«هيومان رايتس ووتش»: قوات الأسد تستخدم القنابل العنقودية في الصراع

فراس طلاس: النظام يستخدم طيارين من كوريا الشمالية في قصف السوريين

TT

قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، أمس، إن قوات الحكومة السورية أسقطت قنابل عنقودية روسية الصنع على مناطق مدنية في الأسبوع الماضي، بينما تقاتل لانتزاع مكاسب حققتها المعارضة، في حين نقلت تقارير إخبارية عن رجل الأعمال السوري فراس طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق وشقيق العميد المنشق مناف طلاس، وجود أكثر من 50 طيارا من كوريا الشمالية يقاتلون إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، ويقومون بقصف المدن والسكان.

وذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير بحسب «رويترز» أن القنابل العنقودية أسقطت من طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر، وأن كثيرا من الغارات وقعت قرب الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب، والذي يقطع بلدة معرة النعمان في شمال غربي سوريا. واستولت المعارضة على معرة النعمان من أيدي قوات الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي لتقطع الطريق بين العاصمة دمشق وحلب كبرى المدن السورية، في حين تحاول القوات الحكومية استعادة المنطقة منذ ذلك الحين.

وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، إن من البلدات المستهدفة معرة النعمان والتمانعة وتفتناز وألتح، موضحة أن القنابل العنقودية استخدمت أيضا في مناطق أخرى في محافظات حمص وحلب واللاذقية، بالإضافة إلى مناطق قريبة من دمشق. وسبق أن نوهت «هيومان رايتس ووتش» باستخدام سوريا للقنابل العنقودية (التي تحظر أغلب الدول استخدامها) في يوليو (تموز) وأغسطس (آب).

وقال ستيف جوز، مدير الأسلحة في «هيومان رايتس ووتش»: «بدا استخفاف سوريا بسكانها المدنيين جليا من خلال حملتها الجوية التي تشمل فيما يبدو إسقاط هذه القنابل العنقودية الفتاكة على المناطق المأهولة». ووردت المعلومات الأولية بشأن استخدام هذه القنابل من تسجيلات مصورة نشرها على الإنترنت نشطاء المعارضة، غير أن محققي «هيومان رايتس ووتش» قالوا إنها أكدت الوقائع في مقابلات مع سكان من تفتناز والتمانعة القريبتين من معرة النعمان.

ولم تتوفر لدى المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها معلومات بشأن الضحايا.. والقنابل العنقودية روسية الصنع، لكن المنظمة تقول إنه ليس من المعروف كيف حصلت عليها سوريا أو متى حدث ذلك. وقال سكان إن طائرات هليكوبتر أسقطت قنابل عنقودية على بلدتيهم أو قريبا منهما يوم الثلاثاء الماضي. ونقلت «هيومان رايتس ووتش» عن مقيم في تقرير، أن إحدى القنابل سقطت على التمانعة فانطلقت منها شظايا صغيرة انتشرت في المنطقة بين مدرستين، وقال: «جمعنا القنابل التي لم تنفجر والتي لم تلمس مقدمتها الأرض».

ويأخذ السكان القنابل الصغيرة التي لم تنفجر كتذكارات وهو عمل بالغ الخطورة، حيث يمكن أن تنفجر عند أقل لمسة أو حركة، وأظهر تسجيل مصور بعض المدنيين وهم يحملون القنابل الصغيرة ويتجولون بها ويلقونها على الأرض، بينما قال جوز: «تشكل الغارات بالذخائر العنقودية والعتاد الذي لم ينفجر خطرا كبيرا على السكان المدنيين، الذين لا يدركون كثيرا على ما يبدو مدى سهولة انفجار هذه الذخائر الصغيرة».

إلى ذلك، أكد رجل الأعمال السوري فراس طلاس لوكالة الأنباء الألمانية مساء السبت وجود أكثر من 50 طيارا من كوريا الشمالية يقاتلون إلى جانب قوات نظام بشار الأسد ويقومون بقصف المدن والسكان. وقال: «وصل إلى سوريا في الآونة الأخيرة 50 طيارا حربيا من كوريا الشمالية ليقاتلوا إلى جانب نظام الأسد السفاح».

وأضاف طلاس الذي يعلن باستمرار دعمه للحراك العام ضد نظام الأسد الذي انشق عنه مع أخيه العميد في الحرس الجمهوري مناف طلاس ووالدهما العماد أول وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس، أنه «متأكد جدا من هذه المعلومات، حيث وصل الطيارون من كوبا إلى سوريا منذ نحو شهرين في مهمات قتالية حربية، إضافة للاستفادة من خبراتهم التدريبية».

ويتخذ طلاس مع عائلته من إحدى الدول الأوروبية الكبيرة مقرا لإقامتهم منذ انشقاقهم، وقال طلاس إن كل ما يقوم به «نظام بشار الأسد ومن معه من حلفاء هو خيانة للسوريين إلى يوم الدين».