اليمن: اغتيال مسؤول الأمن والتحقيقات في السفارة الأميركية واتهامات لـ«القاعدة»

خبرات أميركية وأوروبية وأردنية لإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن

سيارة شرطة يمنية عند موقع مقتل المسؤول الأمني اليمني في السفارة الأميركية بصنعاء (أ.ف.ب)
TT

قالت مصادر في السفارة الأميركية بالعاصمة اليمنية صنعاء، إن المسؤول الأمني ومسؤول التحقيقات في السفارة، قاسم عقلان (يمني الجنسية) اغتيل أمس على يد مسلحين مجهولين غرب العاصمة صنعاء، في حين تشير أصابع الاتهام إلى وقوف تنظيم القاعدة وراء الهجوم الذي يعد الأول من نوعه، والذي يستهدف مسؤولا أمنيا يمنيا يعمل مع السفارة.

وقالت مصادر خاصة في السفارة الأميركية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن «كافة المؤشرات والدلائل تشير إلى أن اغتيال عقلان جاء على خلفية عمله مع السفارة». وأشارت هذه المصادر إلى أن التحقيقات هي التي ستكشف كافة تفاصيل القضية، وقام مسلحان مجهولان يستقلان دراجة نارية بإطلاق الرصاص الحي على عقلان وهو يستقل سيارته الخاصة في «شارع الستين» بغرب العاصمة صنعاء وأردياه قتيلا على الفور. وأكد عدد من زملائه لـ«الشرق الأوسط» أنه كان يقضي إجازته السنوية.

وتعرضت السفارة الأميركية في صنعاء لحادث اقتحام عنيف من قبل متظاهرين غاضبين جراء الفيلم المسيء للإسلام، في الـ13 من سبتمبر (أيلول) الماضي، وقتل عدد من حراسة السفارة والمتظاهرين جراء عملية الاقتحام التي أدت إلى نهب بعض محتويات السفارة التي أكدت الشهر الماضي أن المواطنين الأميركيين والبعثة الدبلوماسية يواجهون مخاطر أمنية حقيقية، وهو الأمر الذي استدعى استقدام عدد من العسكريين الأميركيين إلى السفارة لفترة مؤقتة بعد موافقة الحكومة اليمنية.

وتشير بعض المعلومات إلى أن الصريع عقلان كان ممسكا بملف التحقيق في الهجوم الذي استهدف السفارة الشهر الماضي، وحتى اللحظة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، في حين لم تعلق السلطات اليمنية أو السفارة بشكل رسمي على ما حدث.

على صعيد آخر، تتواصل التحضيرات لبدء مرحلة إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن في ضوء المبادرة الخليجية، وعقدت أمس اللجنة الفنية الخاصة بالموضوع اجتماعا برئاسة وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وبحضور وفد عسكري أميركي وآخر أردني وممثلين عن الاتحاد الأوروبي في صنعاء. وقالت مصادر رسمية يمنية، إن الاجتماع بحث «جملة من القضايا والإجراءات والمهام المتعلقة بعمل الفريق الفني المكلف بإعداد التصورات وإعادة هيكلة وزارة الدفاع والقوات المسلحة وما حققه الفريق حتى الآن من خطوات في سبيل تحديث وتطوير القوات المسلحة وإعادة بنائها وهيكلتها على أسس وطنية محايدة ووفق أحدث الأسس العلمية العسكرية الحديثة»، إضافة إلى بحث «واقع حال القوات المسلحة اليمنية وأهم الصعوبات والإشكالات والاختلالات في هيكلها والتحديات المتعددة التي تواجهها والتي تتطلب معالجتها بهدف إعداد قوات مسلحة نوعية احترافية قادرة على الإيفاء بالتزاماتها وأداء مهامها العسكرية بقدرة وكفاءة عالية».

وبالتعاون والاستفادة بالخبرات الأجنبية، تبحث اللجنة الفنية «مرتكزات التصور الخاص بإعادة الهيكلة للمؤسسة الدفاعية والمنطلق من اتجاهات السياسة الدفاعية والأمنية ومبادئ العقيدة القتالية والسياسية والأمنية، وكذا الحجم الأمثل للقوات المسلحة وفق موجبات السياسة الدفاعية اليمنية ونوعية المساعدة الفنية التي سيسهم فيها الأشقاء والأصدقاء خلال إعادة هيكلة القوات المسلحة وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة باعتبار إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن جزء لا يتجزأ من المبادرة الخليجية ومن أولى مهام المرحلة الانتقالية».