ناشطة مصرية تطالب في البرلمان الأوروبي بثورة عالمية ضد الظلم والاستبداد

شولتز يرد على أسماء محفوظ: ليس لدينا قادة مثل مبارك أو بن علي

الناشطة المصرية أسماء محفوظ خلال مشاركتها في جلسات البرلمان الأوروبي («الشرق الأوسط»)
TT

دار سجال بين الناشطة المصرية أسماء محفوظ، وهي أحد مؤسسي حركة 6 أبريل في مصر، ورئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز, على هامش نقاش جرى في مقر البرلمان الأوروبي ببروكسل تحت عنوان «أصوات من أجل الديمقراطية», تحت رعاية شولتز، وبمشاركة السوري علي فرزات، وأسماء محفوظ من مصر، وأحمد السنوسي من ليبيا. وخلال النقاش وجهت المصرية أسماء محفوظ دعوة إلى الشباب الأوروبي لمشاركة الشباب العربي والأميركي في ثورة عالمية ضد الظلم والاستبداد والقهر، وللمطالبة بالحرية والعدالة، وهي الدعوة التي رد عليها رئيس البرلمان الأوروبي بالقول إن الوضع في أوروبا مختلف عن الدول التي عرفت الربيع العربي، وقال شولتز: «الوضع مختلف لأنكم شاركتم في ثورات من أجل الحرية وضد الديكتاتوريات، أما نحن في أوروبا فلدينا مساحة أكبر من الحرية, ولا يوجد بين قادة أوروبا مبارك أو بن علي، على الرغم من تحفظي على سياسات بعض حكام أوروبا والجميع يعلم ذلك، إذن أنا أرفض المقارنة بين الوضعين وبين الظروف في بلدانكم والظروف هنا في أوروبا». فيما علقت الناشطة المصرية على كلمة رئيس البرلمان الأوروبي بالقول إنه إذا كانت أوروبا تنعم بالحرية والوضع يختلف لديها فلماذا المظاهرات التي تشهدها دول أوروبية، مثل إسبانيا واليونان وفرنسا والبرتغال؟ لقد خرجوا للشوارع للمطالبة بظروف اقتصادية ملائمة وبحريتهم، ثم عادت لتخفف من حدة لهجتها لتقول إنها لم تكن تقصد بدعوتها لثورة عالمية الخروج إلى الشوارع أو الشغب أو اشتباكات، بل ثورة ثقافية وتعليمية وترفع راية حرية. ولم يكن شولتز وحده الذي عبر عن رفضه لدعوة محفوظ بثورة جديدة؛ فقد رفض الحضور التصفيق أو إظهار التأييد لتلك الدعوة بعد أن انتهت أسماء من كلمتها، بينما صفقوا لها عندما خففت من حدة كلماتها وأوضحت أنها لا تقصد ثورة في الشوارع.

الشخصيات الأوروبية التي شاركت في النقاش اعترفت بوجود سوء توزيع للثروات في أوروبا, وفي الوقت نفسه لم يتم حتى الآن تحقيق تعاون حقيقي بين ضفتي المتوسط في عدة مجالات، مؤكدين على ضرورة التركيز على إنهاء مشكلة البطالة بين الشباب في الفضاء الأورومتوسطي. وعن الوضع في مصر قالت أسماء أمام الحضور: «في الانتخابات الأخيرة وجد الشعب نفسه أمام خيارين، إما النظام القديم أو (الإخوان)، والغالبية العظمى من الشعب اختارت (الإخوان) ظنا منهم أن (الإخوان) سيحررون البلاد من استبداد وسيطرة أميركا وإسرائيل على الأمور الاقتصادية والسياسية، بعد أن استغلت تلك الدول نظام مبارك لتنفيذ أجندة صهيونية لتدمير الشعب وسياساته، ولكن للأسف بعد انتخاب (الإخوان) عادت الصفقات تحت الطاولة، ويحاولون إخفاء ما يحدث بالتشدد الديني حتى يشغلوا الناس في صراعات انتهينا منها، مثل حقوق المرأة وحقوق الإنسان وغيرها، وللأسف الشديد بعض من حكام أوروبا يساعدونهم في ذلك على الرغم من أن أوروبا تعهدت بعد سقوط مبارك بعدم فعل ذلك مجددا».

وأضافت محفوظ: «إن أميركا وإسرائيل تحاولان عقد صفقات مع (الإخوان)، أو على الأصح مع قيادة (الإخوان)؛ لأن (الإخوان) جماعة كبيرة والقيادة فقط هي التي أعتبرها خانت القضية».

النقاش شارك فيه أحمد السنوسي من ليبيا، وعلي فرزات من سوريا، وهما مع أسماء، كانوا بين النشطاء الخمس الذين حصلوا العام الماضي على جائزة «سخاروف» التي يمنحها البرلمان الأوروبي لحرية الفكر والتعبير, وشاركهم في الفوز بالجائزة الشهيد التونسي محمد بوعزيزي والسورية رزان زيتونة. وجرى على هامش اللقاء منح رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات جائزته التي لم تسمح ظروفه وقت الاحتفال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالحضور لاستلامها. وجائزة «سخاروف» لحرية الفكر والتعبير للعام الحالي، التي يمنحها البرلمان الأوروبي للناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية التعبير، وقيمتها 50 ألف يورو، كان أبرز من حصل عليها الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الذي فاز بالنسخة الأولى من الجائزة، وهناك أيضا كوفي أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وأعقب ذلك فوز شخصيات عربية وإسلامية. والجائزة الأوروبية تحمل اسم «سخاروف» نسبة للعالم الفيزيائي والمنشق الروسي أندريه سخاروف، وخصصها البرلمان الأوروبي منذ 1988 للأشخاص والأفراد الذين يساهمون في النضال من أجل الحرية والديمقراطية.