وزير الدفاع الأميركي يحذر من هجمات إلكترونية بخطورة بيرل هاربر وهجمات سبتمبر

بانيتا يتخوف من قدرة مجموعات متطرفة على التسلل إلكترونيا لشبكات الكهرباء والنقل والشبكات المالية

TT

حذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا من تعرض الولايات المتحدة لهجمات إلكترونية شرسة قد تكون مماثلة للهجوم الذي تعرض له ميناء بيرل هاربر العسكري في أربعينات القرن الماضي، أو مماثل لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، مشيرا إلى سيناريوهات لمهاجمة أهداف أميركية من قبل دول أو مجموعات للسيطرة على شبكات حيوية مثل الشبكات المالية وشبكات الكهرباء والنقل وغيرها من الشبكات الحكومية. وشدد بانيتا على قدرة الولايات المتحدة على التصدي لمثل هذه الهجمات.

وأوضح بانيتا في لقاء برجال الأعمال في نيويورك مساء الخميس، أن دولا معادية أو مجموعات متطرفة يمكنها أن تسيطر على أزرار تشغيل أساسية ليخرج قطار ركاب من مساره، أو تخرج قطارات تنقل مواد كيميائية قاتلة من مساراتها. وقال: «قد يقومون بتسميم مصادر المياه في مدن كبرى، أو يقطعون الطاقة عن أجزاء من البلاد، والنتيجة يمكن أن تكون بيرل هاربر إلكترونية، لأن أي هجوم سيؤدي إلى دمار مادي، وفقدان أرواح، وشلل وصدمة للشعب، وقد يولد مجددا إحساسا بغياب الأمان».

وأشار بانيتا إلى تعرض بلاده لمحاولات لهجمات إلكترونية تقوم بها جهات أجنبية، وقال: «وزارة الدفاع تعرف أن أطرافا أجنبية تختبر شبكات البنية التحتية الأساسية للولايات المتحدة، وخصوصا أنظمة مراقبة محطات الكهرباء وشبكات توزيع المياه والنقل». وأضاف بانيتا: «نحن نعلم حالات محددة، حيث استطاع متسللون الوصول بنجاح إلى مثل هذه الأنظمة، ونعلم أنهم يسعون لإيجاد وسائل متطورة لمهاجمة هذه الأنظمة». وأوضح وزير الدفاع أن أكثر الاحتمالات تدميرا هو أن يشن الأعداء هجمات إلكترونية متعددة في وقت واحد بالتزامن مع هجمة تقليدية غير إلكترونية.

وتحدث وزير الدفاع الأميركي عن فيروس إلكتروني (معروف باسم فيروس شمعون) ضرب مؤخرا شبكات النفط السعودية «أرامكو» مما أدى إلى توقف 300 ألف جهاز كومبيوتر عن العمل. وقال: «إن هذا الفيروس المتطور يعد الهجوم الأكبر تدميرا على القطاع الخاص حتى اليوم».

وأضاف بانيتا: «إذا رصدنا تهديدا بوقع هجوم وشيك يؤدي إلى أضرار مادية جسيمة، أو إلى مقتل مواطنين أميركيين، فيجب أن يكون لدينا إمكانية التحرك للدفاع عن البلاد، وقد قام البنتاغون بتطوير قدرات للقيام بعمليات فعالة لتطويق مثل هذه الهجمات ضد مصالحنا القومية في مجال الإنترنت». واختار بانيتا كلماته بعناية مرسلا رسالة تحذير إلى أطراف لم يسمها. وقال: «البنتاغون الآن أكثر قدرة على تحديد من يقف وراء الهجوم وعلى المعتدين المحتملين أن يدركوا أن الولايات المتحدة لديها القدرة على العثور عليهم، ومحاسبتهم عن الأعمال التي تضر أميركيا أو مصالحها». وشدد بانيتا على أن البنتاغون تضع اللمسات الأخيرة لقواعد الاشتباك للتصدي لهجمات إلكترونية لسرقة المعلومات والتهديدات الإلكترونية على وجه السرعة. وقال: «القواعد الجديدة تؤكد أن وزارة الدفاع لا تتحمل مسؤولية الدفاع عن شبكاتها فحسب، بل أن تكون مستعدة أيضا للدفاع عن البلاد، والمصالح القومية في أي هجوم». وأوضح أن القيادة الأميركية تملك أدوات للرصد والتحكم «سابير كوماند» بميزانية سنوية 3.4 مليار دولار، للتعرف عن مصدر الهجوم ومنفذيه بما يعزز القدرات الرادعة للوسائل الإلكترونية ومعرفة الجهة التي يستهدفها إذا وقع هجوم واسع. وقال: «مهمتنا هي الدفاع عن الأمة، وردع أي محاولة، ونحن نأخذ إجراءات حاسمة لحماية مواطنينا، وقد قمنا بذلك في الماضي، في عمليات في البر والبحر والجو، وفي هذا القرن الجديد، فإنه يتعين على القوات المسلحة الأميركية الدفاع عن الأمة في الفضاء الإلكتروني أيضا». وطالب وزير الدفاع بزيادة القدرة على تقاسم المعلومات بين الحكومة وشركات القطاع الخاص والشركاء الدوليين العاملين في مجال التجارة الإلكترونية حول تلك التهديدات لتعظيم القدرات المشتركة وردع تلك الأنشطة، وقال: «الشركات لديها مصلحة أكبر في توفير الأمن الإلكتروني لكي تطمئن إلى بنية تحتية سليمة وآمنة. وللدفاع عن هذه الشبكات على نحو أكثر فاعلية علينا تبادل المعلومات بين الحكومة والقطاع الخاص حول التهديدات في الإنترنت». وطالب الكونغرس بالتصويت على قانون لضمان ذلك.

وتتولى وزارة الدفاع الأميركية مسؤولية حماية الشبكات العسكرية، كما تتولى حماية الشبكات المدنية بدعم من وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالية. وأشار مسؤول كبير بوزارة الدفاع للصحافيين (طلب عدم الكشف عن هويته) إلى أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من محاولات لهجمات إلكترونية من روسيا والصين وإيران التي تمتلك قدرات متزايدة في هذا المجال. وقال: «إن وزارة الدفاع تتخذ كل الإجراءات الضرورية للتصدي لكل الذين يريدون مهاجمتنا». وأشار إلى أن السلطات الأميركية تعتقد أن قراصنة إيرانيين مدعومين من الحكومة بطهران وراء الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي تعرضت لها شركات النفط والغاز في منطقة الخليج العربي. وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن خطاب بانيتا يهدف لرفع مستوى الاهتمام والنقاش داخل الولايات المتحدة حول تطوير قدرات وزارة الدفاع الأميركية ليس فقط للدفاع ضد الهجمات، بل للقيام بتنفيذ هجمات استباقية ضد الخصوم على شبكات الإنترنت. ولمحت الصحيفة إلى أن البنتاغون نفذ بالفعل هجمات ضد الخصوم دون أن يعلن ذلك رسميا. وأشارت إلى دور البنتاغون في شن هجمات متطورة على أنظمة الكومبيوتر التي تقوم بتشغيل المفاعلات النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم.