الإنترنت لا تحتفظ بالمواد الأرشيفية طويلا.. وهناك أحداث اختفت إلى الأبد

دراسة أميركية تكشف عن سر ضعف الشبكة العنكبوتية

TT

كشفت دراسة أميركية عن الإنترنت أن الشبكة العنكبوتية لا تحتفظ بالمعلومات إلى الأبد، كما كان يعتقد البعض. وأوضحت الدراسة التي أجراها خبيران في الإنترنت بجامعة «أولد دومنيون» (ولاية فرجينيا) أن 27 في المائة من ملفات وسائل الاتصالات الاجتماعية، والصور، والفيديو، والمدونات، تتلاشى بعد عامين من وضعها على الإنترنت.

وأضاف الخبيران مايكل نيلسون وهاني صلاح الدين خليل، أن 11 في المائة من هذه المعلومات تختفي بعد عام، وأنها تختفي بمعدل 0.02 في المائة كل يوم.

وقال الخبير خليل لـ«الشرق الأوسط»، وهو مصري وطالب دكتوراه في الجامعة، إن البحث استغرق سنتين، وإنه تم البحث في أرشيف الإنترنت وأعمار محتوياته، وخلص البحث إلى أن صفحات في «تويتر» و«بلوغز»، مثلا تعمر أطول، بينما صفحات رئيسية ترتبط بها، مثلا: فيديو، وصور، أو كتابات شخصية عن أحداث مهمة، تختفي سريعا.

وقال إن الناس ربما لا يهتمون كثيرا بأن تبقى صورة حيوان وضعوها على الإنترنت لفترة طويلة، لكن ذاكرة الإنترنت ربما لا تحتفظ كثيرا بمعلومات مهمة مثل الثورة المصرية، أو الثورة التونسية، وأحداث ربيع العرب، وثورات وأحداث أخرى مهمة في تاريخ العالم، وذلك بسبب دور مواقع مثل «تويتر» و«فيس بوك» في الثورة المصرية وفي أحداث حدثت مؤخرا.

وفرق بين المعلومات في صفحات أساسية وبين معلومات عبارة عن روابط في مواقع مثل «تويتر» و«فيس بوك»، لكنه قال إن روابط صفحات التواصل فيها معلومات أساسية مهمة، وإن فقدانها لا بد أن يؤثر على جهود أرشفتها والاحتفاظ بها.

وحسب معلومات عن الإنترنت، تأسس أرشيف الإنترنت سنة 1996، ويعتقد أنه يحتوي على 160 مليار صفحة، ويستطيع أي شخص التفتيش أو البحث في محتوياتها.

وقال برويستار كاهلي، مؤسس أرشيف الإنترنت: «الإنترنت وسيلة النشر في عصرنا هذا»، وفقدان المعلومات المهمة فيه يشبه فقدان كل الروايات التي كتبتها الأجيال السابقة في أنحاء العالم، وأضاف: «لا نحتاج إلى أن نحتفظ بكل فيديو عن قطة، لكن هناك أشياء تستحق ليس فقط الاحتفاظ بها، ولكن، أيضا، أن تكون مصدرا معلوماتيا مهما وأن تتوفر هناك إمكانية البحث فيها»، وقال إن بيانات شخصية في شبكة «كومبيوسيرف» القديمة التي تعود إلى الثمانينات وبداية التسعينات اختفت، كما أنه لم تكن هناك تجهيزات أرشيفية لمواد مثل: صور شركة «كوداك» وصور «أميركا أون لاين» في ذلك الوقت، واختفت بعض المراسلات الشخصية من «ياهو جيوسيتي» القديمة، وكانت، في التسعينات، تشكل ثلث الاتصالات على الإنترنت.