مفاوض إسرائيلي سابق: غرض المفاوضات السرية سلخ سوريا عن إيران

واشنطن تؤكد المفاوضات غير المباشرة حول الجولان

TT

أكدت وزارة الخارجية الأميركية ما نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك أشرفا على مفاوضات سرية غير مباشرة بشأن هضبة الجولان المحتلة مع نظام بشار الأسد، توقفت مع اندلاع الربيع العربي، لكن المتحدثة رفضت الخوض في التفاصيل.

وقالت فيكتوريا نولاند إنه، وقبل انفجار الوضع في سوريا، حاولت الولايات المتحدة إعادة إحياء المفاوضات بين تل أبيب وسوريا.

وقالت نولاند في مؤتمر صحافي: «كما تعلمون، فإن هدفنا الدائم هو تحقيق سلام شامل بين إسرائيل وجميع جيرانها».

وأضاف: «وقبل انفجار العنف في سوريا كانت هناك جهود في محاولة لدعم الاتصالات بين المسؤولين السوريين والإسرائيليين، وكانت هذه من صلاحيات جورج ميتشل مبعوث السلام السابق».

وأكد ذلك مسؤول إسرائيلي سابق. وقال ميخائيل هيرتزوغ رئيس سابق لطاقم العاملين بوزارة الدفاع الإسرائيلية، الذي شارك في المحادثات، إن انتفاضات الربيع العربي تسببت في توقف المفاوضات. وأضاف، الليلة قبل الماضية: «لم يتم الاتفاق على أي شيء خلال هذه المحادثات».

وتابع: «كانت هناك قائمة تفصيلية بالطلبات الإسرائيلية التي كانت تهدف لأن تكون أساسا لاتفاق سلام»، مضيفا أنها تمحورت حول الترتيبات الأمنية والإطار الإقليمي.

واستطرد هيرتزوغ زميل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في إسرائيل أن «الفكرة كانت رؤية ما إذا كان يمكننا دق إسفين، في محور التطرف الذي يضم إيران وسوريا وحزب الله، من خلال إخراج سوريا من هذه المعادلة. وكانت الفكرة التالية هي السعي لتحقيق السلام مع لبنان».

وقال هيرتزوغ إنه دعي للمشاركة في المحادثات في عام 2010، على الرغم من تقاعده الفعلي من الجيش والحكومة. وجرت المحادثات حسب «يديعوت أحرونوت»، بوساطة فريديريك هوف، الذي تقاعد مؤخرا من وزارة الخارجية الأميركية، المنسق الخاص للبنان وسوريا، ودنيس روس المساعد الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط.

وأشار هيرتزوغ إلى أن إسرائيل قدمت قائمة مفصلة بالمطالب التي تشكل قاعدة لاتفاق السلام، تركزت على الترتيبات الأمنية والسياق الإقليمي. وقال: «كانت الفكرة هي رؤية ما إذا كنا سنتمكن من شق صف المحور الراديكالي لإيران وسوريا وحزب الله، بانتشال سوريا من المعادلة. وكنا ننوي بعد ذلك التوصل إلى اتفاق سلام مع لبنان. لكن الواضح أن الأسد لم يعط إشارات واضحة بشأن رغبته في الانفصال عن إيران، راعيته في المنطقة، ومن ثم كان نتنياهو يتحرك بحذر وشكوك في إمكانية موافقة الأسد».

ووفق هيرتزوغ، فإن المفاوضات لم تصل إلى مرحلة متقدمة. ومع بدايات عام 2011 اندلعت الاضطرابات في المنطقة وتداعت المحادثات.

قبل أكثر من عام على هذه المحادثات، حاول المسؤولون الأميركيون بشكل جدي جمع السوريين والإسرائيليين حول مائدة حوار. وفي بيان صحافي في يوليو (تموز) 2009 قال إيان كيلي، المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين إن هوف، الذي كان يعمل حينئذ في مكتب السيناتور جورج ميتشل المبعوث الخاص السابق للرئيس أوباما لـ«الشرق الأوسط»، يخطط لزيارة دمشق بعد زيارته لإسرائيل. وقال كيلي: «تأتي الزيارة ضمن الجهود المتواصلة التي يقوم بها السيناتور أو المبعوث الخاص ميتشل وفريقه للتوصل إلى سلام دائم في المنطقة».

وكانت صحيفة «إيديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أول من نشر تفاصيل المبادرة، وقالت إن نتنياهو وافق من حيث المبدأ على الانسحاب من كامل هضبة الجولان مقابل سلام شامل وكامل مع سوريا، يضمن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

وبدأت الاتصالات المكثفة في خريف عام 2010، الذي يتوافق تقريبا مع توقيت توقف المفاوضات مع الفلسطينيين. وشارك نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك في المحادثات غير المباشرة، وكان المسؤولون الإسرائيليون والخبراء الذين كانوا على اطلاع بالمحادثات على وشك توقيع اتفاق سري. غير أن مكتب نتنياهو نفى ذلك نفيا قاطعا.

وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إنه لم يعرب قط عن استعداده أو موافقته على الانسحاب من هضبة الجولان، مؤكدة أنه يعتبرها «ذخرا استراتيجيا لا يجوز التنازل عنه».