اليمن: «القاعدة» تنفي مقتل الرجل الثاني في تنظيم جزيرة العرب

هادي يشيد بـ«ثورة الشباب» ونقابة الصحافيين تكشف عن عمليات تنصت بحق «المراسلين»

جنديان يمنيان يشاركان في احتفال مساء أول من أمس لإحياء الذكرى الـ49 لاستقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني (إ.ب.أ)
TT

نفى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل الرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري، كما أعلنت السلطات اليمنية، الشهر الماضي، في وقت أثنى فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على «ثورة الشباب» التي أطاحت بسلفه علي عبد الله صالح، وكشفت نقابة الصحافيين عن إجراءات غير قانونية تتخذ بحق الصحافيين العاملين مع وسائل إعلام دولية من قبل أجهزة لم يتم الإفصاح عن هويتها صراحة.

وبثت «القاعدة» تسجيلا صوتيا، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، على موقعها على شبكة الإنترنت المعروف بـ«صدى الملاحم»، نفت فيه مقتل سعيد الشهري المكنى بـ«أبو سفيان الأزدي»، بعد أن أوردت السلطات الرسمية اليمنية معلومات، الشهر الماضي، قالت إنه قتل مع عدد من قيادات «القاعدة» في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في إحدى مناطق محافظة حضرموت بجنوب شرقي البلاد، وأكد التسجيل أن القتيل يحمل لقب الشهري وليس الشهري الذي زعمت السلطات اليمنية أنه قتل، واعترف التسجيل الصوتي بمقتل عدد من قيادات التنظيم في ضربات جوية أميركية استهدفت محافظات حضرموت، شبوة ومأرب.

ويقول الخبير في شؤون تنظيم القاعدة والإرهاب، سعيد عبيد الجمحي لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات اليمنية «قد تكون أخطأت في تصريحها بمقتل الشهري والتبس عليها الأمر، لكن مجمل من تحدثت عن مقتلهم اعترف التنظيم بمقتلهم فعلا»، ويعتقد الجمحي أنها المرة الأولى التي يحدث فيها ما يشبه التوافق على المعلومات بين السلطات الحكومية اليمنية وتنظيم القاعدة بشأن المعلومات التي تعلن، وليس كما في مرحلة النظام السابق، حيث يعلن عن مقتل أشخاص ثم يتضح أنهم ما زالوا أحياء، ويعتبر الجمحي ذلك يعد «تحولا نوعية المعلومات التي تقدمها السلطات اليمنية وفي الأداء الإعلامي في ظل النظام الجديد، لأن أطروحاتها أقرب إلى الواقع». ويلفت الخبير اليمني إلى أن موقف «القاعدة» جاء بعد فترة صمت طويلة بشأن مقتل الشهري، إلا أنه يشير إلى أن التسجيل اغفل الحديث عن عمليات التنظيم الأخيرة في اليمن، حيث لم يعترف بها والتي استهدفت عددا من الشخصيات العسكرية والأمنية، كما هي عادته، ويعتقد الجمحي أن «القاعدة» ربما «تسعى إلى لعبة شد أعصاب وحجب الرؤية والأفكار عن السلطات بعدم تبنيها لتلك العمليات».

ويعد فرع «القاعدة» بجزيرة العرب من أنشط أفرعها وأكثرها قوة وفتكا، بحسب مصادر أميركية، خاصة أنه وجد في اليمن بيئة مناسبة وقريبة من التضاريس الجغرافية التي كان التنظيم ينشط فيها في أفغانستان، في وقت ينشط فيه الشهري في تجنيد السعوديين في صفوف التنظيم، إضافة إلى عمله في مجال التدريب والتخطيط.

وعلى الصعيد السياسي التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن، وذكرت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن اللقاء بين بن عمر والرئيس هادي ناقش «قضية اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء والسجل الانتخابي، وكل ما يهم السير نحو تحقيق آمال وتطلعات أبناء شعبنا اليمني». وكانت مسألة لجنة الانتخابات أبرز القضايا الخلافية بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة، قبل اندلاع الثورة التي أطاحت بصالح.

وكان الرئيس اليمني قد دعا الأطراف المختلفة إلى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني جاء ذلك في كلمة له بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) التي حققت لجنوب البلاد استقلاله من بريطانيا عام 1963م ونوه هادي بثورة الشباب في اليمن وقال: «لا شك أننا جميعا نؤمن بأن مسيرة التغيير التي فجرها شبابنا وانتصر لها جاءت لتعيد للنظام الوطني أصالته وللدستور والقانون مكانته وقيمته وحرمته كما نؤمن بأن التغيير بدأ يحقق ثماره وبدأنا فعلا ننتقل إلى ترسيخ سيادة الشعب وإقامة دولة النظام والقانون والمؤسسات».