اسكوتلنديارد لـ «الشرق الأوسط»: اعتقال شخصين بمطار هيثرو على خلفية اختطاف صحافي بريطاني في سوريا

تفتيش منزلين بشرق لندن

TT

قالت السلطات البريطانية أمس إنها ألقت القبض على زوجين في مطار هيثرو في العاصمة لندن، للاشتباه في ارتكابهما جرائم تتصل بالإرهاب. وقالت الشرطة البريطانية، إنه تم اعتقال الزوجين بعد صولهما على متن طائرة جوية قادمة من مصر مساء أول من أمس، وتم اعتقال الزوجين البالغ عمرهما 26 عاما على أيدي ضباط من فرقة مكافحة الإرهاب للاشتباه في قيامهما بالإعداد والتحريض على أعمال الإرهاب، وتم اقتيادهما إلى مركز للشرطة بوسط لندن حيت تم احتجازهما. وفيما أشارت شرطة اسكوتلنديارد في بيان لها صباح أمس إلى أن الرجل والمرأة قادمان من مصر دون أن توضح جنسيتهما، أو ما إذا كانا عائدين من سوريا أم ذاهبين إليها. ولفت البيان إلى أن الضباط قاموا بتفتيش منزلين في شرق لندن بموجب قانون مكافحة الإرهاب كجزء من التحقيق. إلا أن متحدثا باسم الشرطة البريطانية كشف في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس أن التحقيقات تجري مع الزوجين في إطار تحقيق حول رحلة إلى سوريا لدعم نشاطات إرهابية مفترضة، وكشف المتحدث باسم اسكوتلنديارد أن التحقيقات تجري معهما على خلفية اختطاف واعتقال صحافي بريطاني بشمال سوريا يوليو (تموز) الماضي، وقد أوقفا في أحد مراكز الشرطة في لندن. وقالت مصادر مقربة من الشرطة البريطانية إن الرجل المعتقل طبيب جراح يعمل في بريطانيا وكان يعالج ضحايا الثورة السورية. ورفض وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ذكر أي تفاصيل عن اعتقال الشخصين لكنه قال لـ«بي بي سي» أمس إن السلطات البريطانية «حصلت على معلومات عن مقاتلين أجانب بمن فيهم بريطانيون يتوجهون إلى سوريا». وأضاف: «إنه ليس أمرا نوصي به. لا نريد أن يشارك بريطانيون في أوضاع عنيفة في أي مكان في العالم». وكان النائب البريطاني عن حزب العمال المعارض خالد محمود حذر في أغسطس (آب) الماضي من أن النزاع الدائر في سوريا يمكن أن يؤدي إلى انتشار أفكار التطرف بين أوساط الشبان المسلمين في بلاده وظهور جيل جديد من الجهاديين فيها.

وكانت «بي بي سي» كشفت في وقت سابق أن عشرات البريطانيين سافروا من بريطانيا إلى سوريا للمشاركة في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وتحالف بعضهم مع جماعات إسلامية متشددة. وقال مصور بريطاني يدعى جون كانتلي الذي احتجز في معسكر لجهاديين في سوريا لمدة أسبوع في يوليو مع زميل هولندي له، إن عددا من خاطفيه كانوا بريطانيين.

وأوردت تقارير أن وزارة الخارجية البريطانية تحقق في مشاركة مواطنين بريطانيين بعملية اختطاف نفذها مقاتلون إسلاميون في شمال سوريا وقاموا باحتجاز المصور البريطاني جون كانتلاي وزميله الهولندي جيرون أورليمانز لمدة أسبوع حين دخلا عن طريق الخطأ إلى معسكرهم أثناء عبورهما الحدود من جنوب شرقي تركيا إلى سوريا لتغطية الأحداث. وجاء اعتقال المشتبه بهما بعد يومين من نشر صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تحقيقا بعنوان «رومانسية الجهاد تغوي البريطانيين وتغريهم بالقتال في سوريا»، وكشفت فيه أن مجموعة تضم 50 بريطانيا «يقاتلون حاليا في سوريا إلى جانب الثوار والجماعات الإرهابية، مما يثير المخاوف من وقوع أولئك الرجال أسرى لفكرة الجهاد الرومانسية». وقالت الصحيفة إن مصرفيا سابقا وطبيبا، سبق له أن عمل في وزارة الصحة البريطانية، هما من بين عناصر تلك المجموعة التي تقاتل في سوريا. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية بريطانية قولها إن غالبية أولئك الرجال «يتحدرون من خلفيات جنوب آسيوية وشمال أفريقية»، وقد التحقوا بالقتال الدائر في سوريا منذ بداية معركة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد في 15 مارس (آذار) عام 2011.

وكانت الشرطة البريطانية قد اعتقلت أيضا في شهر أبريل (نيسان) الماضي ثلاثة رجال من مدينة بيرمنغام في بريطانيا لدى وصولهم إلى مطار هيثرو على متن رحلة قادمة من سلطنة عمان، وذلك للاشتباه بتورطهم بالإرهاب. ونقلت بي بي سي في حينها عن شرطة مكافحة الإرهاب قولها إن الاعتقالات جرت «بشكل مخطط له مسبقا بناء على معلومات استخباراتية، ولم تكن ردا على أي تهديد مباشر للسلامة العامة».