نصر الله يعترف بتورط «أعضاء في حزب الله» في الحرب السورية

تبنى إطلاق طائرة الاستطلاع فوق إسرائيل.. وتوعد بإرسال المزيد

TT

اعترف الأمين العام لحزب الله اللبناني بوجود مقاتلين من الحزب يقاتلون في سوريا ومنهم مسؤول المشاة في الحزب الذي قضى في سوريا منذ أسبوعين الملقب بـ«أبو عباس». لكن نصر الله نفى تورط الحزب في القتال إلى جانب النظام، مشيرا إلى أن هؤلاء هم لبنانيون يعيشون في سوريا منذ أكثر من 100 سنة ويحملون الجنسية اللبنانية وينتمون إلى طوائف مختلفة وأحزاب مختلفة منها حزب الله وقد قرروا الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الجماعات المسلحة. وإذ كرر الدعوة إلى «الحوار والحل السياسي للازمة في سورية»، دعا «البعض في المعارضة السورية» إلى «عدم التهويل وعدم تجربة حزب الله».

وتبنى نصر الله، خطوة إطلاق طائرة الاستطلاع فوق إسرائيل، مشيرا إلى أنها «صناعة إيرانية وتجميع لبناني»، معتبرا أن من حق الحزب تسيير طلعات مماثلة في المستقبل مقابل الخروقات الجوية الإسرائيلية التي بلغت أكثر من 20 ألف خرق منذ نهاية حرب يوليو (تموز) 2006.

وقال نصر الله في كلمة متلفزة بثت مساء أمس عبر قناة «المنار» التابعة للحزب إن «المقاومة في لبنان أرسلت طائرة استطلاع متطورة من الأراضي اللبنانية باتجاه البحر وسيّرتها مئات الكيلومترات فوق البحر، ثم اخترقت إجراءات العدو الجديدة ودخلت جنوب فلسطين، وحلقت فوق الكثير من المواقع المهمة قبل أن يتم اكتشافها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي»، مشيرا إلى أنها «صناعة إيرانية وليست صناعة روسية». وقال إن «هذه العملية تكشف أننا نملك القدرة على إخفاء قدراتنا وعلى إظهارها في الوقت المناسب والبعث بالرسائل المناسبة في الوقت المناسب». وأعلن أنه «من حقنا الطبيعي أن نسير رحلات استطلاع متى نشاء. وهذا الرحلة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ومع هذا النوع من الطائرات نستطيع الوصول إلى أماكن كثيرة».

وتطرق نصر الله إلى حادثة تفجير مخزن الأسلحة في بلدة «المبي شيت» البقاعية مؤخرا، فرأى أن «أي مقاومة من الطبيعي أن توزع مخازنها لأنه إذا جمعنا كل سلاحنا في عدد قليل من المخازن، يمكن اكتشافها بسهولة ويجعل العدو طامعا بقصفها وتدميرها وهذا عمل غير طبيعي وغير منطقي. والإسرائيلي متفهم لهذا الموضوع ويقول إنه (من الطبيعي أن نقوم بهذا الأمر). ومن المحزن أن يشرح عدونا لرأيه العام ذلك في حين أن هناك أشخاصا لبنانيين غير حاضرين لتفهم هذا الأمر».

وقال نصر الله: «منذ بداية الأحداث في سوريا لدينا موقف سياسي واضح ولا نستحي منه وقد شرحنا رؤيتنا وفهمنا وخلفيات ما يحصل وخطره على سوريا ولبنان وعلى المنطقة ككل، وبناء على أصول فكرية وشرعية واضحة وعبرنا عنه في الكثير من المناسبات. وفي الموقف السياسي لسنا خائفين ولا مترددين، مع أن هناك أشخاصا يقولون إننا ندفع الثمن ولا مشكلة في ذلك، والأمور بخواتيمها». وأضاف: «منذ اليوم الأول وجد أفرقاء في المعارضة السورية يتحدثون عن إرسالنا مقاتلين على سوريا وهذا كذب وما يزال الكذب جاريا في هذا الإطار»، متسائلا «أين هم الشهداء الذين يتحدثون عن سقوطهم في سوريا ونحن نشيع شهداءنا في العلن ولا نستحي من ذلك؟» وقال: «موقفنا السياسي واضح وحتى هذه اللحظة لم نقاتل إلى جانب النظام السوري، وهو لم يطلب منا ذلك»، سائلا «من قال إن هناك مصلحة في ذلك؟»، مستشهدا بـ«الشهيد أبو عباس والكثير من الشهداء الذين استشهدوا في مناطق على الحدود مع سوريا»، وموضحا أن «هناك قرى سورية يسكنها لبنانيون على الحدود وهم من طوائف مختلفة وعددهم يقارب الـ30 ألف لبناني، وهؤلاء اللبنانيون من عائلات لبنانية وموجودون في هذه الأراضي ولديهم أملاك هناك وموجودون منذ عشرات السنين. وهذه العائلات تحمل اسم العائلات البقاعية وهي أصلا منطقة واحدة وقد حافظوا على علاقتهم بالجنسية اللبنانية وهم ينتخبون في لبنان لكنهم موجدون في سوريا. بعض هؤلاء الشباب ينتمون إلى عدد من الأحزاب اللبنانية ومنها حزب الله وأهل هذه القرى هم لبنانيون ومنهم من ينتمي إلى حزب الله وجزء منهم متفرغون في حزب الله وقد قاتلوا في المقاومة على مدى سنوات، وهم من سكان هذه البلدات الموجودة داخل الأراضي السورية». وأضاف: «منذ بداية الأحداث اتصلوا ولم يبلغهم أحد بماذا يفعلون وكان خيارهم في البداية هو النأي بالنفس عن المعركة بين النظام السوري والمجموعات المسلحة، وهذه الجماعات اعتدت عليهم وطردت الكثيرين منهم من بيوتهم واعتدت حتى على الأرض، ومن يريد التحقق فليحقق في ذلك. كما تعرض بعض هؤلاء الأهالي للقتل والخطف وإحراق البيوت والتهجير، وقد أخذوا قرار المغادرة، لكن الجزء الأكبر أخذ قرار البقاء وبات يشتري السلاح، لا سيما أن الحدود مفتوحة من الهرمل إلى عرسال إلى البقاع الأوسط والغربي، والسوريين يأخذون سلاحا من لبنان. سكان هذه القرى اللبنانيون هم من أخذ القرار بالتسلح والدفاع عن أنفسهم وهذا القرار لا يتعلق بالقتال مع النظام السوري بل بالدفاع عن النفس». وتابع «هذه هي حقيقة ما جرى هناك وهم الذين يقاتلون ولا أحد يفترض أن هناك جبهة جديدة لحزب الله وإذا أخذ هؤلاء اللبنانيون قرار المغادرة والهجرة نحو لبنان لا نستطيع أن نمنعهم كما أننا لا نستطيع أن نمنعهم من القتال».

ونصح نصر الله بعض الجهات في المعارضة السورية «أن لا تهول علينا». وقال: «مع حزب الله التهديد لا يقدّم ولا يؤخر. نحن عمرنا 30 سنة ومعروف عن الحزب في مراحله المختلفة أن التهديد لا ينفع ولا داعي لاستخدامه. حتى استخدام موضوع المخطوفين معيب. فهل كلما أمسكوا بلبناني يكون من حزب الله؟ فهؤلاء أبرياء. وإذا كانوا (الخاطفون) ينتظرون مني أن أعتذر، فأنا لا أعتقد أنّ أحدا يقبل أن أعتذر، وهذه إدانة لكم إذا أردتم خطف إنسان مقابل موقف أو اعتذار، لذلك دعونا خارج المعركة والصراع، ولا أحد يهددنا ولا أحد يهول علينا ولا أحد يجربنا. ونأمل أن تنتهي هذه المحنة بما يحقق آمال الشعب السوري والمنطقة».