تركيا تطارد المتاحف لرد آثارها الفنية

في حملة تسببت في إثارة غضب بعض أكبر متاحف العالم

TT

تمكنت حملة شرسة أطلقتها تركيا خلال الأشهر الأخيرة لاسترداد آثار تقول إنها تعرضت للنهب، من إعادة تمثال قديم لأبي الهول والكثير من الكنوز الذهبية التي تنتمي إلى الماضي العريق لهذه المنطقة، إلا أنها تسببت أيضا في إثارة غضب بعض أكبر المتاحف في العالم، التي وصفت هذه الحملة بأنها ابتزاز ثقافي. وفي أحدث هجمة من هذا النوع، قام المسؤولون الأتراك هذا الصيف برفع دعوى جنائية أمام المحاكم التركية للمطالبة بإجراء تحقيق في ما يقولون إنه كشف غير قانوني عن 18 قطعة أثرية معروضة حاليا ضمن مجموعة نوربرت شيميل في «متحف المتروبوليتان للفنون».

ويذكر المسؤولون الأتراك أن المدير العام للأوقاف الثقافية والمتاحف في تركيا، مراد سوسلو، قام العام الماضي بإرسال إنذار إلى المسؤولين في «متحف المتروبوليتان للفنون» مفاده: «أثبتوا مصدر التماثيل الأثرية والأواني الذهبية الموجودة في المجموعة، وإلا فقد تتوقف تركيا عن إعارة الكنوز إليكم». وتقول تركيا إن ذلك التهديد قد دخل بالفعل حيز التنفيذ. وصرح سوسلو - وهو في الأصل عالم آثار - في حوار أجري معه «نحن نعلم بنسبة 100 في المائة أن هذه المعروضات في متحف المتروبوليتان للفنون جاءت من الأناضول (وهي المنطقة التركية المعروفة بأطلالها العتيقة). لا نريد سوى استرداد ما هو حق مستحق لنا».

وهذه المحاولات من جانب تركيا أثارت جدلا دوليا حول من يمتلك الآثار بعد قرون من خروجها من الحدود، حيث تقول متاحف مثل «متحف المتروبوليتان للفنون» و«متحف غيتي» و«متحف اللوفر» و«متحف برغامون» في برلين إن رسالتها بعرض الكنوز الفنية العالمية تقع تحت الحصار بسبب الأساليب التي تتبعها تركيا. ويقول مديرو المتاحف إن الدافع وراء إعادة هذه الآثار هو تغيير الممارسات المتعارف عليها، مثل اتفاقية تابعة لمنظمة اليونيسكو وقعت عليها معظم البلدان تسمح للمتاحف بالحصول على القطع الأثرية التي كانت خارج بلدانها الأصلية قبل عام 1970. ورغم أن تركيا صدقت على هذه الاتفاقية عام 1981، فهي تستشهد الآن بقانون صدر عام 1906 يعود إلى العصر العثماني - كان يمنع تصدير الآثار والتحف - في محاولة للحصول على أي آثار خرجت من تركيا بعد هذا التاريخ.

وتقول تركيا إن السرقة وأعمال السلب والنهب شيء خاطئ وغير مقبول، بغض النظر عن وقت حدوثه. وفي تعليقه على ذلك يقول وزير الثقافة التركي أرطغرل جوناي: «الآثار والتحف الفنية، مثلها مثل الإنسان والحيوان والنبات، لها روح وذكريات تاريخية، وعندما تعود إلى موطنها الأصلي مرة أخرى يعود التوازن إلى الطبيعة».

ولا تعد تركيا هي الدولة الوحيدة التي تطالب بعودة الآثار التي خرجت من حدودها في الماضي، حيث تقدمت مصر واليونان بطلبات مماثلة إلى المتاحف، كما أقنعت إيطاليا «متحف المتروبوليتان للفنون» بأن يعيد إليها وعاء قديما يعرف باسم «يوفرونيوسكراتر» في عام 2006.