الاعتقاد السائد في إسرائيل أن أولمرت الوحيد القادر على هزيمة نتنياهو

بمساعدة موفاز وليفني ولبيد

TT

يقول محللون ورجال سياسة وإعلام في إسرائيل إن الشخص الوحيد القادر على مواجهة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات المبكرة في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل، هو رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وذلك عبر تشكيل ائتلاف وسطي.

وكتبت صحيفة «معاريف» في هذا السياق أمس، تقول إن «الكثير من القيادات الإسرائيلية الكبيرة تدرك حقيقة الموقف، لكنها تتخوف من عدم استطاعة أولمرت العودة إلى الحياة السياسية، بسبب قضية أخيرة لم ينهها بعد». وترى «معاريف» أن أولمرت قادر على قيادة حزب «كاديما» من جديد، في ظل وجود متذمرين كثر من رئيسه الحالي شاؤول موفاز، ولأنه (أي موفاز) يمكن أن يتنحى جانبا بكامل رغبته.

وأمام أولمرت حسب الصحيفة سيناريوهان: الأول هو العودة لقيادة «كاديما»، ويدعمه في هذا زعيمة الحزب السابقة تسيفي ليفني والوزير السابق حاييم رامون. والسيناريو الثاني تشكيل حزب وسط جديد يضم ليفني ورامون اللذين بحثا ذلك حتى قبل أولمرت.

ويرى المحللون أن عودة أولمرت لـ«كاديما»، تعني بالضرورة عودة ليفني، وهما يحظيان بدعم كبير من رجال الجيش الذين سيشكلون جبهة قوية خلف أولمرت، من بينهم غابي أشكنازي، رئيس الأركان الأسبق الذي خرج على خلاف مع نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك، ومائير دغان رئيس الموساد السابق الذي يخالف سياساتهما أيضا.

وفوق ذلك، فإن أولمرت، قادر على التحالف مع حزب العمل وأحزاب اليسار وحتى الأحزاب العربية. والأهم أن شخصا مثل يئير لبيد، الذي يقود حزبا جديدا اسمه «هناك مستقبل»، ويتوقع أن يحقق نسبة جيدة في الانتخابات، مستعد للتحالف مع أولمرت، كما تقول «معاريف»، في سبيل استعادة إسرائيل ورمي القمامة إلى الخارج.

ويصب هذا التحليل في نفس السياق الذي خرجت به نتائج استطلاع أجراه مركز «سميث» الإسرائيلي للأبحاث، وأظهر أن ائتلافا أو حزبا يتزعمه أولمرت ويضم ليفني ولبيد وموفاز، سيفوز بـ31 مقعدا، بينما يحصل حزب «الليكود» على 27 مقعدا، ويأتي حزب «إسرائيل بيتنا» ثالثا بـ14 مقعدا، ويليه مباشرة في المركز الرابع حزب «العمل» بـ12 مقعدا، ثم «شاس» بـ11 مقعدا.

وبحسب الاستطلاع فإنه دون منافسة أولمرت وليفني فإن نتنياهو سيفوز بسهولة، وستكون نتائج الانتخابات مماثلة لسباق 2009، إلا أن «كاديما» سينخفض عدد مقاعده من 28 مقعدا إلى 5 مقاعد.

ويجري أولمرت الآن مشاورات قانونية وكثيرا من المشاورات مع قادة إسرائيل، من أجل حسم موقفه بالعودة إلى الحلبة السياسية، ويريد التأكد من أن أي شيء لن يعطل ترشحه إذا ما تم، وخصوصا القضية القانونية الأخيرة المتعلقة برشى في مشروع عقاري ضخم في القدس. وقالت «معاريف» إنه «يجري مسحا دقيقا الآن لأنه لا يريد أن يستغل خصومه أي قضية ضده».

والتقى أولمرت، ليفني وموفاز ورامون في سياق مشاورات سياسية، وكذلك وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وأضافت «معاريف» أن أولمرت أبلغ ليفني أن الشيء الأهم بالنسبة له الآن، هو مشاهدة شخص آخر يحتل مكان نتنياهو، الذي يتهمه بأنه يقود إسرائيل بشكل متهور. ويعتبر أولمرت، بحسب الصحيفة، أن كل يوم يمر على إسرائيل تحت حكم نتنياهو يغير من جوهرها كدولة ديمقراطية وليبرالية، ويؤذي سمعتها بشكل غير مقبول. ويعارض أولمرت سياسة نتنياهو إزاء العلاقة مع واشنطن، وسياسته المالية والاقتصادية.

وترى «معاريف» ومعها محللون أنه إذا نجح أولمرت في العودة فإن تشكيل تحالف قوي ضد نتنياهو وهزيمته سيكون سهل المنال.