السياسة تنتصر على الرومانسية في العاصمة الإيطالية

عشاق روما ينقشون أسماءهم على أقفال ويلقون مفاتيحها في نهر التيبر

TT

نقش عشاق روما الأحرف الأولى من أسمائهم على أقفال وثبتوها في درابزين الجسر قبل إلقاء المفتاح في نهر التيبر حتى تكون المدينة الخالدة شاهدة على رومانسية الشباب غير المحدودة، سواء كان ذلك أمرا لا طعم ولا معنى له أو أمرا فاتنا وساحرا، انتشرت هذه العادة من جسر ميلفيان كانتشار حب الشباب، حيث ظهرت أقفال الحب على الجسور التاريخية في نابولي وميلانو وفلورنسا والبندقية. ومع انتشار ورواج الكتب والأفلام التي أطلقت هذا التوجه في أنحاء أوروبا، حاز كتاب مثل فيديريكو موتشا شهرة وملأت الأقفال جسر بونت دي أرتس في باريس على نحو أسرع من الوقت اللازم لقول عبارة «ليس أنت، بل أنا». لقد امتد التقليد إلى برشلونة وبراغ ولندن وكولونيا في ألمانيا. ومنذ بداية انتشار هذا التقليد عام 2006 سافرت أقفال الحب حتى وصلت إلى جسر بروكلين وغوام. الشيء الوحيد هنا في روما الذي يحظى بتمجيد أكثر من الحب هو الجمال، ويجد المحبون أن ألد خصم لهم هو السياسي جياني جاكوميني، نظرا لاقتناعه بأن وجود أقفال فاق عددها الـ5 آلاف خلال السنوات القليلة الماضية لا يضر فقط بجمال أثر عمره ألفا عام، لكنه أيضا يغطي على مكانته التاريخية باعتباره المكان الذي هزم فيه قسطنطين الأول عدوه ماكسنتيوس، مما دفع رئيس المقاطعة الرومانية إلى شن حملة لتحرير الجسر من أواصر الحب. ورغم محاولة عمدة روما جياني أليمانو حتى اللحظة الأخيرة منح العفو لأقفال الحب الأصلية التي بدأت هذا التقليد العالمي، أزالت فرق عمل جاكوميني تلك الأقفال في 10 سبتمبر (أيلول) وسط شرار آلات القطع المعدنية وفرق عمل التلفزيون.

يمثل الصراع، الذي استمر سنوات حول إزالة تلك الأقفال، رواية ليس فقط عن تفرد السياسة بروما، بل أيضا عن سياسة الحب في إيطاليا.