الجيش الحر يطلق عملية السيطرة على الشمال

معركة معرة النعمان متواصلة.. والعثور على 100 جثة في ريف دمشق

TT

أطلق الجيش السوري الحر أمس معركة السيطرة على شمال سوريا، إذ كثف من عملياته في قرى ريف إدلب وريف اللاذقية، وشن عمليات للسيطرة على المناطق الاستراتيجية التي تربط مدينة حلب بالمحافظات المحيطة بها، بهدف قطع خطوط الإمداد عن الجيش النظامي، كما قال مصدر عسكري من الجيش الحر في إدلب لـ«الشرق الأوسط».

وتزامنت تلك التطورات مع شن المقاتلين المعارضين هجوما جديدا على معرة النعمان التي تعتبر ممرا إلزاميا للقوات النظامية لإيصال الإمدادات إلى حلب. بينما سجلت لجان التنسيق المحلية مقتل أكثر من 170 شخصا في حصيلة أولية، معظمهم في دمشق وريفها.

وأوضح رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد الركن مصطفى الشيخ أن القوات النظامية هوجمت بشراسة في جميع نقاط وجودها في المنطقة الشمالية أمس، مؤكدا أن العمليات في تلك المنطقة ستكون قاعدة انطلاق الثوار باتجاه محافظات ومدن أخرى مثل حمص وحلب وصولا إلى العاصمة دمشق، وأضاف: «هذه العمليات ستكون البداية، بعد أن أثبت الشعب السوري أنه شعب عظيم، يمتلك إقداما يفوق التصور على الموت في سبيل الحرية، نتيجة تخاذل المجتمع الدولي وتقاطع مصالحه مع النظام التي أدت إلى سكوته على الجرائم والمجازر».

وأكد الشيخ أن الثوار أنهوا أمس معركة ضخمة في منطقة بداما الحدودية في محافظة إدلب، إذ أجهزوا على الفوج 35 وحدات خاصة المعزز، وقوامه 1950 جنديا نظاميا، وذلك خلال أسبوع. وأوضح أن الثوار قضوا على الفوج بأكمله، واستطاعوا سحقه، وأسروا 400 عنصر منه، كما غنموا آلياته وعتاده العسكري. وأضاف: «باتت المنطقة الممتدة من جسر الشغور باتجاه صلنفة آمنة، باستثناء منطقة مقام النبي يونس؛ حيث امتدت المعارك إلى حدود اللاذقية غرب جسر الشغور.

وشن المقاتلون المعارضون أمس هجوما جديدا على معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطرون عليها في شمال غربي سوريا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية، أدت إلى مقتل مقاتل معارض وإصابة 18 آخرين بجروح».

وهي المرة الثانية خلال يومين التي يحاول المقاتلون خلالها اقتحام المعسكر الأكبر في منطقة معرة النعمان، والذي يحاصرونه منذ أيام عدة. ولجأت القوات النظامية السبت إلى الطيران الحربي لصد محاولة مماثلة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المقاتلين يحاولون تعزيز سيطرتهم على مناطق في شمال غربي سوريا، بعد استحواذهم على مجمل مدينة معرة النعمان باستثناء حاجز واحد للقوات النظامية، علما بأن هذه المدينة تشكل ممرا إلزاميا لتعزيزات القوات النظامية المتجهة إلى حلب.

ومن إدلب أيضا، أفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط قذائف هاون في أريحا والقرى المحيطة بها في إدلب، مشيرة إلى قصف خان شيخون في المحافظة. وذكرت أن دمارا هائلا وانفجارات لا مثيل لها سمعت في المنطقة جراء استخدام قوات النظام طائرات «السيخوي 24» القاذفة لأول مرة بالقصف على قرى كفر سجنه وحيش والركايا وجبالا.

من جهته، قال الشيخ لـ«الشرق الأوسط»: «كل المؤشرات الميدانية تقود إلى أن النظام بدأ يضعف، ويتهاوى، نتيجة للحرب الطويلة التي استنزفته». وأضاف: «وقد رصدت مشاعر الثوار خلال ثلاثة أيام قضيتها معهم وعدت أمس أن الشعب بات يحمل موروثا كبيرا من الحقد على النظام الذي يمعن في القتل وإحراق المئات مم الأحراج في منطقة إدلب وريف اللاذقية».

وفي دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن معظم القتلى أعدموا ميدانيا على يد الأمن السوري في حي القدم بدمشق. وأحصت لجان التنسيق المحلية في دمشق وريفها أمس أكثر من 170 قتيلا، مشيرة إلى أن من بين القتلى «100 عثر عليهم في المشفى الوطني بين داريا والمعضمية». وأفادت اللجان عن حملة اعتقالات في كفرسوسة في دمشق، وحملة دهم في أحياء جوبر والميدان وحرستا. بينما ذكر ناشطون أن مناطق من الغوطة الشرقية تعرضت لقصف عنيف بالمدفعية، كما شهدت بعض الأحياء حملات دهم واعتقالات واسعة. أما حلب التي لم يهدأ القتال فيها منذ ثمانين يوما، فقد قصفت طائرات النظام الحربية محيط قلعة حلب بالرشاشات. وأفاد ناشطون عن قصف حي الصاخور بالطيران الحربي بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر وجيش النظام. من جهتها، ذكرت شبكة «سكاي نيوز» التلفزيونية أن حي الجديدة في حلب شهد اشتباكات بين القوات السورية وقوات الجيش الحر بينما استهدف قصف مدفعي منازل في المنطقة. ونقلت عن قائد كتيبة التوحيد في المدينة عبد القادر الصالح قوله إن صاروخا أطلقته القوات النظامية أصاب مقر الكتيبة التي تضم 6000 مقاتل. وأكد الصالح صمود مسلحي المعارضة على الرغم من الغارات الجوية التي تستهدف مراكزهم ورفض المجتمع الدولي إمدادهم بأسلحة مضادة للطيران. وذكرت أن مقاتلي المعارضة يتأهبون لخوض معارك مع الجيش للسيطرة على مركز الإذاعة والتلفزيون في حلب. ونظرا لتداخل الأحياء الحلبية ببعضها، يصعب معرفة نتيجة المعركة ومن يقترب من حسمها.