مليون نازح في سوريا يستعدون لشتاء قارس

عمال الإغاثة: مئات الآلاف يحتاجون إلى المساعدات بشكل عاجل

TT

في حديقة متربة بشمال دمشق تستعد فاطمة بدر لوضع مولودها دون رعاية طبية ولا سقف يغطيها وبعيدا عن منزلها الذي فرت منه عندما قصفت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بلدتها التي تقع شرق العاصمة السورية.

وتعيش 20 أسرة من النازحين بسبب العنف الذي يجتاح سوريا إلى جوار فاطمة في الحديقة الفقيرة في حي البرزة بعد أن فروا من مدينة حمص أو من معاقل المعارضة شرق دمشق.

ويعيش هؤلاء النازحون معرضين للظروف الطبيعية القاسية ويعتمدون على المساعدات وهم الجزء الظاهر من موجة من البشر اقتلعوا من منازلهم حيث اضطر كثيرون إلى النزوح أكثر من مرة مع تغير خطوط القتال في الصراع السوري بشكل مستمر. حسب رويترز.

وبينما فر 300 ألف شخص من البلاد وسجلوا أنفسهم لاجئين نزح أكثر من مليون شخص عن ديارهم داخل سوريا. ولجأ بعضهم إلى أصدقاء أو أقارب في مناطق أكثر أمنا بينما تكدس آخرون في بنايات عامة كالمدارس، بينما بقي بعضهم في العراء.

وتقول جماعات الإغاثة الإنسانية إن الشتاء الذي أصبح على الأبواب سيزيد من معاناة النازحين، وقالت فاطمة بدر «أعتقد أنني سأضع مولودي بعد أسبوعين أو ثلاثة وأنا خائفة من الولادة في المتنزه». وكان زوجها يبيع الخضراوات في بلدة دوما التي قصفها الجيش في حملته لطرد المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالأسد.

وأضافت فاطمة «لا يوجد طبيب وأنا سألد في العراء. أتمنى أن يأتي أحد بخيمة أو أجد قابلة لتساعدني حتى لو لم أذهب إلى المستشفى».

وبالنسبة لفاطمة ومثلها من المعدمين الذين لا يعملون في الغالب تكون التكاليف الزهيدة التي تحصلها المستشفيات الحكومية مقابل عملية الوضع فوق طاقتهم. ويعيش عدد آخر من العائلات إلى جانبها في المتنزه في حي البرزة منذ أسابيع. وفر هؤلاء من حمص إلى بلدة يبرود شمال العاصمة ثم اضطروا للفرار مرة ثانية تحت وطأة الهجمات. واختبأ آخرون خلال الصيف في مدرسة في البرزة قبل أن يضطروا للرحيل عندما بدأ العام الدراسي الشهر الماضي.

وبعيدا عن الضوء المسلط عليهم في مخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا لم يجد النازحون داخل سوريا نفس درجة الاهتمام رغم الإلحاح المتزايد لاحتياجاتهم.

وإلى جانب السنة الذين يفرون من الهجمات على المناطق التي يشتبه في أنها تؤوي مقاتلين معارضين فقد رحل عشرات الآلاف من العلويين من مناطق الصراع إلى محافظتي طرطوس واللاذقية على البحر المتوسط. ويقول عمال الإغاثة إن مئات الآلاف يحتاجون إلى المساعدات بشكل عاجل. وقال ايتي هيجينز نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في سوريا «الجو شديد البرودة في الشتاء. ليس لديهم مأوى ملائم وليست لديهم أغطية».

وتشتري اليونيسيف 75 ألف بطانية وملابس للشتاء إلى جانب حضانات وبطاطين أطفال وعشرة آلاف قطعة من البلاستيك الواقي من المياه. لكن هيجينز قال: «ما لدينا لا يكفي. نحن نتحدث عن نحو 600 ألف طفل نزحوا عن ديارهم ونحن نشتري ملابس لعدد 75 ألفا منهم».

وبينما تعيش أعداد قليلة من النازحين في العراء مثل فاطمة بدر أظهرت إحصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية السورية أن 109 آلاف شخص يعيشون في 386 مركز تجمع في أنحاء البلاد بينما يعيش الآخرون عند عائلات مضيفة.

ومع تواصل القتال في أنحاء سوريا بما في ذلك القتال في حلب كبرى المدن السورية وحمص بوسط البلاد ودير الزور في الشرق من الممكن أن يزيد عدد النازحين خلال الأشهر القادمة مما يجعل جهود الإغاثة الحالية محدودة للغاية. وقال هيجينز «إنه غير كاف حقا، لذا فنحن نبحث بشدة عن المزيد من التمويل».