انفجار عنيف يستهدف مبنى القضاء العسكري في حي المزة بدمشق

«الجيش الحر» يسيطر على خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب ويعيق وصول الإمدادات إلى حلب

أحد عناصر الجيش الحر يلقي بقنبلة يدوية بمنطقة كرم الجبل بحلب أول من أمس (أ.ب)
TT

عاشت المناطق السورية يوما داميا جديدا أمس، تخطت فيه حصيلة القتلى الأولية 80 شخصا، على وقع اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي وكتائب «الجيش السوري الحر»، في كل من ريف إدلب، ورنكوس في ريف دمشق، والقصير ودير فول في حمص، والشيخ مسكين في درعا، وحيي الشعار والصاخور في حلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «32 من القوات النظامية، بينهم ضابط، قتلوا إثر هجوم على حواجز ومهاجمة آليات واشتباكات في محافظات عدة، معظمهم في إدلب وحمص».

ومن جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «انفجارا عنيفا» وقع مساء أمس أمام مبنى القضاء العسكري بالقرب من وزارة التعليم العالي في حي المزة بدمشق، و«لم ترد معلومات عن حجم الخسائر». وأفاد التلفزيون الرسمي السوري، من جهته، في شريط إخباري، بأن «تفجيرا إرهابيا وقع في منطقة البرامكة - الجمارك في دمشق بالقرب من وزارة التعليم العالي»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان «الجيش الحر» قد واصل تصديه، أمس، للجيش النظامي في إدلب، وأكد أحد الناشطين الميدانيين في إدلب خبر سيطرة «الجيش الحر» على نحو مسافة 5 كيلومترات على الطريق السريع الاستراتيجي بين دمشق وحلب قرب مدينة معرة النعمان. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بلدات معرة النعمان وخان شيخون وسراقب، الواقعة على الطريق الدولية التي تربط دمشق بحلب، باتت كلها تحت سيطرة (الجيش الحر)»، مؤكدا «الأهمية الاستراتيجية لسيطرة (الجيش الحر) عليها، انطلاقا من أن النظام السوري بحاجة لهذه الطريق الحيوية من أجل إيصال تعزيزاته العسكرية إلى مدينة حلب، حيث لا يزال يسيطر على أحياء عدة بداخلها ولا تجرؤ القوات النظامية على التقدم رغم القصف الجوي». وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «عناصر من (الجيش الحر) كمنت لتعزيزات عسكرية تابعة لجيش النظام كانت متوجهة لحاجز معمل الزيت، مما أسفر عن تدمير دبابة وقتل طاقمها بالكامل».

وفي حين دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين «النظامي» و«الحر» في ريف إدلب، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي بالصواريخ بلدة حيش، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى، ذكر المرصد السوري أن «تسعة مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة استشهدوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية وحواجز تابعة لها في بلدة دركوش وريف معرة النعمان وخان شيخون». وأشار إلى أن «اشتباكات عنيفة وقعت في قرية دركوش على الحدود السورية - التركية، في محاولة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة السيطرة عليها».

وفي ريف دمشق، أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بأن «قوات النظام ارتكبت أول من أمس مجزرة، أعدمت خلالها 25 شخصا ميدانيا في قطنا، ثم أحرقت جثثهم ووضعتهم في مكب أنقاض في المدينة»، بينما أدى القصف المدفعي والصاروخي على مناطق أخرى في ريف دمشق إلى سقوط قتلى وعدد من الجرحى. واستهدفت قوات الأمن السورية كلا من جسرين وجديدة عرطوز ومزارع جرمانا في الغوطة الشرقية وسهل رنكوس ومزارع تلفيتا وسط اشتباكات بين الجيشين «النظامي» و«الجيش الحر». كما اندلعت اشتباكات أخرى في حي القدم على طريق دمشق - درعا الدولي، أسفرت عن تدمير دبابة ومقتل عناصر من قوات الأمن.

وفي حلب، أسفر سقوط قذائف مدفعية على أتوستراد المطار عن سقوط عدد من الجرحى. وذكر المرصد السوري أن ثلاثة مواطنين قتلوا في حلب، بينهم مقاتلان من «الجيش الحر» خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وأشارت «لجان التنسيق» إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و«الجيش الحر» في جسر غسان، حيث تمكن «الجيش الحر» من تدمير 5 دبابات وسيارتين عسكريتين.

وفي حمص، استهدف قصف عنيف حي الخالدية وأحياء حمص المحاصرة بقذائف الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ، وسط إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة، ووقعت اشتباكات عنيفة في محيط أحياء حمص المحاصرة ومداخل بلدة قلعة الحصن والرستن، بينما تعرضت قرى جوسية والزراعة ودير الفول بريف حمص لقصف عنيف من قبل القوات النظامية.

أما في درعا، فقد قتل ثمانية مواطنين، بينهم أربعة، برصاص القوات النظامية في بلدة الغارة الشرقية بريف درعا. كما طال قصف مدفعي عنيف مدينة داعل.

وفي طرطوس، لقي ثمانية مواطنين مصرعهم وجرح ثمانية آخرون إثر هجوم نفذه مسلحون مجهولون على حافلة صغيرة تحمل لوحة إدلب، كانت تقلهم على طريق حمص طرطوس قرب جسر الريحانية.

وفي دير الزور، استهدفت قوات الأمن السورية أنبوبا للنفط غرب المدينة، مما أدى إلى تدفق النفط الخام في مجرى نهر الفرات، وتوقف محطات تصفية المياه عن العمل بشكل كامل. وأبدى ناشطون خشيتهم من أن يؤثر التلوث على مناطق واسعة من المحافظة يقطنها نحو نصف مليون نسمة، وخصوصا مدينتي الميادين والبوكمال وقراهما، حيث الاعتماد كليا على مياه نهر الفرات في الشرب والزراعة.