كندا ترفض دخول القس جونز

حرق نسخا من المصحف الشريف

TT

منعت الحكومة الكندية القس الأميركي تيري جونز، الذي حرق، قبل سنتين، نسخا من المصحف الشريف من دخول أراضيها. وكانت الإذاعة الكندية (سي بي سي) أعلنت أن جونز منع، يوم الخميس، من الدخول على الأميركية الكندية في وندسور (مقاطعة اونتاريو). وأن سبب المنع هو «مخالفة قانونية سابقة».

وصرح جونز للإذاعة نفسها أنه سيسعى للحصول على مشورة قانونية بشأن الطعن في قرار منعه من دخول كندا، الذي قال إنه «تصرف خطير» ضد حرية التعبير. وأضاف: «سنتوجه عائدين إلى فلوريدا، وسندرس هل سنستأنف أو لا».

وقالت الحكومة الكندية إنها لا تعقب على الحالات الفردية، وإن مسؤولي الجوازات في الحدود «يتخذون قرار دخول أي فرد على أساس كل حالة منفردة عن غيرها».

وقالت جولي كارميكل، المتحدثة باسم وزير الأمن الكندي: «كل شخص يسعى لدخول كندا يجب أن يثبت أنه يفي بمتطلبات دخول البلاد».

وكان مقررا أن يشارك جونز في مناظرة يشارك فيها إمام مسجد في تورنتو، وزعيم من السيخ، وكاتب مسلم، مساء الخميس في مقر الهيئة التشريعية لمقاطعة اونتاريو في تورنتو.

وكان جونز، الذي يرأس كنيسة صغيرة في فلوريدا، فجر موجة احتجاجات في أفغانستان قبل عامين عندما حرق نسخا من المصحف بمناسبة الذكرى السنوية للهجمات التي شنت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001 ومؤخرا، روج جونز لفيلم «براءة المسلمين» المسيء إلى النبي محمد.

وفي بداية السنة، كان جونز، بعد أكثر من سنة من نداء من الرئيس باراك أوباما له ألا يحرق القرآن الكريم، عاد إلى التظاهر ضد الإسلام. ونظم مظاهرة مع أتباعه أمام مسجد في ولاية ميشيغان. وقال لهم إن «الهدف الوحيد للإسلام هو السيطرة على العالم». وطالب الأميركيين بـ«استعادة أميركا».

وكان نحو 20 من أنصار جونز اشتركوا في المظاهرة في مدينة ديربورن، بالقرب من ديترويت (ولاية ميشيغان)، وفيها أكبر تجمع للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة. وحملوا لافتات كتبت باللغتين الإنجليزية والعربية تقول «لن نستسلم» (إشارة إلى الاستسلام للإسلام) أثناء إلقاء جونز لكلمته أمام المركز الإسلامي الأميركي.

وفي كلمته، قال جونز إنه يشعر بالقلق من زيادة عدد السكان المسلمين في منطقة ديترويت والولايات المتحدة. ويشعر بالقلق من أن هذا سيؤدي إلى اضطهاد غير المسلمين. وأضاف «في أي مكان يتوجه إليه المسلمون في أنحاء العالم، يفرضون أجندتهم علي المجتمع. يجب أن نستعيد أميركا».

وأدت مظاهرة جونز إلى فرض السلطات الأميركية إجراءات أمن مشددة حول المركز. ونظمت مجموعة صغيرة احتجاجا ضد القس وجماعته. لكن، طلب المسؤولون المسلمون في المنطقة عدم التظاهر وعدم التصادم.

وقبل ذلك بسنة، كان جونز تحدى مسلمي مدينة ديربورن أيضا، وألقى خطابا عدائيا أمام المركز. وأمر قاضي المدينة بوضع القس جونز في السجن لفترة قصيرة. وأمره بالابتعاد عن المسجد لثلاث سنوات. إلا أن القاضي عاد وألغى هذا القرار.

في السنة قبل الماضية، في ذكرى هجوم 11 سبتمبر (أيلول)، ظهر الرئيس أوباما في أكثر من قناة تلفزيونية أميركية، وناشد القس ألا يحرق المصحف الشريف كما كان القس وعد. وقال أوباما: «إذا كان القس جونز يشاهدني الآن، ليعرف أنني أتحدث بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية». وكرر أوباما ما كان قال الجنرال ديفيد بترايوس، في ذلك الوقت، قائد القوات الأميركية (وقوات حلف الناتو) في أفغانستان، بأن حرق القرآن سيثير المشاعر، و«يهدد جنودي».

ورغم أن القس تراجع، استمر ينظم المناسبات العدائية. في ذلك الوقت، قال لوك جونز، نيابة عن والده: «حتى لو اضطررنا للإلغاء، لا بأس، كانت مبادرة جيدة جدا لأن الناس في الولايات المتحدة يخافون من الإسلام».

وتظل الكنيسة مركز مظاهرات مؤيدة ومعارضة. ولا تزال لافتات معلقة عليها تقول «الإسلام من الشيطان».