معارضون سوريون يردون على نكران نصر الله القتال إلى جانب النظام

صبرا : مشاركة حزب الله لا تحتاج لبراهين

TT

رد معارضون سوريون على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أنكر، أول من أمس، انخراط عناصره في القتال في سوريا، معتبرين أن «إنكار نصر الله الانخراط في القتال إلى جانب النظام، تدحضه صور تشييع جثامين عناصره»، مشددين على «رفض تهديد أي لبناني»، متمنين على اللبنانيين «البقاء على حياديتهم».

ورأى المتحدث باسم المجلس الوطني السوري جورج صبرا، أن مشاركة حزب الله في القتال «لا تحتاج إلى براهين جديدة طالما أن حزب الله شيع مقاتلين له سقطوا في سوريا»، متسائلا: «لا أعرف لأي سبب هم موجودون في سوريا؟»، وردا على نصر الله الذي أكد أن هؤلاء لبنانيون موجودون في سوريا منذ سنوات، وتعرضوا مؤخرا للخطر، اعتبر صبرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن ما قاله نصر الله «هو حكاية ألفها لتبرير انخراطه في القتال إلى جانب النظام»، وأوضح أنه «حتى لو أنكر حزب الله ذلك، فإنه داخل المعركة بدليل انخراط إيران التي اعترفت بذلك، ولا يختلف اثنان على أن حرب إيران هي حرب حزب الله حكما».

وتمنى صبرا على اللبنانيين «أن يبقوا خارج الصراع الدائر في سوريا، ويحافظوا على لبنانيتهم وحيادهم، ولا يدخلوا في هذا المسار الصعب»، مؤكدا أن «الثورة سامية، وأهدافها نبيلة، وستحرر اللبنانيين، كما السوريين، من سطوة هذا النظام الأمني والدموي على السياسة اللبنانية التي تحكم بها على مدى عقود، اختبروا خلالها سلوكه». وفي حين رد نصر الله على التهديدات التي صدرت عن بعض المعارضين بأنهم سينقلون المعركة إلى الضاحية الجنوبية، بالقول إن «الافتراء والتهويل لا ينفع معنا»، محذرا: «ما حدا يجربنا»... رفض صبرا أي تهديد «بحق أي لبناني أو أي أحد آخر»، مشددا على أن «الشعب السوري الآن ليس بوارد الالتفات لأي شيء يبعده عن هدفه المركزي، وهو إسقاط النظام ورئيسه بشار الأسد». وأكد: «إننا نريد إخراج المنطقة من لغة التهديد الذي لطالما اعتمدته الأنظمة الأمنية وخصوصا نظام الأسد»، مشيرا إلى «أن التهديد لم يحصل، ولن يحصل، ولا يمكن للثوار أو لأي فرد من الجيش السوري الحر أن يهدد اللبنانيين». وأضاف: «أهداف الثورة النبيلة، تجعلها بمنأى عن اعتماد لغة التهديد والوعيد والسجون التي اختبرها اللبنانيون والسوريون على حد سواء».

من جهته، رأى الناطق الرسمي باسم الهيئة العامة للثورة السورية بسام جعارة أنه «لا يجوز لحزب مقاوم أن ينخرط في حرب قذرة يقودها النظام ضد شعبه»، مؤكدا في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «إذا تورط حزب الله أكثر في هذه الحرب كما يهدد نصر الله، فإنه سيولد ردود فعل قاسية على ممارسات حزب الله»، كما أنه «سيجلب كارثة كبرى على اللبنانيين والسوريين والمنطقة، وسينظر إليه الجميع على أنه ميليشيا طائفية تقتل الشعب السوري».

ورأى جعارة أن نكران نصر الله مشاركته في الحرب «يشبه نكران الأسد أن جيشه يقتل الأطفال ويرتكب الجرائم»، مشيرا إلى أن «عناصر حزب الله شوهدوا يقاتلون في ريف حمص، وهذا ليس سرا، حيث قاتل لبنانيون إلى جانب النظام في القرى المتاخمة للحدود اللبنانية». وتوجه إلى نصر الله بالقول: «أهالي القصير الذين استضافوا اللبنانيين في حرب يوليو (تموز)، لا يستحقون قصفهم والمشاركة في قتلهم في حرب قذرة». واعتبر جعارة أن حزب الله «ليس صاحب القرار في المشاركة في الحرب إلى جانب النظام»، موضحا أن الذي قرر القتال «هو الولي الفقيه في إيران، وحزب الله عليه أن ينفذ القرار ويقاتل إلى جانب عناصر الحرس الثوري الذين كشف عن وجودهم داخل سوريا»، ودعا نصر الله «لعدم زج نفسه وحزبه في معركة ليست معركته»، مشددا على أن استمرار الحزب في القتال إلى جانب النظام «سيؤثر على العلاقة المستقبلية بين لبنان وسوريا، وعلى العلاقة بين الطوائف المتنوعة التي تسكن البلدين». وأكد جعارة أن «سقوط الأسد لا يعني سقوط نظام الممانعة»، لافتا إلى أن «السوريين قاتلوا في فلسطين من الثلاثينات». بدوره، لفت مصدر قيادي في المعارضة السورية إلى أنه «يتم حاليا التعاطي مع حزب الله بناء على موقفه السياسي من الأزمة الذي يصب في خانة دعم النظام الذي يقتل شعبه».