قمة «الفرنكوفونية» تركز على الديمقراطية وحقوق الإنسان.. والأوضاع في الكونغو ومالي

الأمين العام للمنظمة ضيوف يدعو لتمكين أفريقيا من المكانة التي تستحقها في مجلس الأمن

TT

التقى زعماء الدول المتحدثة باللغة الفرنسية كليا أو جزئيا، أمس، بكينشاسا في قمة منظمة الدول الفرنكفونية، التي أكد خلالها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حقوق الإنسان، وأدان أثناءها الأمين العام لمنظمة الفرنكفونية، عبدو ضيوف، حرمان أفريقيا من «المكانة التي تستحقها» في مجلس الأمن الدولي.

ومن على منبر هذه القمة، أدان ضيوف مجددا «التأجيل إلى أجل غير مسمى» لإصلاح مجلس الأمن الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهي «الهيئات التي على أفريقيا أن تحتل المكانة التي تستحق فيها». وقال: «من خلال التصديق على السلطة التي أعلنها البعض بين الأكثر نفوذا، بصورة أحادية ليقرروا دون تشاور حقيقي مستقبل الجميع خصوصا الأشد فقرا، فإننا نهدد مرة أخرى استقرار وأمن العالم». وانتقد الرئيس السنغالي السابق سياسة «الكيل بمكيالين والتحدث بلهجتين» التي تسمح «بإدانة الخلل لدى البعض ونمتنع عن إدانته لدى البعض الآخر باسم المصالح التجارية أو الاستراتيجية».

وحضر 15 من زعماء الدول الـ75 الأعضاء في المنظمة في البرلمان الكونغولي، إضافة إلى مضيفهم الرئيس جوزيف كابيلا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولقي كابيلا، الذي أجرى محادثات مع هولاند في وقت سابق يوم أمس، تصفيقا حادا لدى وصوله البرلمان، إلا أن الشرطة اشتبكت في أماكن أخرى من المدينة مع عشرات المتظاهرين من المعارضة الذين تحدوا الحظر على الاحتجاجات، بحسب شهود عيان.

وهولاند، الذي أغضب كينشاسا سابقا عندما قال إن الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية غير مقبول بالنسبة للحقوق والديمقراطية والاعتراف بالمعارضة، كرر هذه النقطة قبيل بدء القمة. وقال هولاند عقب محادثات مع ممثلين من المنظمات الأهلية المعارضة إن «الفرنكفونية لا تقتصر على اللغة الفرنسية. إن التحدث بالفرنسية يعني التحدث عن حقوق الإنسان، لأن حقوق الإنسان كتبت بالفرنسية»، في إشارة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صاغه الثوار الفرنسيون. واعتبر أن الديمقراطية وحقوق الإنسان يشكلان إحدى «أولويات» الفرنكوفونية. وقال إن الأولوية «للديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام حرية التعبير وتأكيد أنه يحق لكل إنسان أن يختار قادته»، مقترحا استضافة أول منتدى للنساء الفرنكفونيات في فرنسا للتحقق من الترويج لهذه القيم. وأدان هولاند في وقت سابق «الهجمات الخارجية» في شرق الكونغو حيث يقاتل الجيش الكثير من الجماعات المسلحة في المنطقة الغنية بالمعادن، ودعا إلى تجديد وتعزيز مهمة الأمم المتحدة في البلاد.

وهيمن على القمة الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تشهد مناطقها الشرقية تمردا عنيفا ونزاعا عرقيا، وكذلك مالي حيث يسيطر الإسلاميون المتشددون على شمال البلاد.

وفي افتتاح القمة، انتقد كابيلا «الحرب الظالمة» التي فرضتها أطراف خارجية على شرق البلاد، دون أن يشير مباشرة إلى رواندا التي تتهمها كينشاسا والأمم المتحدة بدعم المتمردين هناك. وقال كابيلا: «بينما يبذل شعبنا الغالي والنفيس لتحسين ظروفه الحياتية، بدأت قوات تعمل لحساب مصالح خارجية منذ بضعة أشهر بتقويض استقرار بلادنا في إقليم شمال كيفو»، على الحدود الشرقية مع رواندا والكونغو. وغاب عن القمة رئيس رواندا بول كاغامي الذي تنفي بلاده التهم الموجهة إليها بتقديم الدعم العسكري للمتمردين في الكونغو الديمقراطية.

وفي وقت سابق من يوم أمس، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض المحتجين الذين شاركوا في مظاهرة محظورة ورشق بعضهم عناصر الشرطة بالحجارة. إلا أنه يتوقع أن يلتقي هولاند زعيم حزب المعارضة أيتين تشيسكيدي في وقت لاحق في كينشاسا. ويرجح أن تركز القمة التي تستمر حتى اليوم الأحد، على مستقبل منظمة الدول الفرنكفونية التي تسعى إلى ترسيخ وجودها منذ إنشائها في عام 1970.