سيدا في البرلمان الفرنسي: سوريا تعيش مذبحة قل نظيرها في التاريخ

الغضبان لـ«الشرق الأوسط»: لمسنا موقفا فرنسيا متقدما بشأن سوريا

صورة مأخوذة عبر الأقمار الصناعية تظهر المواقع التي يدرب فيها عسكريون أمريكيون وبريطانيون كوموندوس أردنيين في منطقة الرصيف بالأردن. وصرح مسؤولون أردنيون لـ«الأسوشييتد بريس» بأن هذه التدريبات من أجل مساعدة الجيش الأردني على تطوير قدراته من أجل حماية الأردن شعبه في حالة تعرض الحدود لهجمات كيماوية من الجارة السورية (أ.ب)
TT

أكد رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، أن «سوريا تعيش منذ سنة ونصف مذبحة قل نظيرها في التاريخ، يقوم بها نظام مجرم مدعوم من قوى خارجية في مقدمتها إيران، ويرتكب جرائم ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة». وشدد في كلمة ألقاها أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي، على «وضع نهاية عاجلة للجنون الإجرامي، ولسعي حفنة من المجرمين والمراهقين إلى تدمير بلد الحضارة»، معتبرا أن «من غير المقبول أن يسمح لعصابة القتلة أن تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي».

وكان سيدا التقى أول من أمس في باريس، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي أكد على «الموقف الفرنسي القوي إلى جانب الشعب السوري وثورته التي يسطر خلالها أعظم البطولات في سبيل الحرية والكرامة، واستعداد فرنسا للتحرك على كل الصعد لتجسيد موقفها هذا على أرض الواقع». ثم انتقل سيدا إلى مقر البرلمان الفرنسي، حيث ألقى كلمة أمام لجنة العلاقات الخارجية، أوضح فيها، أن «السوريين لم يثوروا من أجل تحسين رواتبهم، ولم يضحوا بأرواحهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو انتصارات آيديولوجية، بل ثأروا وسيواصلون ثورتهم لأجل إقامة نظام ديمقراطي، تعددي، مدني لا عسكري ولا ديني، يتساوى فيه جميع السوريين في الحقوق والواجبات بشكل مطلق بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ومناطقهم. إنها ثورة الحرية». وقال: «تعيش سوريا منذ سنة ونصف السنة، مذبحة قل نظيرها في التاريخ، حيث يقوم النظام المجرم، مدعوما من قوى خارجية تأتي إيران في مقدمتها، بارتكاب جرائم فظيعة، ترقى إلى مستوى جرائم الإبادة، ففي حمص وحلب ودرعا ودير الزور وإدلب ودمشق ترمي طائرات النظام براميل تحوي أطنان المواد المتفجرة، لتقع على رؤوس المدنيين بشكل عشوائي، فتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمر البيوت فوق أصحابها، لا لشيء إلا بدافع الانتقام وبث الرعب والإرهاب، إن كلمة إرهابي لا تكاد تنطبق على رجل في هذا العالم مثلما تنطبق على بشار الأسد وأفراد عصابته، إنه الإرهابي الأكثر وحشية وبربرية، الإرهابي المنفلت العقال، الذي يهدد الشعب السوري ودول الجوار، وهو على ما يبدو يرهب الكثير من دول العالم».

وخاطب النواب الفرنسيين قائلا: «أيها السادة ممثلو الشعب الفرنسي العظيم، لقد آن الأوان لوضع نهاية عاجلة لهذا الجنون الإجرامي، من غير المقبول أن تدمر حفنة من المجرمين المراهقين بلد الحضارة الأولى دون أن يترتب على فعلتهم رد فعل مناسب وحاسم، من غير المقبول أن تهدد عصابة من القتلة الاستقرار والأمن الإقليمي في واحد من أكثر المناطق أهمية استراتيجية وحساسية في العالم، ومن غير المقبول أن تدوس مجموعة المجرمين القتلة، القيم الإنسانية العليا، من دون أن يكون هناك رد حاسم من قبل الإنسانية جمعاء». ورأى أن رد «فعل العالم على ما يجري في سوريا غير كاف وغير رادع، والنظام يعتبره إجازة ورخصة مفتوحة لمواصلة القتل والإرهاب والتدمير لا بل الذهاب أبعد في هذه الجرائم». أضاف: «لقد انتقل النظام من استخدام رجال الشرطة والأمن والشبيحة إلى استخدام الجيش بكل عتاده، وتدرج في استخدام السلاح من سكاكين وعصي الشبيحة إلى إطلاق النار من المسدسات والبنادق الخفيفة إلى القصف بالدبابات إلى استخدام المدفعية الثقيلة والطائرات الحربية المقاتلة، ومع استمرار شلل الموقف الدولي طور النظام من استهداف المعارضين والمتظاهرين السلميين إلى استهداف الأحياء والمدن والمناطق التي تمتد على طول البلاد وعرضها، ووصلت الأمور إلى حد منع الماء والدواء والغذاء عن ملايين السوريين، وجعل حياتهم غير إنسانية لا بل مستحيلة، إن تعريض ملايين البشر لقسوة بهذه الوحشية يشكل خطرا على كيان سوريا ونسيجها الاجتماعي، وهو يخلق بؤرة في غاية الخطورة على أمن واستقرار المنطقة والعالم».

ولفت سيدا إلى إن «استمرار القمع الوحشي دفع الآلاف من الجنود للانشقاق عن الجيش السوري وتوجيه سلاحهم إلى صدور قاتلي أهليهم وأحبائهم، ودفع بعض السوريين مضطرين لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، وهو فعل بطولي لكنه إذا طال أمد حمل السلاح يحمل مخاطر الفوضى والتطرف وتعزيز ثقافة العنف والعنف المضاد»، مؤكدا أن «الشعب السوري بحاجة ماسة وعاجلة للحماية من جرائم النظام، هذا النظام يجب أن يمنع من الاستمرار إشعال النار في سوريا وفي جوارها، وأن القبول ببقاء النظام خوفا من التطرف لهو أسرع وسيلة لخلق بيئة مثالية لانتشار التطرف والتطرف الشديد».

في هذا الوقت، وصف عضو المجلس الوطني السوري نجيب الغضبان، الموقف الفرنسي من الأزمة السورية بـ«المتقدم جدا عن كل دول الاتحاد الأوروبي والغرب». وأكد الغضبان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الدكتور عبد الباسط سيدا كان تلقى الدعوة الفرنسية في نيويورك وكانت فرصة مناسبة لتلبية هذه الدعوة، خصوصا أن فرنسا كانت منذ البداية أخذت موقفا بالمطالبة بتنحي بشار الأسد، وقدمت مشاريع قوانين إلى مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص، كما أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استقبل وفدا من المجلس الوطني وكان من المبادرين إلى دعم فكرة تشكيل حكومة انتقالية».