن 100 شخص لا يزالون مفقودين في البلدة. أما المجزرة الثالثة التي تحدث عنها السعيد فوقعت في جسرين في الغوطة الشرقية، حيث أعدمت قوات النظام 7 أبناء لوالد واحد من بيت درويش كانوا قد اعتقلوا منذ 3 أيام.

وأظهر مقطع فيديو وضعه ناشطون على موقع «يوتيوب» قيام المسلحين برمي عبوات ناسفة وقنابل بواسطة طريقة قديمة تشبه «المنجنيق» على أماكن مجهولة في مدينة حلب شمال سوريا. وأكد أحد الناشطين أن هذه القذائف «تسقط كيفما اتفق وبكثرة في الآونة الأخيرة، إذ إن هذا (المنجنيق) لا يمكن عن طريقه تحديد الهدف ولا حتى مداه، غير أنه من المؤكد أنه يلحق أضرارا جسيمة بالأبنية التي يسقط فيها».

بالمقابل، ذكر مصدر في محافظة ريف حلب لوكالة الأنباء السورية «سانا» أن وحدة من الجيش السوري دمرت مصنعا للصواريخ اليدوية وسيارة نقل مصفحة بمن فيها وثلاث سيارات مزودة برشاشات دوشكا، وسيارتي فان وتجمعا لتدريب للمسلحين، كما قضت على ستة مسلحين رماة قواذف «أر بي جي» وقناصين عند دوار الشعار بحلب.

هذا وقتل مراسل قناة الإخبارية السورية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية، في مدينة دير الزور برصاص «إرهابيين»، حسبما أفادت القناة في شريط إخباري عاجل. وذكرت القناة «تنعي إلى محبيها ومشاهديها شهيدها البطل مراسل الإخبارية في دير الزور محمد الأشرم، الذي استشهد في حي الموظفين في دير الزور برصاص الإرهابيين»، مشيرة إلى أنه قُتل لأنه كان «يحمل كاميرته ويعمل على توثيق إرهابهم وإجرامهم». وأوضح مدير القناة عماد سارة في اتصال هاتفي مع «وكالة الصحافة الفرنسية» أن الأشرم «أصيب برصاصة في الصدر وأخرى في القدم فيما كان يحمل بيده كاميرته».

في غضون ذلك، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من أنباء ترددت عن استغلال منشآت وسيارات للخدمات الطبية في ارتكاب أعمال عنف في سوريا. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، مارتن نسيركي، إنه ينبغي عدم استهداف المنشآت والمعدات الطبية والأفراد العاملين في الخدمات الطبية أو استغلالهم في أي أغراض عسكرية. وأضاف بيان صادر عن المنظمة الدولية أن على كل الأطراف احترام القانون الإنساني الدولي وضمان عدم استهداف المدنيين.