أول مخيم للنازحين السوريين في الداخل السوري: 7000 شخص و100 خيمة

الشيشكلي: خطوة أولى باتجاه إقامة المنطقة الآمنة

TT

عند الشريط الحدودي الفاصل بين تركيا وسوريا وبالتحديد في منطقة باب الهوى الواقعة ضمن الأراضي السورية، الآلاف من النساء والأطفال يعيشون منذ نحو الشهر تحت أشجار الزيتون التي وصلوا الواحدة بالأخرى بشراشف شفافة لم تقهم لا برودة الطقس ولا الأمطار الأولى لشهر أكتوبر (تشرين الأول). هناك قرر عدد من الناشطين بمساعدة بعض الممولين العرب إقامة مخيم لهؤلاء الذين يتخطى عددهم الـ7 آلاف، وهو عدد قابل للتضخم وبشكل سريع مع بدء نصب الخيام خلال يومين.

«توقف تركيا عن استقبال النازحين بعدما وصل عددهم داخل أراضيها إلى حدود الـ80 ألفا، وبقاء الآلاف بالعراء على الحدود، دفعنا للمسارعة لإقامة مخيم مماثل».. هذا ما يرويه أديب الشيشكلي عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري، الذي يؤكد أن المبادرة مبادرة فردية يشارك فيها هو وأخوه وعدد من الناشطين. ويضيف: «لقد مضى أكثر من شهر على وجود آلاف من العائلات السورية على الحدود من دون ماء أو طعام، واليوم ومع حلول فصل الشتاء وجدنا أنه من واجبنا إنسانيا التحرك لمساعدة هؤلاء من خلال إقامة مخيم يؤويهم من قساوة الظروف المناخية المقبلة».

يقع المخيم الذي باشر الناشطون في تعبيد أرضه في المنطقة المحايدة الفاصلة بين الحدود التركية - السورية وبالتحديد في منطقة باب الهوى على عمق 150 مترا داخل الأراضي السورية. هناك أفرغت قبل أيام 100 شاحنة حمولتها من الأحجار على أن تنصب 100 خيمة توفرت حتى اللحظة لإيواء الآلاف. ويقول الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: «ما يقارب الـ20 ألف شخص يتمركزون حاليا داخل المدارس في القرى المحاذية للشريط الحدودي حيث يعانون الأمرين. ولعل المسارعة لإقامة المخيم قد تفرغ هذه المدارس من العائلات لينطلق الطلاب ولو متأخرين في عامهم الدراسي»، لافتا إلى أنه «قد تم تجهيز الأرض كما استقدمت مولدات كهربائية، بانتظار أن تلقى نداءاتنا صدى فيتم دعمنا لوجستيا، أي بمستلزمات المخيم من خيم وبطانيات وغيرها من المقومات الأساسية للعيش».

ولا يخفي الشيشكلي أن عددا كبيرا من الدول أعربت عن تأييدها لفكرة إقامة المخيمات الحدودية داخل الأراضي السورية، وخاصة تركيا التي ستكون المستفيدة الأولى من الموضوع، ويضيف: «لن يقتصر الموضوع على منطقة باب الهوى، بل ستقام المخيمات في كل النقاط الحدودية، أي في تل الأبيض وباب السلام وغيرهما، باعتبار أننا نتوقع أن تتضخم أعداد النازحين من المناطق السورية المشتعلة باتجاه هذه النقاط».

وإذ يجزم الشيشكلي أنه خلال شهر سيصار إلى إقامة أكثر من مخيم، يدعو المنظمات الدولية والإنسانية لبدء التوافد إلى هذه المناطق لإقامة المستوصفات والمشافي الميدانية وللمساعدة في بناء هذه المخيمات. ويقول: «لا شك أن هذا المخيم يشكل خطوة أولى باتجاه إقامة المنطقة الآمنة التي تطالب بها المعارضة السورية، خاصة أنه قد حان الوقت للاستفادة من المناطق المحررة التي يسيطر عليها الثوار».

وعن كيفية توفير أمن المخيم وبالتالي ما إذا كان هناك أي ضمانات لعدم ضرب الطيران الحربي السوري لهذه التجمعات، قال الشيشكلي: «عدد من الثوار وعناصر الجيش الحر تطوعوا لحماية النازحين ولكن في ظل عدم امتلاكنا لمضادات للطائرات لا يمكن أن نتحدث عن ضمانات لحماية أهالينا من الطيران الحربي السوري»، موضحا أن عددا من الدول كانت قد طرحت هذه الإشكالية فجاءها الرد على الشكل التالي: «إذا لم يموتوا من القصف فهم سيموتون من البرد لوجودهم في العراء وبالتالي تجوز المخاطرة في ظروف مماثلة.. علما أننا تقصدنا إقامة المخيم في المنطقة المحايدة بين البلدين والتي لا يملك أي من الطرفين حق التصرف بها».