أحمد الحريري لـ «الشرق الأوسط»: لم يعد مقبولا زج البلد في نزاعات مع إسرائيل أو غيرها على توقيت إيراني أو سوري

رئيس الجمهورية ردا على نصر الله: نحتاج لاستراتيجية دفاعية تحدد آلية إصدار القرار باستعمال قدرات المقاومة

TT

لاقى تبني أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لإطلاق طائرة الاستطلاع التي خرقت الأجواء الإسرائيلية الأسبوع الماضي، واعترافه بوجود مقاتلين للحزب يحاربون في قرى حدودية متداخلة، جملة من ردود الفعل في الداخل اللبناني، منها ما رحب بالقدرات العسكرية الجديدة للمقاومة، ومنها ما اتهم نصر الله بمحاولة جر لبنان لصدام مع إسرائيل، كما فعل عام 2006.

الموقف اللبناني الرسمي عبر عنه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الذي اعتبر أن «عملية إرسال طائرة من دون طيار فوق أراضي العدو الإسرائيلي تظهر مدى الحاجة إلى إقرار استراتيجية دفاعية تنظم مسألة الإفادة من قدرات المقاومة للدفاع عن لبنان، ووضع آلية لإصدار القرار باستعمال هذه القدرة بما يتلاءم مع خطط الجيش واحتياجاته الدفاعية والمصلحة الوطنية حصرا في أي ظرف من الظروف»، مشددا في الوقت عينه على أن «الخروق الإسرائيلية اليومية للسيادة والأجواء اللبنانية هي موضع شكاوى لبنان الدائمة إلى مجلس الأمن والتي أصبح ملحا اليوم وقفها فورا ووضع حد لها تطبيقا للقرار 1701 وحفظا للسلم والأمن في المنطقة».

بدوره، اعتبر أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أن حزب الله يحاول حاليا «شد عصب جمهوره دينيا وعسكريا بعدما كان قد أربكه في الآونة الأخيرة بعناوين لا تمت بأي صلة للمبادئ التي يؤمن بها»، لافتا إلى أن «تنظيمه للمظاهرات المنددة بالفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم) وبعدها إرسال طائرة الاستطلاع إلى إسرائيل، عمليتان تصبان في مسعاه للتعمية على دوره في دعم النظام السوري في الداخل». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد مقبولا زج البلد في نزاعات مع إسرائيل أو غيرها على توقيت إيراني أو سوري، كما لم يعد ممكنا أن تستمر الأمور على ما هي عليه في غياب استراتيجية دفاعية لبنانية صرف».

ورأى الحريري أن «الحشرة» التي يعاني منها حزب الله حاليا سببها الأساسي انهيار النظام السوري، لافتا إلى أن إرسال الطائرة إلى إسرائيل هدفه القول بأن «حزب الله يركز على عمله العسكري والمقاوم ويطوّر من قدراته للتعمية على مشاركته في معارك» سوريا.

في المقابل، تحدث نائب الأمين العام، لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عن «حملة ضد حزب الله في لبنان»، واصفا إياها بالـ«ضوضاء، التي كلما زادت أكثر فأكثر فهذا يعني أننا أنجح فأنجح»، معتبرا أنه «لو كان حزبنا يلتزم الخط السياسي الآخر، الذي هو مع أميركا وإسرائيل، لأبقوا معه السلاح وزادوه سلاحا».

ورأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا، أن «كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ظل التراجعات التي يسجلها محوره الإقليمي وحزبه في الإمساك بجمهوره في الداخل، هو لطمأنة هذا الأخير وليس اللبنانيين». وأكد زهرا أن كلام نصر الله «يخلق حذرا لدى بقية اللبنانيين من أن يعمد، بطلب من النظام الإيراني أو السوري، إلى افتعال حرب في مكان ما، لتخفيف الضغط عنهم وإعادة اكتساب مشروعية المقاومة، بعدما تحولت إلى الهجوم للدفاع عن النظام السوري أو عن المشروع الإيراني الإقليمي انطلاقا من لبنان».

من جهته، أشار عضو كتلة «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون إلى أن «سلاح حزب الله قائم، لأن هناك وضعا استثنائيا ويجب التعاطي معه أيضا باستثنائية»، مضيفا «لذلك لا يجوز التوقف في كل مرة عند الكلام الذي يصدر عن قيادات حزب الله أو السيد حسن نصر الله في هذا الموضوع». وقال عون «لا يمكن القول الآن لكل اللبنانيين تعالوا لحل هذه المشكلة المتمثلة في وجود السلاح، لأن هذا الموضوع ليس متعلقا بلبنان فقط بل له علاقة بإسرائيل وبالمنطقة ككل»، مؤكدا «اننا في لبنان أمام مشكلة كبيرة اسمها إسرائيل، وأخرى اسمها توطين الفلسطينيين، وحل هاتين القضيتين لن يكون سهلا». وردا على سؤال، أجاب «يمكن أن تحصل أشياء يقوم بها حزب الله تشكل لنا إحراجا ضمن بيئتنا».