حرب الانتخابات في إسرائيل تشتعل وسط مخاوف الأحزاب من عودة أولمرت

رئيس الوزراء الأسبق أمام سيناريوهين: العودة لكاديما أو تشكيل حزب مع ليفني

TT

اشتعلت الحرب الانتخابية في إسرائيل فور إعلان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تبكير موعد الانتخابات العامة بشكل رسمي أول من أمس، فبدأت الاتصالات على مستوى عال بشأن الموعد المقترح، وأخذت الأحزاب ترتيب القوائم الانتخابية واختيار واستقطاب الأسماء الأولى. وبينما يحاول كل حزب مهاجمة الآخر، شنت جميع الأحزاب تقريبا هجوما مشتركا على رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت الذي عاد بعد تبرئته من تهم الفساد الموجهة إليه يفكر في المنافسة.

وتجري في إسرائيل، مشاورات حثيثة بين الأحزاب المختلفة لاختيار موعد الانتخابات الجديدة التي كانت أصلا مقررة في أكتوبر (تشرين الأول) 2013، ويعتقد أنها ستجري الآن في نهاية يناير (كانون الثاني) أو مطلع فبراير (شباط) المقبلين. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن نتنياهو، قوله إنه يفضل 15 يناير، غير أن بعض شركائه في الائتلاف وأحزاب أخرى، قالوا إنه موعد مبكر جدا ويفضلونها في نهاية يناير أو بداية فبراير.

وقال نتنياهو في محادثات مع شركائه إنه مستعد لتأجيل هذا الموعد أسبوع أو أسبوعين، ورجحت مصادر ووسائل إعلام أن تجري الانتخابات في نهاية يناير بين 22 و29.

ومن المقرر أن يحل الكنيست نفسه الأسبوع المقبل، تمهيدا لهذه الانتخابات. وحتى ذلك، فقد دخلت الأحزاب الإسرائيلية في سباق مع الزمن.

وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن الصراعات التي بدأت داخل الأحزاب الإسرائيلية الكبيرة، مثل «الليكود» و«العمل» و«كاديما» من أجل احتلال مواقع متقدمة في القوائم الانتخابية.

ويستعد 130 ألف منتسب لليكود التصويت لأعضاء القائمة خلال شهر، ويلتئم مؤتمر الحزب الأربعاء المقبل لتحديد قواعد ومواعيد إجراء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزب للكنيست، وعليه فقد بدأت «الاتصالات» والمحادثات وراء الكواليس داخل الحزب، لاختيار هذه القائمة، وقالت الصحيفة إن من بين 5 و7 أعضاء كنيست من بين 27 عضوا الآن، سيفقدون مواقعهم في القائمة الجديدة.

وفي كاديما، يجري الأمر نفسه، أي التجهيز للقائمة، لكن «يديعوت أحرونوت» استبعدت إجراء انتخابات تمهيدية في كاديما على غرار الليكود، وقالت إنه من المرجح أن تضع «لجنة منظمة» تركيبة القائمة.

أما بالنسبة لحزب «العمل»، فقد بدأ البحث عن أسماء كبيرة لضمها في محاولة لاستقطاب الناخبين. وقالت «يديعوت»: «العمل يبحث عن شخصيات جديدة، وجرت اتصالات مع شخصيات أمنية سابقة ونقابية». ومن المتوقع أن يعرض الحزب على عدة شخصيات أمنية معروفة، التنافس على مواقع متقدمة في قائمة «العمل»، وقالت «يديعوت أحرونوت»، إن شيلي يحيموفيتش، رئيسة الحزب، معنية بإنعاشه بشخصيات أمنية تنقذه.

ويرى كل رئيس حزب في إسرائيل، أنه الأقرب إلى الفوز، وبينما تعطي الاستطلاعات التفوق الكبير لنتنياهو وحزبه، اعتبر كل من رئيس كاديما شاؤول موفاز، ورئيسة العمل، أنه البديل الأنسب لنتنياهو. وأعرب موفاز عن قناعته بأن نتنياهو لن يتولى رئاسة الحكومة المقبلة، وقال، إن «الاستطلاعات التي تتوقع حصول كاديما على عدد قليل فقط من المقاعد في الكنيست المقبلة سابقة لأوانها. أما يحيموفيتش، فوصفت أوضاع حزبها بالجيدة»، وقالت، إنه «يزداد ثقلا يوما بعد يوم».

وبينما يتفق العمل مع كاديما على أن الإعلان عن الانتخابات المبكرة يجب أن يكون «بداية نهاية حكم الليكود»، ثمة «شبح» تخشاه جميع الأحزاب، بما فيها الليكود، وهو أولمرت الذي يدرس حاليا العودة للحياة السياسية وخوض الانتخابات. وحسب صحيفة «معاريف»، فإنه سيعلن موقفه بشكل نهائي خلال أيام. وقال مقربون من أولمرت، إنه «يجد في نفسه السياسي القادر على توحيد معسكر الوسط واليسار في إسرائيل، وهذا يؤهله لمنافسة نتنياهو في الانتخابات المقبلة». وبدأ أولمرت اتصالات مع شريكته السابقة، تسيبي ليفني، والكثير من الشخصيات السياسية في كاديما.

وأمام أولمرت سيناريوهان، الأول هو العودة لقيادة كاديما بدلا من الزعيم الحالي شاؤول موفاز، وتدعمه في هذا ليفني والوزير السابق حاييم رامون. والسيناريو الثاني، تشكيل حزب وسط جديد مع ليفني ورامون اللذين بحثا ذلك حتى قبل أولمرت.

وقالت «يديعوت أحرونوت»، إن «عائلة أولمرت تعارض ترشيحه مرة أخرى بشدة، لكن مستشاريه وبعض مقربيه يدفعونه إلى ذلك». وبحسب الصحيفة، يدرس أولمرت بجدية كبيرة إمكانية التنافس على رئاسة قائمة «مركز» إذا فشل في العودة إلى كاديما. ومن وجهة نظر «يديعوت»، فإن أولمرت الذي سبق له وأن شكل حكومة مع «شاس» و«إسرائيل بيتنا»، من الممكن أن يصعب الأمور على نتنياهو.

وطبعا شنت الأحزاب الإسرائيلية هجوما مسبقا على أولمرت. وطالبت عضو الكنيست تسيبي حوتوبيلي، من الليكود، منع أولمرت من العودة للحلبة السياسية. ووجهت حوتوبيلي رسالة إلى رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي اليكيم روبنشتين، قالت فيها، إن «أولمرت أدين في قضية مركز الاستثمار عندما شغل منصب وزير التجارة والصناعة وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ ودفع غرامة مالية، ويجب فرض (العار) عليه لكي لا يتمكن من خوض الانتخابات المقبلة».

وكانت المحكمة قد أدانت أولمرت في هذه القضية، لكنها لم تفرض عليه «العار» وهو ما يعني أنه يستطيع خوض الانتخابات المقبلة. وقالت مصادر في الليكود، إنه «يشكل خطرا على نتنياهو، ويجب منعه». وهذا هو موقف العمل. وقالت يحيموفيتش: «لست مستعدة لأن يشارك أشخاص مفسدون في الحياة الحزبية». أما موفاز الذي كان أول المهنئين لأولمرت، فيتمسك بمنصبه رئيسا لكاديما ولا ينوي التنازل عنه بسهولة.

وعربيا، دعا عضو الكنيست طلب الصانع إلى تشكيل قائمة تحالفية شاملة للأحزاب العربية لتكون الرد الكافي والشافي على اليمين الإسرائيلي.

وقال الصانع في بيان، إن «تشكيل تحالف كهذا من شأنه أن يضمن زيادة التمثيل العربي في الكنيست من أحد عشر نائبا إلى 15 نائبا مما سيجعل الأحزاب العربية كتله مانعة تحول دون تشكيل حكومة يمينيه».